اذا كانت الاوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة وراء “اندلاع” “الثورة في 17 تشرين الأوّل 2019” ، فانه اليوم لا بد من ان تستعيد التحركات زخمها لا سيما بعد ارتفاع سعر صرف الدولار الذي تخطى الـ 4000 الف ليرة، ودفع بالتالي الى ارتفاع جنوني باسعار السلع التي تجاوزت الـ 100% احيانا.
وقد بدأت “المجموعات” التي تشكل “الثورة” تحضير أرضيتها، عبر توجيه الدعوات للحشد في وسط بيروت والتظاهر ضد الطبقة الحاكمة، لا سيما من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لـ”انطلاقة جديدة”، فهل سيشكل تاريخ 6/6 محطة مفصلية؟! … ويبقى الاهم هل تلك المطالب ستجد الآذن الصاغية.
الثورة لم تتوقف
اعتبر الناشط في مجموعة “لبلدي” جيلبير ضومط ان الثورة منذ اللحظة الاولى لانطلاقها لم تتوقف، وان خفت حدتها بسبب اجراءات الوقاية التي فرضها تفشي وباء كورونا، واليوم بعدما رفعت هذه الاجراءات، من الممكن للناس ان تتحرك مجددا.
واستبعد ضومط، عبر وكالة “أخبار اليوم” تنظيم الثورة، قائلا: حين تسلك هذا المسار تتخلى عن صفة “الثورة”، لتصبح معارضة سياسية تستعمل الشارع لغايات او برنامج واضح، مشددا على اننا معارضة منظمة بسبب النظام السياسي والواقع الراهن والانظمة الانتخابية المتتالية، موضحا انا “الثوار” اليوم هم مجموعات من المواطنين نظمت نفسها بشكل محلي وتتحرك من اجل تحقيق مطالبها والسير قدما بها.
واشار ضومط الى ان الثورة في لبنان تشبه الى حد كبير ما هو حاصل في الولايات المتحدة الاميركية على خليفة قتل جورج فلويد في 25 ايار الفائت بعد معاملة عنيفة من جانب شرطي، حيث لا توجد معارضة منظمة لها اهداف وتستعمل الشارع من اجل تحقيق برنامجها السياسي.
المطالب والافكار
واوضح ان هناك الكثير من المجموعات والفئات الشعبية دعت الى التحرك يوم السبت المقبل والمشاركة في تظاهرة كبيرة في وسط المدينة، وكل فئة او مجموعة منها تحمل مطالبها او افكارها السياسية، حيث يمكن اختصار ابرز المطالب بالاتي:
الانتخابات النيابية المبكرة، استقلالية القضاء، الاصلاحات المالية والاقتصادية والاجتماعية، مكافحة الفساد واسترجاع الاموال المنهوبة…
وعما اذا كان هناك مجموعات شارك في التحركات الخريف الفائت، وهي اليوم تراجعت؟ اكد ضومط انه لم ترفض اي فئة المشاركة، ولكن من الطبيعي ان تكون المطالب مختلفة، موضحا ان الحماسة لتجديد نبض الشارع ما زالت قائمة، مشيرا الى ان القضية لا تتوقف اليوم فقط عند الحماس، بل نسبة القرف لدى اللبنانيين من الوضع الراهن ارتفعت كثيرا، وهذا ما يدفع الناس الى النزول الى الشارع، لكن هذا لا ينفي ان العديد من الذين شاركوا سابقا في التحركات قد يكونوا اليوم حذرين من المشاركة نتيجة استمرار الخوف من “كورونا”. اضف الى ذلك ان قدرات الناس المادية قد تحول دون التوجه الى المشاركة في المظاهرة المركزية في وسط بيروت، لذا فاننا لا نتوقع حشدا مليونيا، لكن في المقابل التحركات ستعم كل المناطق.
شروط الانتخابات
وردا على سؤال حول جدوى المطالبة بالانتخابات النيابية المبكرة؟ فقد اعتبر ضومط ان الانتخابات المقبلة بحد ذاتها اصبحت مبكرة، لذا لا بد من التركيز على القانون بدلا من الموعد، معتبرا انه على صعيد الشروط فانها باتت واضحة، ومن اهمها: ان تكون خارج القيد الطائفي، الوصول الى الإعلام بشكل عادل، تحديد سقف عادل للانفاق، خفض سن الاقتراع، مشاركة فاعلة للمغتربين، الاقتراع في مكان السكن.
وختم: اما بالنسبة الى النظام الانتخابي فهناك صعوبة في تغييره كليا، نظرا الى الاقتراحات التي تطرح بين الحين والآخر المبينة على اراء وليس على احصاءات ودراسات تساعد على الوصول الى القانون الافضل او اقله افضل من القانون الحالي.
وكالة “أخبار اليوم”