توقّفتْ الأوساطُ عند تطوريْن بارزين ارتسما في الساعات الماضية على خط الصراع في المنطقة وعليها ويضافان إلى عناصر المسرح الاقليمي الذي يتحرّك عليه الواقع اللبناني بمفاصله الاستراتيجية،
أوّلهما رسائل التهديد المستعادة من اسرائيل بلسان وزير خارجيتها غابي اشكينازي لبيروت التي أحيت أمس الذكرى 20 لتحرير الجنوب من الاحتلال وخصوصاً تأكيده أن “المواجهة مع لبنان لم تنته بعد (…) تركنا لبنان، لكن لبنان ليس وراءنا”.
أما التطور الثاني
فانتقال التدافع الخشن بين واشنطن وطهران إلى أرض جديدة هي فنزويلا التي اختارت إيران،
عبر إرسال أسطول من ناقلات النفط إليها، أن تلاعب النسر الأميركي عبر وضع أقدامها في حديقتها الخلفية،
في تطور نقل التوتر على خط إيران – فنزويلا VS الولايات المتحدة إلى مستوى غير مسبوق مفتوح على شتى الاحتمالات.
وإذ عَكَس كلام اشكينازي
، الذي كان قائد الجبهة الشمالية عند الانسحاب الاسرائيلي،
الأخطار المباشرة التي ما زالت تحدق بلبنان في ضوء استخدام تل ابيب المستمرّ لوضعية “حزب الله” وسلاحه خارج الشرعية ومَزاعم تطويره صواريخ دقيقة ذريعة لنيّاتها العدوانية تجاه لبنان والتي باتت حساباتها ترتبط باعتبارات ميدانية وبتوازن الردع مع الحزب،
فإنّ ارتفاع منسوب التحدي بين واشنطن وكل من فنزويلا وإيران
اللتين تعتبرهما الولايات المتحدة دولة “فارة من وجه العدالة” وأكبر دولة راعية للإرهاب يشي بانعكاساتٍ كبيرة على الوضع اللبناني
في ضوء ربْط الإدارة الأميركية المتكرر لحزب الله بنظام الرئيس نيكولاس مادورو عبر اتهامه باستضافة خلايا من الحزب وبأن وزير النفط طارق العيسمي يقيم علاقات وثيقة مع الحزب.