بالتوازي مع العمل على ملف المفاوضات مع صندوق النقد الذي بدأ به لبنان قبل مدة، برزت عدة مؤشرات توحي بأن الرياح لن تجري كما تشتهي السفن.
فـ”حزب الله” ابلغ علناً وبالمواربة المعنيين أنه لن يقبل بالذهاب الى صندوق النقد في حال فرض أي شروط سياسية أو حتى مالية قاسية على الناس، وهذا قد يكون شبه مستحيل، وما يؤكد استحالته هو ما بدأ يظهر من شروط وملامح معركة اعلامية من هنا وهناك.
منذ البداية سعى “حزب الله” الى الهروب من صندوق النقد وهذا ما يريد فعله لكن بعد اتمام المفاوضات، وهو ما يلمح إليه مسؤولو الحزب منذ مدة على قاعدة “لنلحق الصندوق على باب الدار”.
يرغب الحزب قبل رفض التعامل مع الصندوقفي أن يطرح الاخير شروطه، اقله شروطه الاقتصادية، ليكون رفض الحزب مستنداً على رفض شعبي حقيقي ولتكون الخيارات البديلة التي يرغب فيها الحزب غير نابعة من توجهات سياسية.
ولعل الخيار البديل الأفضل للحزب، وبنظزه، هو التوجه شرقاً،
وهو خيار جدي في اجندة الحزب بالرغم من عدم التركيز عليه اعلامياً، فالحزب اجرى اتصالاته بكل من سوريا والعراق، وعرض معهم الخيارات والامكانيات، وحصل منهم على وعود بالتسهيلات.
وفي حين لم تكن هذه الاتصالات رسمية، بل ودية نظراً لعلاقة الحزب بهاتين الدولتين،
بدأت قبل مدة حراكات رسمية مرتبطة بالدولة اللبنانية، فتحدث الامين العام لـ”حزب الله” علنا بتطبيع العلاقات مع سوريا في حين بدأ هذا النقاش بجدية في مجلس الوزراء.
ووفق المعلومات فإن رئيس الحكومة حسان دياب ابدى استعداده خلال جلسة خاصة، لزيارة دمشق اذا كان الامر يصب في مصلحة لبنان واقتصاده.
لكن امس حصلت خطوة اخرى قام بها الرئيس ميشال عون، اذ تحدثت المعلومات عن رسالة ارسلها عبر اللواء عباس ابراهيم الى رئيس وزراء العراق، الامر الذي يفتح المجال امام نقاشات عدة في ماهية الرسالة واهدافها.
تقول المصادر إن الخطوات التمهيدية التي تقوم بها الدولة اللبنانية لا تهدف فقط لتحضير الارضية للتوجه شرقاً،
فهذا صحيح، لكن الصحيح ايضاً ان ما يحصل هو اظهار وجود خيارات اخرى غير صندوق النقد ما يعزز الموقع خلال المفاوضات،
وقد يجعل الدول الغربية تتجه نحو ليونة اكثر في التعاطي مع الملف اللبناني،
وتحديداً في ظل الخلاف الفرنسي – الاميركي حول معالجة هذا الملف.