اندلعت حرب “إلغاء” جديدة بين موقعي “مستقبل ويب” (تيار المستقبل) والـ”Tayyar.org” (التيار الوطني الحر).
وفي التفاصيل أنّ موقع “مستقبل ويب” رّد على مقالة نشرها موقع التيار الرسمي لجورج عبيد تحت عنوان “خلاص لبنان متوقف على إنهاء الحريرية السياسة والانطلاق بالسوق المشرقية”. فبعد يوم على نشرها، رّد “مستقبل ويب” بمقالة تحت عنوان “حروب إلغاء” جديدة على مشارف رحيل “العونية السياسية”، ضاربين التسوية الرئاسية بعرض الحائط.
في مقالته، يستفز عبيد “مستقبل ويب” بقوله: “لن يكتب للحكومة الحالية النجاح، إذا لم تتمكّن من إنهاء الحريريّة السياسيّة والاقتصاديّة كمحتوى فاسد، أدّى إلى إفراغ الدولة اللبنانيّة من ماليتها وآلياتها”. ويضيف عبيد: “منذ سنة 1992 والحريريّة السياسيّة تمعن فتكًا بلبنان، وتتصرّف وكأن لبنان المدى لها، وتتعاطى مع العاصمة بيروت كملك لأسيادها. أبطلت الاقتصاد المنتج بمعناه، فبدا لبنان يتدحرج، وما كان استقرار سعر صرف الدولار سوى الحجاب لهذا التدحرج التدريجيّ الذي بلغ أوجه وذروته نع ارتفاع سعر صرف الدولار إلى ال4500 ل.ل. أمعنت في زرع الفساد، تصرّفت كشريكة للقاتل الاقتصاديّ الأميركيّ، سلبت الخصوصيات راهنت على الشرق أوسطيّة، أدخلت لبنان واللبنانيين في ثقافة غريبة عن فهمهم الماليّ والاقتصاديّ وهي ثقافة الفوائد المرتفعة سواء كانت مع شراء سندات الخزينة وقد بلغت ال48% أو مع الإيداعات بالليرة اللبنانيّة وقد بلغت ال12%. فاتجهنا منذ سنة 1994 نحو الانهيار”، لافتاً إلى أنّ الحريرية السياسية “تحالفت مع المصارف فاستبقتها في عهدتها، زرعت الفساد في الدولة حتى شلّ عملها ومات عصبها وبدأنا نشهد سقوط هيكلها. تحالفت مع القطاعات والإقطاعيات فتحولت إلى حالة مافياويّة غدت أقوى من الدولة… بل اقوى من الوطن. فهل نقبل وفي هذا الزمن بالذات بالاستسلام لها، أو بات لزامًا مواجهتها؟”.
من جهته، هاجم “مستقبل ويب” ما نشره موقع “التيار” قائلاً: ” ليس غريباً على التيار ” الوطني الحرّ” أن يلجأ مرة جديدة الى سياسة الهروب الى الأمام ويخوض “حروب إلغاء” جديدة ضد الآخرين. وليس غريباً، على مشارف انتهاء “العونية السياسية”، مع تكرار لازمة “طار العهد” على لسان العونيين أنفسهم، أن يهذي كتّاب المقالات على صفحات موقع التيار المذكور بأوهام “إنهاء الحريرية السياسية والاقتصادية”. وليس غريباً أن يطمح التيار نفسه الى “إلغاء” الحريرية والى فتح “سوق مشرقية” نقطة ارتكازها سوريا بشار الأسد في آن، لأن نجاح الطموح الأول شرط لتحقيق الطموح الثاني”، ومضيفاً: “”سالفة” إنهاء الحريرية فتبقى برسم تجارب أصحاب “حروب الإلغاء” السابقة التي سقطت الواحدة تلوَ الأخرى، لأن أحداً في لبنان، حسب دروس “التاريخ والجغرافيا” التي استند إليها كاتب الإرهاصات، لا يمكنه إلغاء أحد. أما وفقاً لدروس الواقع اللبناني، فإن القوى التي شُطبت من المعادلات السياسية هي تلك التي ألغت نفسها بنفسها، وقد نجح التيار “الوطني الحرّ” أخيراً بذلك وحقّق تقدّماً ملحوظاً.. والحمدلله”.
المواجهة بين “التيار” و”المستقبل” هذه تأتي بعد أسبوعين على الهجوم الناري الذي شنه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري على الوزير السابق جبران باسيل. ففي دردشة مع الصحافيين قال الحريري: “إذا فاتحين عصفورية وكل شوي تهديد” فهذا الأمر مرفوض ومستمرون في المعارضة، ونحن مع رئيس المجلس النيابي نبيه برّي في مواقفه لأنه يعرف كيف يتصرف وكيف يحاور وكيف يعالج الأمور”.
وأضاف الحريري: “هناك ملفات تعمل عليها الحكومة ولكن دياب “حاطط حطاطو تحميلنا مسؤولية 30 سنة”، سائلاً: “لماذا استخدام خطاب الوزير جبران باسيل؟، عندما جاء الى بيت الوسط ليعرض نفسه وزيراً لم يكن هذا رأيه بل كانت إشادة بتاريخ الشهيد رفيق الحريري”.
وتابع: “الاستهداف السياسي مستمر وإن كانت الامور هكذا فنسلم الأمور لجبران باسيل ولكن فشر على رقبتو، فقد استلم الكهرباء ورتب علينا 11 مليار ونستطيع أن نتحدث بعقل لكنهم لا يريدون”.
المصدر: رصد لبنان 24