كتب جورج شاهين في “الجمهورية” يقول:
توقّف قيادي معارض أمام آخر خطابات الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي حمل دعوته الى التنسيق مع الحكومة السورية لمعالجة معابر التهريب وضبط الحدود اللبنانية ـ السورية، مشدداً على الفصل بينها وبين تلك التي تستخدمها المقاومة في الانتقال بين البلدين. وهو ما شَكّل في نظر البعض أول دعوة “جريئة” لضَم لبنان الى محور الممانعة.
فهل سيكون ذلك ممكناً؟ وما هي المحاذير والأثمان؟
ليست المرة الأولى التي يدعو فيها السيد نصرالله الى إحياء العلاقات بين لبنان وسوريا وإعادة ترميمها بمعزل عن توجهات الدول العربية التي أخرجت سوريا منذ خريف العام 2011 من جامعة الدول العربية وهيئاتها وأجهزتها الإقليمية.
وهو أمر ادّى الى قراءة داخلية لبنانية عَبّر عنها قيادي بارز في المعارضة، محذّراً من اي خطوة رسمية تشكل ترجمة لها.
فهو ينظر الى هذه الدعوة من زوايا مختلفة يمكن الإشارة إليها في الشكل والمضمون والتوقيت،
معتبراً أنها جاءت نافرة لمجرد صدورها في مرحلة دقيقة تزامنت مع بدء الحوار مع صندوق النقد الدولي الذي يطالب من ضمن سلسلة شروطه وملاحظاته المسبقة بوضع حد لعمليات التهريب على الحدود اللبنانية – السورية تمهيداً لضبط الوضع الإقتصادي ومعالجة الازمة النقدية،
وعلى عتبة المشاورات الجارية في مجلس الأمن الدولي للتمديد لقوات الامم المتحدة (اليونيفيل) ومصير القرارات الدولية،
ولا سيما منها القرارين «1559» و»1701»، عدا عن العوامل الأخرى التي يمكن التوسع في شأنها على اكثر من مستوى داخلي وإقليمي ودولي.
وقبل النظر في الظروف التي أملت على السيد نصرالله توجيه مثل هذه الدعوة اليوم، يُشار الى انه سبق له ان أطلق مثيلات لها في أكثر من مناسبة وفي محطات عدة تُقاس بمراحل استعادة النظام السوري سيطرته على “سوريا المفيدة” مدعوماً بالقوّتين العسكريتين الروسية والإيرانية وحلفائهما.
وعند إجراء الجردة الطبيعية لمسلسل هذه الدعوات،
يستذكر القيادي المعارض تلك التي سبقت وتَلت زيارات قام بها عدد من الوزراء اللبنانيين في الحكومة السابقة برئاسة الرئيس سعد الحريري والحالية برئاسة حسان دياب،
والذين يمثلون “الثنائي الشيعي” و”المردة” و”الحزب الديموقراطي اللبناني”.
هذا عدا عن الدعوة التي وجّهها وزير الخارجية في الحكومة السابقة رئيس «لتيار الوطني الحر» جبران باسيل من منبر مؤتمر وزراء الخارجية العرب في 9 تشرين الأول 2019 الى نظرائه العرب لاتخاذ “قرار فوري” باستعادة سوريا مقعدها الفارغ في الجامعة العربية منذ 7 سنوات.
وهي الدعوة التي كانت لها ردات فعل سلبية، ليس أقلها أنها جاءت لتعطّل مفاعيل “المؤتمر الدولي للإستثمار في لبنان” الذي نظّمته دولة الامارات العربية المتحدة في ابو ظبي قبل 3 ايام للبحث في دعم فوري للبنان بـ3 مليارات دولار عدا عن مجموعة مبادارت نفطية واستثمارية سعودية واماراتية وكويتية أخرى فتَبخّرت قبل أن يجفّ حبرها.
المصدر: الجمهورية