كتب المحامي وهيب الططر:
الشعب اللبناني ، متفوق في فن التصوير الرقمي و في نشر الصور بسرعة البرق على مواقع التواصل ، بحيث تصل صور المصابين في حوادث السير الى اميركا، قبل وصول سيارات الاسعاف الى مكان وقوع الحادث ، فكيف لهذا “الشعب المصوِّر” برمته،
الا ينشر حتى اليوم أي صورة لمريض او فيديو لحالة في مدخل مستشفى مع ممرض او طبيب او اي شي من هذا القبيل ؟؟
لنـدع المرضى جانبا لبرهة ، و لننتقل الى الوفيات ؛ اهل المتوفين من هم ؟ أقاربهم ، جيرانهم ابناء خالات الجيران ؟ لم يتواصل معهم أحد ؟ لم يتقبلوا التعازي ولو بأدنى تعديل عبر الهاتف أو عبر Zoom أو عبر Skype ؟
حالات الشفاء رقم لا يستهان به و هو انجاز يسجل للعهد ،
لماذا لم يقابلهم مذيعو الـ OTV ؟
لو كان في لبنـان كورونا ، لانقرض أهل طرابلس عن بكرة أبيهم، حيث تغص بهم شوارع المدينة وأزقتها و أسواقها و المحلات التجارية و المساجد والمقاهي في المناطق الفقيرة، الجميع يعيش حياته بشكل طبيعي ، الكتف على الكتف من دون كمامات او قفازات ، ناهيك عن المخيمات الفلسطينية المكتظة ، فحالها حال الفيحاء …
لم ينسَ الشعب اللبناني أنه كان يقف بالطابور امام شبابيك المصارف ليستجدي حفنة من دولاراته نقدا منذ 17 تشرين وحتى اطلاق اجراءات الموجة الاولى ! ومن بعدها توقفت المصارف عن تقطير العملة الخضراء الى اصحابها ، وجرى استبدالها بليرات مطبوعة حديثا على أساس سعر 3000 للدولار ،
مما يدفعنــا للسؤال ماذا يحضر لنـا الساحر جــراء اجراءات الموجة الثانية ؟؟
سؤال أطرحــه في نفسي عفوا ، إبــان ما يسمى بالموجة الثانية ، فعندما سمعت وزير الداخلية يقول أن مسألة عدم التزام الناس بالحجر هي ” خدمة للعدو الصهيوني وللإمبريالية ” ، وعندما ينهال علينا السيد “سالم زهران” بتصريحاته بشأن انتشار المرض بموجته الثانية ، يترسخ لـدي أن لاجراءات المرض بموجتيه الاولى والثانية طابع سياسي بامتياز، بعيد عن طابعه المختبري الطبي، طابع قابع في صندوق أسود تمت صناعته لخدمة السلطة السياسية ، دفــاعا عن بقائها ووجودها ، عبر قمع الناس و ابقاء الشعب في حالة ضياع ، محجور عليه بالسياسة وبالامن وبتخويفه بصورة “افتراضية” ملعوب بها من رأسها الى أسفلها…