سامي خشبة وتعريف مصطلح: ثقافة
(مصطلحات فكرية) هو عنوان كتاب من سلسلة مهرجان القراءة للجميع / الأعمال الفكرية / مكتبة الأسرة 1997، من تأليف سامي خشبة، وإصدار الهيئة المصرية العامة للكتاب.
والكتاب كما يبدو من عنوانه، يقف على مصطلحات أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الدراسات والأبحاث،
التي تدور في فلك علوم الفكر وما يتفرع منها، ويقدم لنا ملخصات حول كل مصطلح، يمكن الإفادة منها بشكل أو بآخر.
ومن المصطلحات التي تطرق إليها الكاتب، مصطلح ” ثقافة “، الذي يتم تداوله على مدار الساعة،
وفي مجالات وميادين لا حصر لها، فيقول في بداية التعريف:
إن استخدام هذا المصطلح في اللغة العربية بهذا المعنى استخدام حديث جداً،
يرجع إلى عشرينات هذا القرن- ويقصد القرن العشرين- وكان سلامة موسى ( مفكر وكاتب مصري 1887 – 1958 )،
هو أول من استخدم الكلمة، للتعبير عن النشاط الفكري والإبداعي للإنسان.
وفي كل من علوم الإجتماع، وأصول التطور الإنساني الإجتماعي.. يدل هذا المصطلح – في أوسع معانيه – على مجموع نتاج العمل الإنساني في إطاره الإجتماعي، الذي تتوارثه الأجيال بعضها عن االبعض..
ويورد المؤلف في سياق تعريفه للثقافة ما قاله في هذا المضمار: العالم الأمريكي تايلور: إنها ذلك المجموع المعقد والمتداخل،
المكوّن من المعرفة، والعقيدة، والفن، والأخلاقيات، والقانون، وغيرها من القدرات والتقاليد: كأسلوب العمل واللهو، وأدوات الإنتاج وقواعد السلوك.. إلخ، التي يكتسبها الإنسان من خلال عضويته في مجتمع معين.
ويضيف إلى ذلك الإهتمام الذي أولاه عدد من المشتغلين في هذا المجال في القرن العشرين للأشكال أو القوالب النموذجية،
التي تتخذها كل ثقافة، للتعبير عن نفسها، كذلك الإهتمام بأساليب التعليم،
ونقل وحفظ الثقافة التي يستخدمها كل مجتمع، أو أساليب تطويرها عبر الأجيال،
فالأشكال أو القوالب (في العمارة والأزياء والأدوات، كما في الإبداعات الفنية، والممارسات السلوكية على السواء) جزء من المنتج الثقافي ذاته..
ويختم كلامه بالحديث عن التعلّم ووسائل نقل الثقافة، معتبراً أنها هي التي تحدد مدى العمق التجريدي،
أو” النظري للثقافة “، ومدى تأثيرها في الجهاز العصبي لأصحاب الثقافة، فالتعلّم الشفاهي يؤكد على جهاز الذاكرة والحفظ بما يؤدي إلى ” جمود ثقافي “. بينما تؤكد الكتابة العامل الفردي أكثر، إذ تطلق لكل ” كاتب ” العنان لصفاته الفردية،
والتعليم عن طريق “الصور” يزيد من ملكة الخيال، قوة وتوظيفاً.. إلخ. ولكن هذا لم يلغِ أهمية التجسيدات المادية للثقافة ( أي الأدوات والإبداعات نفسها ) ولا أهمية تحليلها.
نبيل عرابي- intscopes