“خطر” جديد يهدد النساء والفتيات
بعد أن تحدّثنا سابقا عن العنف المنزلي، وارتفاع نسبه في زمن الكورونا التي تسببت بحجر ثلث سكان العالم في منازلهم،
يبدو أن عنفاً من نوع آخر قد ارتفعت نسبته في هذه الفترة، ولذلك يصبح لزاما أيضا الإضاءة عليه، وهو العنف الإلكتروني.
في استطلاع للرأي أجرته شركة “إيبسوس موري” Ipsos Mori بتكليف من منظمة العفو الدولية عام 2017،
وشمل ثمانية بلدان، ذكرت 23% من النساء اللاتي شاركن في الدراسة المسحيّة من جميع البلدان أنهن قد تعرضن للإساءة أو التحرش على شبكة الإنترنت..
وهذا العنف لا يعني فقط الابتزاز الجنسي، فالعنف ضد المرأة والإساءة إليها على شبكة الإنترنت يمكن أن يتخذ أشكالاً مختلفة، وقد يشمل ذلك تهديدات مباشرة أو غير مباشرة بالعنف،
كالتهديدات الجسديّة، سرقة المعلومات الخاصة، وصولا الى النوع الاكثر شيوعا وهو الابتزاز الجنسي والتحرش، عبر نشر صور او أفلام أو حتى أخبار جنسية.
في لبنان ارتفعت نسب هذا النوع من العنف خلال أزمة الكورونا، اذ تشيرمعطيات المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي،
والتي حصلت عليها جمعية في-مايل، وتنشرها خلال حملتها التوعوية التي تُطلقها اليوم،
الى أن أرقام التبليغ عن الجرائم الإلكترونيّة، من كل الانواع التي ذكرناها سابقا، وللرجال والنساء،
تراوحت على الشكل التالي1123تبليغا في العام 2018، 1270تبليغا في العام 2019، 315 تبليغا حتى شهر آذار من العام 2020،
وأشارت الأرقام إلى أن النساء والفتيات من كل الفئات العمريّة معرّضات للوقوع ضحية هذه الجرائم
وتتراوح أعمار اللواتي أبلغن عن عنف إلكتروني ما بين 12 و55 سنة،
وقد بلغت نسبة الجرائم ضد الفتيات (من عمر 12 حتى 26) تقريبًا 41%، فيما بلغت نسبة الجرائم ضد النساء (من عمر 26 وما فوق) 27%.
أما خلال مرحلة تنفيذ قرار التعبئة العامة،
فتشير أرقام قوى الأمن الداخلي الى ارتفاع نسبة شكاوى جرائم الابتزاز والتحرش الجنسي بنسبة 184 بالمئة، اذ سُجل 122 شكوى بين الفترة الممتدة من 21 شباط الى 21 نيسان.
ولذلك بات لزاما التحرك على كل المستويات، وهكذا فعلت جمعية في-مايل.
تشير المسؤولة في الجمعية عليا عواضة الى أن الجمعية ستطلق اليوم حملة توعوية على وسائل التواصل الاجتماعي بعنوان “الشاشة ما بتحمي”،
وهدفها التأكيد أن النساء والفتيات في لبنان والعالم العربي لهن الحقّ في الوصول الى الإنترنت وإستخدامه بحريّة وأمان من دون التعرّض للعنف الإلكتروني بكافة أنواعه،
مشددة في حديث لـ”النشرة” على أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أصبح المتنفّس الوحيد للجميع في أزمة الكورونا،
سواء لاجل العمل،التسلية أو التعبير، وهذا ما يعرّض الفتيات والنساء الى خطر التعنيف من قبل المعتدين والمتحرشين على هذه المواقع.
وتضيف عواضة: “الحملة التوعوية ستكون خلال فترة التعبئة العامة على مواقع التواصل حصرا، ولكن بعدها سنلجأ للعمل على الأرض، وسنزور المدارس، وسنتواصل مع الاهل بشكل مباشر للتوعية حول هذه المسألة،
وحق النساء والفتيات باستعمال فضاء الانترنت بشكل آمن”، مشيرة الى أنّ الشقّ الآخر في الحملة سيكون التعريف بأساليب الحماية التي سننشرها لتستخدم المرأة الهاتف مثلا مع المحافظة على خصوصياتها.
لأجل الحد من هذا النوع من العنف المرتبط بالتكنولوجيا، فإن المطلوب يتعلق بأمرين،
الاول تطوير القوانين لتلائم هذا النوع من العنف، وتطبيق القوانين الموجودة، وثانيا زيادة الوعي لدى الصغار والكبار، لتجنب الوقوع في هذا النوع من التجارب.
مصدر : النشرة