كتبت راجانا حمية في صحيفة “الأخبار” تحت عنوان ” عدّاد كورونا إلى 788:
الوافدون يرفعون منسوب الحذر”: “حمل اليومان الأخيران تطوراً غير اعتيادي في مسار عدّاد “كورونا”.
فبعد استقرار وانخفاض في أعداد المصابين على مدى أيام، استرجع العدّاد ذروته مع تسجيل أعداد عالية،
وصلت إلى 48 حالة إيجابية،
بحسب التقارير الثلاث الصادرة عن وزارة الصحة العامة أمس (تقريرين) وأول من أمس. وتوزّعت هذه الحالات بين 39 أمس و9 أول من أمس،
وهي تعود في غالبيتها إلى العائدين على متن طائرات الإجلاء الآتية
من نيجيريا (25 اصابة) وقطر والإمارات العربية المتحدة والسعودية وغينيا وسيراليون وباريس (اصابة واحدة) وليبيريا(3 اصابات) وأبو ظبي (اصابة واحدة).
وفي المقابل، سجّل عدّاد المقيمين 3 حالات إيجابية فقط. وقبل أن يقفل العدّاد على تلك الأرقام،
أعلن مستشفى بيروت الحكومي ليل أمس تسجيل 4 حالات جديدة (3 مقيمين ومغترب)
ليرتفع العدد إلى 793 حالة، شفي منهم 223، فيما استقرت أعداد الوفيات على 25، والعدد الحالي للمصابين على 545.
أما على خط الحدود البرية، فلم تسجّل أية إصابة، إذ أجريت فحوص الـpcr لـ91 عائداً عبر نقطة المصنع و102 عبر العبودية جاءت كلها سلبية، بحسب تقرير وزارة الصحة.
بعيداً عن إيجابية الحدود البرية، أعادت الخطوط الجوية تثبيت لبنان في مربّع الحذر.
ولان كانت أعداد الإصابات المقيمة لا تزال ضمن المستوى الجيد،
إلا أن الإصابات التي سُجّلت في صفوف العائدين تنذر بالخطر من جهة وتؤخر فترة الشفاء أسابيع إضافية،
أقلّها أسبوعان. الخطر هنا أن “أعداد الإصابات عالية من جملة الفحوص التي أجريت”،
حسبما تشير مصادر وزارة الصحة. وفي مثال على ذلك،
تشير الوزارة إلى أن الإصابات الـ25 التي سُجّلت على متن الطائرة العائدة من نيجيريا كانت من أصل 160، أي ما نسبته 16%، وهي نسبة تحدث للمرة الأولى.
كما أن احتمال صدور نتائج إيجابية أخرى من لائحة العائدين “عال جداً”. انطلاقاً من ذلك،
نبّه وزير الصحة حمد حسن، أمس، إلى أن ما حدث “يدفعنا لاتخاذ تدابير جديدة من نقطة الصفر لتتبع الحالات ومنع انتشار الوباء مجدّداً”.
نائب رئيس لجنة علماء لبنان لمكافحة الكورونا، الدكتور محمد حمية،
حذّر من أن رقم العائدين “يؤخر فترة الشفاء أسبوعين آخرين”. ولفت إلى أن الإشكالية تكمن في كيفية متابعة هذه الأعداد،
“أي في الكادر البشري الذي سيتابع وفي التزام العائدين بالإجراءات الصارمة لمنع نقل العدوى إلى المجتمع”.
كما أن مصدر الخوف هو “هيكلية الفيروس”،
إذ أن “الفيروس في الداخل اعتاد على جسمنا. في حين أن هيكلية الآتي من الخارج قد تكون مغايرة واحتمالية انتقاله من شخصٍ إلى آخر أكبر”.
أضف إلى أن الفيروس، هيكلياً، هو في تطور بشكلٍ يومي. من هنا، يدعو حمية إلى التعاطي بجدية أكبر ومتابعة حثيثة “خوفاً من العودة إلى نقطة الصفر”.
وثمة جانب آخر من الإشكالية تطرحه نسبة الأعداد، وهو «تمديد فترة الوصول إلى الشفاء، أي تصفير الإصابات،
لأسابيع أخرى». وبحسب حمية، كان من المتوقع أن يكون الوصول إلى صفر إصابات أواخر حزيران،
إلا أنه مع الوضع الراهن، لن تبقى الحال على ما هي عليه. وما يعزز هذه الفرضية أن المرحلة الثانية من العودة لم تنته بعد،
واحتمال تسجيل إصابات جديدة قائم فعلاً”.
مصدر : الاخبار