أيها اللبنانيون إنسوا أمر الدولار!

أيها اللبنانيون إنسوا أمر الدولار!

منذ أن عصفت الأزمة المالية – الإقتصادية بالبلاد بدأ اللبنانيون، مكرهين وغير مختارين،
الإعتياد على غياب العملة الخضراء من بين أيديهم في تعاملاتهم اليومية، بعدما فرضت المصارف حصارًا على الدولار،
الذي أنحصر التعامل فيه بالصرافين، بيعًا وشرا، وهذا الأمر سيقود في المستقبل إلى حصر التعامل الداخلي فقط بالليرة اللبنانية،
وذلك بعدما  دفع الاقتصاد اللبناني فاتورة ضخمة مقابل تثبيت سعر الصرف،
وإذا كان تحرير قيمة العملة أو رفع السعر الرسمي تدريجيا وصولا لتحريره يشكل ضرورة لإطلاق الاقتصاد،
فإن هذه الخطوة من شأنها أن تلحق أضراراً بالغة بالطبقتين الوسطى والفقيرة،
وتطيح بالقسم الأكبر من رواتب وتعويضات وادخارات المواطنين بالليرة اللبنانية، وبالتالي لا يمكن أن تتم الا إذا كانت مسبوقة بخطوات عدة منها:

أولًا،

 لبننة الاقتصاد المحلي، إذ أن الاقتصاد اللبناني كان “مدولرًا” بنسبة 75%، وبالتالي فإنه قبل تحرير سعر الصرف،
يجب الاخذ في الاعتبار تحويل الاقتصاد اللبناني تدريجياً الى الاقتصاد المنتج مما يخفف من الإعتماد على الدولار،
اضافة الى إلزام التعامل داخل الأراضي اللبنانية بالليرة اللبنانية فقط أسوة بغالبية دول العالم.
فتعرفة الاتصالات مثلا يجب تثبيتها بالعملة الوطنية، وكذلك اشتراكات التأمين ورسوم المدارس والجامعات وغيرها والا سوف يكون المواطن عرضة لتقلب سعر الصرف في أساسيات حياته.

ثانيًا،

وضع ضوابط على الاستيراد حتى يكون مدروساً بحسب حاجة السوق. وهنا لا بدّ من اجراء مسح واضح لحاجات السوق من الاساسيات والكماليات وإعادة تعريف مفهوم الكماليات. فالأجهزة الرقمية مثلا لا يمكن تصنيفها من الكماليات، وبالتالي لا يمكن تقنين استيرادها وفرض ضرائب مرتفعة عليها.

ثالثًا،

تعويض صغار المودعين بالليرة اللبنانية، إذ من غير المقبول تحميل كلفة الازمة للمودع الذي أقنعته السلطة السياسية والمالية خلال عقود بأن الليرة بخير، واغرته المصارف بتحويل مدّخراته لليرة اللبنانية، ليتفاجأ بعد تحرير سعر الصرف بخسارة مدخراته نصف قيمتها أو أكثر، والأمر ذاته ينطبق على من وضع تعويضات نهاية خدمته في المصرف بالليرة اللبنانية. 

رابعًا،

السماح للمقترض بالدولار أن يسدد قرضه بحسب سعر الصرف الرسمي الحالي 1515- 1507 حصراً إذا كان تاريخ القرض يعود الى ما قبل تحديد سعر الصرف الجديد.

إلى ذلك، توازيًا فإن إعادة هيكلة مصرف لبنان والمصارف التجارية الخاصة لا يمكن أن تأتي عبر خطة حكومية تم إقرارها من دون التشاور مع الأطراف المعنية ومن دون الحصول على موافقة واضحة وتصور عملي وشفاف تتقدم به الجهات نفسها.

فالودائع المصرفية هي ملكية خاصة بأصحابها وليست ملكا عاما،

خصوصًا ان الملكية الخاصة هي مبدأ اقتصادي كفله الدستور اللبناني، ونظامنا الحر لا يسمح للحكومة بوضع يدها على الملكيات الخاصة.

فالجميع يتفهم خطورة الأزمة ووجوب إقرار بعض التدابير الموجعة الا أنها لا يمكن أن تكون بشكل الزامي

يترجم نظرة البعض من دون التوقف عند رأي أصحاب الشأن والسلطة النقدية المؤتمنة على هذا القطاع.
ومهما كانت الأسباب والأخطاء التي ارتكبت في الماضي،
فهذا لا برر اقدام الحكومة على إقرار خطة تنوى تنفيذها بالقوة ومن دون التوافق مع الأطراف المعنية بها.
هكذا أمر من شأنه أن يغير طبيعة لبنان ونظامه الاقتصادي والسياسي الحر والديمقراطي.
ويتوجب على الحكومة الحفاظ على القطاع المصرفي لكي يستعيد عافيته لان من دونه لن ننهض

ولن نخرج من أزمتنا وسنعرض بلدنا ومقدراتنا لأشد المخاطر المالية والنقدية التي لن يمكن الرجوع عنها في المستقبل.

ان المساس بودائع الناس رغما عنهم أمر غير مقبول ولا يمكن تنفيذه بشكل اختياري كما ذكر بالخطة ان لم تفتح أبواب الحوار الجدي والفعلي مع كافة المعنيين بهذا القطاع.

فعمليات ال bail in ان أتت اختيارية كما أدرجت بالخطة ستكون مرفوضة من غالبية المودعين.
كما وان الإعفاءات ان طالت فقط الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وبعض صناديق النقابات المقوننة بتشريعات ستؤدي الى كارثة اجتماعية كبرى.
فالكثير من المهن والمؤسسات تملك ودائع بشكل صناديق تعاضدية وتعويضات للمستخدمين الذين يعملون لصالحها.

فان لم تعفَ هذه الحسابات من عمليات التحويلات والاقتطاع سنشهد انهيارات للكثير من القطاعات لا سيما الجامعات والمدارس الخاصة في لبنان.

وعليه، وإستنادًا إلى كل المعطيات، التي أصبحت معالمها واضحة

إلى حدّ ما فإن طريقة تعاطي اللبنانيين مع مفاعيل الأزمة المالية ستكون مختلفة عمّا كانت عليه في السابق، أقله بالنسبة إلى “دولرة” الإقتصاد ويوميات اللبنانيين، الذين عليهم أن يعتادوا على حياة خالية من الدولار.

 

المصدر: خاص “لبنان 24
l


عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

أسعار المحروقات في لبنان، سعر البنزين اليوم في لبنان، سعر الديزل اليوم في لبنان، سعر الغاز اليوم في لبنان، سعر النفط في لبنان، أسعار الوقود في لبنان، التحديث اليومي لأسعار المحروقات في لبنان، سعر الوقود في لبنان اليوم، سعر البنزين في السوق السوداء في لبنان، سعر المحروقات في لبنان لحظة بلحظة، سعر لتر البنزين في لبنان، سعر لتر الديزل في لبنان، توقعات أسعار الوقود في لبنان، تحليل أسعار المحروقات في لبنان، سعر الغاز المسال في لبنان، سعر الكيروسين في لبنان، استقرار أسعار المحروقات في لبنان، أثر ارتفاع أسعار المحروقات في لبنان، تقلبات أسعار المحروقات في لبنان، أسعار الوقود في محطات البنزين في لبنان، أسعار المحروقات في السوق اللبنانية، شراء الوقود في لبنان، تأثير أسعار الوقود على الحياة اليومية في لبنان، أخبار أسعار المحروقات في لبنان، أسعار الوقود في السوق اللبنانية اليوم، fuel prices in Lebanon، gasoline price today in Lebanon، diesel price today in Lebanon، gas price today in Lebanon، oil price in Lebanon، fuel cost in Lebanon، daily fuel price update in Lebanon، Lebanon fuel prices today، gasoline price in black market Lebanon، real-time fuel prices in Lebanon، price of gasoline per liter in Lebanon، price of diesel per liter in Lebanon، fuel price forecasts in Lebanon، fuel price analysis in Lebanon، LPG price in Lebanon، kerosene price in Lebanon، fuel price stability in Lebanon، impact of rising fuel prices in Lebanon، fuel price fluctuations in Lebanon، fuel prices at gas stations in Lebanon، fuel prices in the Lebanese market، buying fuel in Lebanon، impact of fuel prices on daily life in Lebanon، fuel price news in Lebanon، Lebanon fuel market prices today،أسعار المحروقات اليوم في لبنان, Fuel prices in Lebanon, سعر البنزين في لبنان, Gasoline price in Lebanon, سعر المازوت في لبنان, Diesel price in Lebanon, جدول أسعار المحروقات في لبنان, Lebanon fuel price update, سعر الغاز في لبنان, Gas price today in Lebanon, محطات الوقود في لبنان, Gas stations in Lebanon, توقعات أسعار المحروقات في لبنان, Lebanon fuel crisis, تأثير سعر الدولار على المحروقات في لبنان, Impact of dollar on fuel prices in Lebanon, أزمة الوقود في لبنان, Lebanon energy crisis, كلفة النقل في لبنان بسبب ارتفاع المحروقات, Rising fuel costs in Lebanon, كيفية توفير الوقود في لبنان, Saving fuel in Lebanon, السوق السوداء للمحروقات في لبنان, Lebanon black market fuel, استيراد المحروقات في لبنان, Fuel import in Lebanon, دعم الحكومة لأسعار المحروقات في لبنان, Fuel subsidies in Lebanon, ارتفاع أسعار الطاقة في لبنان, Oil price Lebanon, تأثير أزمة الطاقة على الاقتصاد اللبناني, Impact of energy crisis on Lebanese economy, كيفية ترشيد استهلاك المحروقات في لبنان, How to save fuel in Lebanon, أسعار الطاقة الشمسية في لبنان, Solar energy prices in Lebanon, محطات تعبئة الغاز في لبنان, Gas filling stations in Lebanon, توزيع المحروقات في لبنان, Fuel distribution in Lebanon, مواعيد صدور جدول أسعار المحروقات في لبنان, Fuel price schedule release dates in Lebanon, تأثير أزمة المحروقات على النقل العام في لبنان, Impact of fuel crisis on public transport in Lebanon, أسعار الوقود في بيروت, Fuel prices in Beirut, أزمة الكهرباء في لبنان, Electricity crisis in Lebanon, تأثير ارتفاع أسعار المحروقات على حياة اللبنانيين, Impact of rising fuel prices on Lebanese citizens, شحن الوقود إلى لبنان, Fuel shipment to Lebanon, استهلاك البنزين في لبنان, Gasoline consumption in Lebanon, مصادر استيراد المحروقات في لبنان, Sources of fuel imports in Lebanon, تسعير المحروقات في لبنان, Fuel pricing in Lebanon, أسعار الوقود المدعوم في لبنان, Subsidized fuel prices in Lebanon, خطة الحكومة لدعم المحروقات في لبنان, Government plan for fuel subsidies in Lebanon, طوابير المحطات في لبنان, Gas station queues in Lebanon, نفاد الوقود في لبنان, Fuel shortages in Lebanon, الاعتماد على المولدات في لبنان بسبب نقص المحروقات, Dependence on generators in Lebanon due to fuel shortages

أسعار المحروقات اليوم ↑↓

أسعار المحروقات في لبنان اليوم أو اضغط هنا لرؤية التسعيرة المستجدة للمحروقات لحظة بلحظة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *