مخطط تدميري لا خطة انقاذية!

كتبت فيوليت غزال البلعة في “Arab Economic News” تحت عنوان “مخطط تدميري لا خطة انقاذية!”: ”

حاول لبنان أمس استصدار “صك براءة” يدحض الإنقسام الداخلي بين معارضة لم تنتظم بعد

وبين سلطة حاكمة تقود البلاد نحو مرحلة جديدة بدأت ترتسم ملامحها مسارا يستبدل النظام الاقتصادي الحرّ الذي ينصّ عليه الدستور، بنظام موّجه “متخلّف”، إنطلق مع إقرار “خطة التعافي المالي” التي خطت أولا نحو ضرب “آليات السوق”،

حين باشرت التركيز على مصرف لبنان والقطاع المصرفي، بدل معالجة الركود ومشكلة البطالة والتضخم وشبكات الأمان الاجتماعي.

تقصدت الحكومة استحصال صك البراءة من بعبدا، القصر الذي يفترض أن يجمع اللبنانيين بكل أطيافهم،
في رسالة استرضاء الى خارجٍ دولي مقرض، لتؤكد وجود توافق داخلي على “خطة التصفية” التي أقرّت قبل أسبوع،
من دون إمهال مصرف لبنان لتعويض “خسائره”،
والمصارف لاستئذانها وإبلاغها مسبقا بقرار إفلاسها وتغيير وجهة الصناعة المصرفية التي عرفها لبنان، رغم كل شوائبها.
اللقاء المالي انعقد أمس رغم المقاطعات بعذر مبرّر أم بموقف هادف،
وخلص الى تأكيد المؤكد: مضي السلطة في مخططها المالي بمعزل عن الانتقادات والملاحظات والهواجس والإنقسامات التي وجدت فيها الصهيونية منفذا تسللت من خلاله الى داخل لبنان، وعبر شركات تدقيق مالي،
في محاولة من الحكومة لاقناع المجتمع الدولي، وتحديدا مجموعة صندوق النقد والبنك الدولي،
بان التخطيط والاشراف على التنفيذ يسير وفق مشورة شركات “من أهل البيت”.
لكن، لم تدرك الحكومة، عن دراية او جهل، انها تقدم للصهيونية العالمية صيغة لبنان على طبق من فضة،
أضيف اليها وفي الموازاة، مشروع تصفية القطاع المالي والمصرفي، وهذا حلم تاريخي لطالما شغل الصهيونية وبرّر مساعيها لضرب لبنان واقتصاده وقطاعه المصرفي “المنافس” لكونه المتنفس للبنان وللمستثمرين العرب والخليجيين.
التسلّل الصهيوني حصل خطوة خطوة. أولا مع إقحام شركة “لازارد” في الداخل المالي، رغم ان التعاقد معها كان تحت عنوان “مفاوضة الدائنين الخارجيين”!
قيل الكثير عن اختيار تلك الشركة التي وصفها الكاتب ويليام كوهان في كتابه “آخر الأباطرة” بأنها “الشركة اليهودية الأسطورية المتربعة على عرش الخدمات المالية،
رغم صغر حجمها قياسا بمنافسيها كـ”غولدمان ساكس”، كما اوردت صحيفة “الاخبار”.
ويُقال إن رئيس مجلس ادارتها الحالي كينيث جاكوب يهوى العمل السياسي ولديه مجموعة تتسلل الى الدول تحت شعار “السلام”، على غرار شعار الصهاينة القدامى “بلد الميعاد”.
ووفق إذاعة “صوت لبنان”، نسبت مصادر وزارية القيمة المضافة لـ”لازارد” والتي أفضت لترجيحها،
الى علاقة الصداقة ما بين جواد عدرا، زوج نائبة رئيس الحكومة ووزيرة الدفاع زينة عكر، وبين والد مدير الشركة سجيع عطية.
وثمة مَن حذّر، ومنهم المصرفي الوزير مروان خير الدين،
من “أهدافٍ أبعد مما نعتقد، تصبّ في إضعاف لبنان لعشرات السنين، وبقدرته على مواجهة اعدائه، وما أكثرهم”.
وسألت الصحافية إلهام سعيد فريحة عن “العبقري” الذي نصح الحكومة بـ”لازارد”،
وقالت ان “لازارد هي من العائلات اليهودية التي رحلت الى أميركا ودخلت في اللوبي المالي العالمي”،
فيما أورد موقع “المدن” في تحقيق بعنوان “اللوبي الصهيوني سيتحكّم باقتصاد لبنان؟”،
ان “الانتشار الواسع الذي شهدته “لازارد” مكّنها من بسط نفوذها على الكثير من الاقتصادات،
وجعلها أحد الأطراف المؤثرة في الاقتصاد العالمي وأحد المتحكمين بالثروات العالمية.
لكن اكتساب الشركة قوّتها الحالية،
لم يكن ليحصل من دون مساعدة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة والعالم، لتصبح الشركة نفسها من ضمن اللوبي الصهيوني”.
تكمن خطورة “لازارد” في قدرتها على الاختراق (تونس ومصر) وفرض اقتراحات تدميرية كذلك الذي تبنّته حكومة لبنان.
فهي التي أعدّت ورقة “تدابير آنية وفورية لمكافحة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة”،
واقترحت فيها “التحقيق المحاسبي” Forensic Audit الذي يفتح مسربا واسعا للتحقيق في كافة المعطيات والأرقام المالية الخاصة بالدولة اللبنانية وباقتصادها الوطني وبقطاعها المصرفي.
وهذا يعني وضع “الداتا” المالية للبنان في إيدي الصهيونية العالمية،
بما يتيح لها كشف مكامن الضعف واستغلالها بما يتماشى وأحلامها التاريخية التي نجح بعضها في القضاء على “بنك إنترا” و”البنك العربي”.
دخول “لازارد” على خط الداخل المالي، مهّد لدخول آخر لا يقل خطورة. ثلاث شركات تدقيق مالي،
أبرزها Kroll، قررت الحكومة الاستعانة بها للتدقيق في ميزانيات مصرف لبنان وحساباته،
أو حسابات لبنان المالية. واذا كانت الحكومة تأخذ على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة “تعاونه”
مع واشنطن في ملف العقوبات على “حزب الله” و”حسن امتثاله” لشروطها في قفل الحسابات والمصارف المخالفة،
فها هي تلجأ طوعا الى الحضن الأميركي والصهيوني رغم وجود شركات تدقيق عالمية تراقب حركة الأموال في البنك المركزي وتضع تقاريرها دوريا،
وهي “ديلويت” و”أرنست آند يونغ” اللتين لا تشوب سمعتهما شائبة وتتمتعان بصدقية عابرة للقارات.
طلب سلامة من الحكومة “عدم الإستعجال” في احتساب خسائره وتصفيرها دفعة واحدة،
لانه قادر واستنادا الى آليات العمل،
تغطية العجوز المالية في مواقيت استحقاقاتها. لكن الحكومة أصرت لاقتناعها باقتراح “لازارد” التدميري،
فأقرت في جلسة 25 نيسان الماضي،
تكليف وزارة المال إجراء عقود “اتفاق رضائية” مع KPMG وKroll وOliver Wyman لاتخاذ ما يلزم من إجراءات مع مصرف لبنان والجهات ذات الصلة للقيام بعملية تدقيق محاسبية مركزة”.
لا مبررات لفتح الباب على مصراعيه امام شركات لبعضها علاقة باللوبي الصهيوني في أميركا،
وتمكينه تاليا من كسب حرب يشنّها ضدّ المصارف اللبنانية منذ عقد، من خلال منظمة “متحدون ضد إيران نووية”
التي جهدت باتجاه الإدارة الأميركية لادراج النظام اللبناني على لائحة “أوفاك” بتهمة تبييض الأموال!
وللعلم فقط،
ورد اسم شركة Kroll في تحقيق للصحافي سايمون برادلي في شباط 2012 بعنوان “ظاهرة الجوسسة الإقتصادية تحت الأضواء مُجددا في سويسرا”،
وذلك في اطار تغطيته لقضية “أريفا” التي رفعت الغطاء عن قطاع التحقيقات والتحريات “الذي لا يُعرف عنه الكثير في سويسرا”. وأشار الى وجود Kroll الى جانب 12 شركة ناشطة في هذا المجال داخل سويسرا،
“العالم المتحفظ للإستخبارات التنافسية والشركات الأمنية في جنيف التي يُقال إنها تتمتّع بهامش من المناورة،
بفضل إطارها القانوني وتمسّكها بالشكليات بدرجة أقل، بخلاف جارتها الفرنسية”.
رغم ما يُشاع فان مخطط تدمير لبنان وتغيير هويته الاقتصادية والمصرفية لن يرضي المجتمع الدولي،
وما يتسرّب من الخارج عن ترحيب بالخطة الإنقاذية لا يوحي بالكثير من الصدق،
وخصوصا أن المشروط من الإصلاحات غير قابل للتنفيذ وفقا للاطر والمقاييس والتجارب المحلية!”.
مصدر : Arab Economic News


عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

أسعار المحروقات في لبنان، سعر البنزين اليوم في لبنان، سعر الديزل اليوم في لبنان، سعر الغاز اليوم في لبنان، سعر النفط في لبنان، أسعار الوقود في لبنان، التحديث اليومي لأسعار المحروقات في لبنان، سعر الوقود في لبنان اليوم، سعر البنزين في السوق السوداء في لبنان، سعر المحروقات في لبنان لحظة بلحظة، سعر لتر البنزين في لبنان، سعر لتر الديزل في لبنان، توقعات أسعار الوقود في لبنان، تحليل أسعار المحروقات في لبنان، سعر الغاز المسال في لبنان، سعر الكيروسين في لبنان، استقرار أسعار المحروقات في لبنان، أثر ارتفاع أسعار المحروقات في لبنان، تقلبات أسعار المحروقات في لبنان، أسعار الوقود في محطات البنزين في لبنان، أسعار المحروقات في السوق اللبنانية، شراء الوقود في لبنان، تأثير أسعار الوقود على الحياة اليومية في لبنان، أخبار أسعار المحروقات في لبنان، أسعار الوقود في السوق اللبنانية اليوم، fuel prices in Lebanon، gasoline price today in Lebanon، diesel price today in Lebanon، gas price today in Lebanon، oil price in Lebanon، fuel cost in Lebanon، daily fuel price update in Lebanon، Lebanon fuel prices today، gasoline price in black market Lebanon، real-time fuel prices in Lebanon، price of gasoline per liter in Lebanon، price of diesel per liter in Lebanon، fuel price forecasts in Lebanon، fuel price analysis in Lebanon، LPG price in Lebanon، kerosene price in Lebanon، fuel price stability in Lebanon، impact of rising fuel prices in Lebanon، fuel price fluctuations in Lebanon، fuel prices at gas stations in Lebanon، fuel prices in the Lebanese market، buying fuel in Lebanon، impact of fuel prices on daily life in Lebanon، fuel price news in Lebanon، Lebanon fuel market prices today،أسعار المحروقات اليوم في لبنان, Fuel prices in Lebanon, سعر البنزين في لبنان, Gasoline price in Lebanon, سعر المازوت في لبنان, Diesel price in Lebanon, جدول أسعار المحروقات في لبنان, Lebanon fuel price update, سعر الغاز في لبنان, Gas price today in Lebanon, محطات الوقود في لبنان, Gas stations in Lebanon, توقعات أسعار المحروقات في لبنان, Lebanon fuel crisis, تأثير سعر الدولار على المحروقات في لبنان, Impact of dollar on fuel prices in Lebanon, أزمة الوقود في لبنان, Lebanon energy crisis, كلفة النقل في لبنان بسبب ارتفاع المحروقات, Rising fuel costs in Lebanon, كيفية توفير الوقود في لبنان, Saving fuel in Lebanon, السوق السوداء للمحروقات في لبنان, Lebanon black market fuel, استيراد المحروقات في لبنان, Fuel import in Lebanon, دعم الحكومة لأسعار المحروقات في لبنان, Fuel subsidies in Lebanon, ارتفاع أسعار الطاقة في لبنان, Oil price Lebanon, تأثير أزمة الطاقة على الاقتصاد اللبناني, Impact of energy crisis on Lebanese economy, كيفية ترشيد استهلاك المحروقات في لبنان, How to save fuel in Lebanon, أسعار الطاقة الشمسية في لبنان, Solar energy prices in Lebanon, محطات تعبئة الغاز في لبنان, Gas filling stations in Lebanon, توزيع المحروقات في لبنان, Fuel distribution in Lebanon, مواعيد صدور جدول أسعار المحروقات في لبنان, Fuel price schedule release dates in Lebanon, تأثير أزمة المحروقات على النقل العام في لبنان, Impact of fuel crisis on public transport in Lebanon, أسعار الوقود في بيروت, Fuel prices in Beirut, أزمة الكهرباء في لبنان, Electricity crisis in Lebanon, تأثير ارتفاع أسعار المحروقات على حياة اللبنانيين, Impact of rising fuel prices on Lebanese citizens, شحن الوقود إلى لبنان, Fuel shipment to Lebanon, استهلاك البنزين في لبنان, Gasoline consumption in Lebanon, مصادر استيراد المحروقات في لبنان, Sources of fuel imports in Lebanon, تسعير المحروقات في لبنان, Fuel pricing in Lebanon, أسعار الوقود المدعوم في لبنان, Subsidized fuel prices in Lebanon, خطة الحكومة لدعم المحروقات في لبنان, Government plan for fuel subsidies in Lebanon, طوابير المحطات في لبنان, Gas station queues in Lebanon, نفاد الوقود في لبنان, Fuel shortages in Lebanon, الاعتماد على المولدات في لبنان بسبب نقص المحروقات, Dependence on generators in Lebanon due to fuel shortages

أسعار المحروقات اليوم ↑↓

أسعار المحروقات في لبنان اليوم أو اضغط هنا لرؤية التسعيرة المستجدة للمحروقات لحظة بلحظة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *