يقول كُثر إن ما دفع الامين العام لـ”حزب الله” للحديث الديني للمرة الثانية على التوالي كان أنه واقع بين حدّين، دعمه المطلق للحكومة ورغبته في أن تنجز وسعيه لدعمها سياسياً، والثاني عدم رغبته بالخلاف مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي يحارب الحكومة بفاعلية كبيرة.
لم يعد في الحكومة شيء ليُعمل، الا مكافحة كورونا، اذ طار الكابيتال كونترول وسقط الهيركات والهيركات المعدل الذي كاد ان يكون حلاً اساسياً، وتعرقلت التعيينات المالية، وعلّقت التعيينات القضائية، وامس تعرقلت المساعدات الاجتماعية.
حاول “حزب الله” من اللحظة الاولى لتأليف حكومة اللون الواحد تخطي خلافات الصفّ الواحد، هذه كانت اولى مهامه على الاطلاق، قيل يومها “لا يجب ان نظهر للرأي العام اننا المشكلة، هذه الفرصة لنظهر حقيقة من كان يعرقل طوال المرحلة الماضية”، لكن لسوء حظ “حزب الله” ان العرقلة الاساسية جاءت من داخل الحكومة، ولسوء حظه الاكبرأان المشاريع التي عرقلت كانت ترضي الى حد ما الرأي العام.
امس، وبعد جلسة مجلس النواب وبعد عدم تطرق نصر الله للحكومة داعماً، بات يمكننا على طريقة الرئيس نبيه بري “الترحم” على الحكومة، اقله على الحكومة الفاعلة، التي باتت مقيدة بالتعقيدات السياسية وبالتوازنات بين مكوناتها اولاً وبين باقي القوى السياسية ثانياً.
تعتقد مصادر مطلعة أن الحكومة لن تتمكن بعد اليوم من الإنجاز، ولا حتى من ادارة الانهيار الذي كان سقف طموحها، باتت ادارة مقيدة تشبه البلد الذي ينهار بسرعة قياسية، وبالتالي فإن المراهنة عليها بعد اليوم بات بعيداً عن الواقع.
وتشير المصادر إلى أنه ليس ضروريا ان تسقط الحكومة، فسقوطها مرتبط بالبديل، ولا بديل حالياً ولا حكومة بعد هذه الحكومة في عهد الرئيس ميشال عون اذا استمرت الامور على ما هي عليه، لكن عدم سقوط الحكومة لا يعني وفاتها. اليوم دخلت الحكومة في مرحلة الموت السريري الذي من المستبعد ان تستفيق منه.
وتلفت المصادر الى أن ازمة كورونا قد تكون حداً فاصلاً بين النشاط الاعلامي للحكومة وبين الافول النهائي لها، خصوصاً ان المؤشرات السلبية تتوالى وتتسارع في كل القطاعات، ويكاد البلد يدخل في كارثة اقتصادية اجتماعية حقيقية لا يمكن لاي حكومة بالامكانيات الحالية ايجاد الحلول لها.
وتعتقد المصادر أن الحل الوحيد هو ايجاد صيغة تعايش نهائية وطويلة الامد بين الحكومة ورئيسها حسان دياب وبين الرئيس نبيه بري، وهذا الحل قد يكون مفيداً للحكومة وعملها لكن غير المعلوم مدى افادته لانقاذ البلد.
المصدر: لبنان 24