زيارة.. فعملية جراحية
إستوقفني مقال كتبه الأديب المصري يوسف الشاروني في العدد (514) من مجلة (العربي) الكويتية, الصادر في (أيلول 2001), تحت عنوان “الأديب والضابط”. وقد جاء في مقدمته:
” منذ أكثر من عشر سنوات, كنت في زيارة إبني الطبيب بهولندا, وفوجئت- عند الفحص الطبي الدوري الذي أمارسه كل عام أثناء هذه الزيارات- بأن قلبي قد أرهقته مطامحه ويحتاج إلى عملية تجديد بتغيير عاجل لشرايينه”.
وبعد أن تحدث عن مراحل إجراء العملية, وما رافق ذلك من تفاصيل, ختم مقاله بالآتي حيث تكمن العبرة فيما أراد إيصاله إلى القارىء:
“وكان من الطبيعي أن تطول إقامتي- بسبب هذه العملية- عن المدة المقررةفي جواز سفري. لهذا- وبمجرد أن أصبحت قادراً على مغادرة الفراش- اصطحبني إبني إلى شرطة الجوازات, بعد أن نصحني بأن تكون معي إحدى مجموعاتي القصصية المترجمة إلى اللغة الانجليزية, فكل الهولنديين يجيدونها حيث إنهم يتعلمونها في مدارسهم كلغة ثانية, وحين قابلنا الضابط وأطلعناه على سبب تجاوزي مدة الإقامة, قام إبني بتعريفه بشخصي وقدّم له الكتاب, وما إن لمح الضابط إسمي على الغلاف وأدرك أنني أديب, حتى رأيته يقف فجأة ويشد على يدي في احترام شديد, ثم يعلن إعفائي من أي رسوم إضافية. مما دفعني إلى التساؤل: كم ضابط شرطة في الجوازات أو غير الجوازات في شرقنا العربييقف احتراماًلأديب لم يعرفه من وسائل الإعلام, بل من مجرد كتاب لم يقرأه بعد”.
نبيل عرابي – international scopes