بعد غياب طويل أملاه التباعد السياسي أولا ومن ثم انتفاضة 17 تشرين الأول الماضي، وما تلاها من استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري وتشكيل حكومة جديدة برئاسة الدكتور حسان دياب، ها هي تداعيات وباء “كورونا” تجمع قيادات وأقطاب طرابلس تحت سقف واحد للتباحث في ما يجب 2فعله للحد من انتشار هذا الوباء وتأمين مستلزمات التصدي له والتعامل مع انعكاساته السلبية على دورة الحياة بشكل عام، والحاق الضرر الكبير بلقمة عيش ذوي الدخل المحدود والمياومين والعاطلين عن العمل بصورة خاصة.
ولهذه الغاية يلتقي رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي والوزراء السابقون النواب فيصل كرامي وسمير الجسر ومحمد كبارة وجان عبيد والنواب الحاليون علي درويش ونقولا نحاس وديما جمالي، والوزراء السابقون محمد الصفدي واللواء أشرف ريفي ورشيد درباس ورؤساء بلديات الفيحاء ونقباء المهن الحرة، تحت سقف معرض رشيد كرامي الدولي وذلك يوم الثلاثاء المقبل.
ويأتي هذا اللقاء تعبيراً عن حركة تضامنية شاملة من شأنها التأسيس لمرحلة تعاون مقبلة قوامها أقطاب طرابلس الذي لطالما استُغلّت خلافاتهم للنيل من طرابلس وتشويه صورتها، الأمر الذي أدى الى الامعان في اهمالها وتردي أوضاعها الاقتصادية والتجارية والاجتماعية…
هذا وأكد رئيس تيار الكرامة النائب فيصل كرامي لـ” الانتشار” أن الاجتماع المذكور هذا ينعقد بعيدا عن السياسة، “وهذا كان شرطي الوحيد لحضوره أن يكون انمائيا بحت، خصوصا أن هناك من يوجه سهامه وانتقاده باتجاه حكومة الرئيس دياب ،وانا غير راغب في زجّ هذا الموضوع داخله حتى لا تُشوه أهدافه الآيلة الى الاهتمام بشؤون وشجون طرابلس، خصوصا في هذه المرحلة التي نواجه فيها فيروساً قاتلاً، زاد من وتيرة أوجاع الناس وفاقم الضائقة الاقتصادية والمعيشية التي نشهد صوراً ونماذج لها كل يوم.”
وبسؤاله عن المبادر الى “لم الشمل” هذا أجاب كرامي أنه وزملاؤه النواب على تواصل دائم .،خصوصا بينه وبين كل من الرئيس ميقاتي والنائب كبارة، ولا يخفى أن كل واحد منهم عمل وما زال ما بوسعه لمساعدة كل محتاج في طرابلس، الا أن اللواء ريفي كان أكثر الناشطين والمتحمسين لاتمام اللقاء المرتقب، لافتا في الوقت نفسه الى أن المستشفى الاسلامي العائد له، سيتولى عمليات تعقيم مكان اللقاء وتأمين القفازات والكمامات الطبية الى غير ذلك من أمور وقائية يفرضها الواقع الوبائي.
وعن المبرر لتأخر اقطاب طرابلس في الاجتماع معاً لما فيه مصلحة المدينة وأبنائها يستعين كرامي بالحكمة المعروفة ” ان تأتي متأخراً خير من ألا تأتي ابداً”.
هذا ويؤثر اللواء ريفي عدم الادعاء بأنه يقف وراء “لقاء الثلاثاء” المقبل ويوضح لـ “الانتشار” أن الجميع تداعى صراحة لانعقاده “وقد كنا على تشاور فيما بيننا، علما ان كل واحد منا ،ومن موقعه، كان يمد يد العون للمدينة التي ولد وترعرع فيها. وقد رأينا أن من المناسب وربما من الأفضل أن نقوم بعمل جماعي يتعامل مع الملف الصحي، وتأمين الفحوصات اللازمة لـ”كورونا”، وكذلك الاهتمام بالوضع المعيشي المتدهور الذي يشكو منه كثيرون في المدينة”. كما ذكر أيضا أن اللقاء سيتطرق بصورة خاصة الى قضية أبنائنا الموجودين في الخارج وما يجب فعله لتخفيف الأعباء عنهم أو تأمين رجوعهم الى الوطن.
وعلى غرار النائب كرامي، يؤكد اللواء ريفي أن لا سياسة في الاجتماع المزمع عقده يوم الثلاثاء المقبل، مشددا على أن الدافع الأساس له هو شعور الجميع بأن عليهم الوقوف معاً، أبناء مدينة واحدة، لدرء الأخطار عنها وبذل ما بالامكان لاخراجها من الأزمة الراهنة او التخفيف بأقصى ما يمكن مما تعانيه على كافة الصعد.
وانسجاما مع ابعاد السياسة عن مثل هذه اللقاءات والاجتماعات في الظروف الراهنة أطلق ريفي الشعار التالي: “الخي لخيو..وهلق وقتا”.
المصدر: mednewlb
نعلم حضرتكم ستشارك في هذا اللقاء غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس ولبنان الشمالي