الخميس, نوفمبر 21, 2024
الرئيسيةمتفرقاتالمجتمع والواقعقديمٌ يُفيدنا وجديدٌ يُساعدنا

اضغط على الصورة لتحميل تطبيقنا للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

قديمٌ يُفيدنا وجديدٌ يُساعدنا

انضم الى قناتنا على الواتساب للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

انضم الى قناتنا على التلغرام

spot_img

انضم الى مجموعتنا على الفيس بوك

spot_img

قديمٌ يُفيدنا وجديدٌ يُساعدنا

   مع كل ظهور لتقدّم تكنولوجي حديث, يدخل في تفاصيل حياتنا, ليتحوّل فيما بعد إلى جزء لا يمكن أن يتجزأ من يومياتنا, ويتحوّل أيضاً إلى مقياسٍ جديد يُنظر من خلاله إلى مدى التقدّم العصري والحضاري الذي وصل إليه المحيطون بنا, من أنسباء وأصدقاء تربطنا بهم علاقات مباشرة وغير مباشرة, نجد أن الكثيرين صاروا يعتبرون أن العودة إلى الوراء هي ضرب من الجنون, وأنها أيضاً لون من ألوان التخلّف الذي لا يمكن القبول به, حتى يصل الأمر إلى تصنيف الكلام عنه كمحطة للسخرية والإستهجان والإستغراب في كثير من الأحيان, وصولا إلى حدود الإعتقاد أنه مضيعة للوقت, لا ينبغي للمرء أن يقع في فخها. 

   ويبدو أن هؤلاء الذين يستخدمون التكنولوجيا الحديثة المتجددة بشكل شبه يومي, لا يعون تماماً أنه في مقابل ما تقدمه لهم هذه التقنيات المتنامية بشكل هستيري, من تسهيلات واستبدالات لكل ما هو قديم, فانها توجب عليهم دفع أثمانٍ باهظة مادياً ومعنوياً من خلال سعيهم الدؤوب لشراء كل ما يُطرح في الأسواق من جديد في هذا المجال, ليجدوا أنفسهم في في المقابل أمام خسائر مادية متتالية, يعرضون أنفسهم لها بكل رضى واقتناع مزيّفين, بحجة أن الحياة العصرية تفرض عليه ذلك وعليهم أن يتماشوا معها, مهما كلّف الأمر.

   وقد أدى هذا الإستخدام المتفاني_ إن صحّ التعبير_ للتكنولوجيات الحديثة إلى الإبتعاد بشكل شبه كامل تقريباَ لدى الكثير من الناس, ومن كل الأعمار والمستويات العلمية والمهنية عن القلم والورق.. وصولا إلى الإبتعادعن كل ما هو ورقي من كتب وصحف..إلخ, وإضافة إلى ذلك فهم يشجعون صغارهم على اعتبار الحاسوب وما لفّ لفيفه هي وسائل التعليم الناجعة, وان الإنتساب إلى المعاهد والجامعات التي لا تستخدم الأقلام والأوراق هي الأفضل.

   وحيال كل ما سلف, أجدني أرفع الصوت عالياً, إلى جانب كل مَن يرى في وجهة نظري صواباً لنؤكّد سوياً أنّ وسيلة التعلّم والتعليم القديمة العهد( أقصد القرطاس والقلم ), ما زالت في أوج قدراتها وعطاءاتها, ولم تفقد بعد أهميتها ودورها بالشكل الذي يتخيله أو يصوّره البعض, وأن مَن تربطه علاقة متجذّرة حتى الصميم باليراع والمداد والمساحات البيضاء من الورق, لن يقتلع شجرة حبّه لصرير القلم ولإنحناءات الحروف والكلمات, ولانسكاب دفق الفكر والخيال حبراً ممزوجاً بالحسّ والنبض معاً.

   فلنحافظ على كل قديم يفيدنا, ولنستفد من كل جديد يساعدنا, دون أن نترك لكفّة أن ترجح عن الأخرى, فتراثنا غنيّ, ومستقبلنا ينذر بالعجب العُجاب.

 

نبيل عرابي – international scopes

Ads Here




مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة