نظام يسير بالتداخل الحياتي
ما لايختلف عليه إثنان, أن الإنسان لم يصل بعد إلى نهاية المعرفة, لأن آفاق طموحات البحث والإكتشاف تزداد رحابةً وتوسعاً, كلما خطت البشرية خطوةً, من شأنها أن تأخذ مكانتها اللائقة في صنع التاريخ.
فعلى كوكب الأرض الذي يضمّ أشكالاً مختلفةً من الحياة, نجد أن كلّ نسيج منها يعتمد في وجوده على الأنسجة الأخرى. ولكن ما نفعله بأنفسنا وبأنواع الحياة الأخرى له شأن خطير. صحيح أننا لسنا مَن يسيّر العالم, لكننا جزء من مسيرته, فهل بدأنا نشعر بقلق حقيقي حيال أهمية الأشكال الأخرى من الحياة, والمغزى من وجودها, وبأننا لا نقوى على الإستمرار من دونها؟
نحن نملك, بلا ريب, خصائص مميزة وفريدة, لكن الأجزاء الأخرى من النسيج المترابط تمتلك خصائصها الفريدة كذلك, وتضمّنا الأرض كلّنا, فتتماسك أنسجتها.
ونظام هذا التماسك والترابط يسير بالتداخل الحياتي, بالتبادل والتعاون بين الأجزاء, وبعبارة أخرى بالتكافل الحيوي. وهذا التكافل هو المذهب الأساسي الذي يجعل النظام كلّه قابلاً للحياة, وفي غيابه لا بقاء لهذا العالم, لأن هناك نوعاً من المسؤولية المتبادلة, يشدّ الأجزاء معاً, متجاوزاً عقبةً بعد أخرى, ليخرج في كل مرة أكثر بهاءً وقوة.
المصدر: نبيل عرابي – International Scopes