كل دقيقة تمر ربما ويدور في عقل أي مواطن لبناني السؤال التالي: “ماذا سيحصل بعد انتهاء حالة التعبئة الحالية؟” وجواب هذا السؤال واضح ومتبلور في رأس شريحة كبيرة من اللبنانيين وهو أننا مقبلون على إنفجار إجتماعي وثورة جياعٍ تأكل وتبتلع كل ما يقف في طريقها، فربما ظن بعض السياسيين الحاليين والقديمين منهم أن الشعب اللبناني قد ينسى ثورة 17 تشرين التي كان أساس إندلاعها الجوع والفقر ونهب الطبقة الحاكمة لثروات لبنان على أنواعها منذ 35 سنة حتى الآن، إلا أنه وحسب التوقعات فإن الأمور قد تخرج عن السيطرة بعد إنتهاء لبنان من وباء كورونا والإنتصار عليه.
ولعل أبرز الأمور التي قد تدفع الشعب اللبناني بمختلف شرائحه الى النزول مجدداً الى الشارع للمطالبة بأدنى مستويات العيش الكريم ولكن هذه المرة لن تكون كسبقاتها فقد تتطور الأمور والأعداد الكبيرة تعود الى الطرقات فسعر الدولار لا يمكن ضبطه وأسعار المواد الغذائية أصبحت من أكثر الأشياء التي يفكر فيها الفقراء من أبناء وطننا وكما يقال باللبناني: “بالعربي المشبرح..أنا بي ثورة 17 تشرين كنت ما عم انزل لأنو عم طلع فرنغين وطعمي ولادي حالياً ما عم طلع ولا فرنغ وولادي جيعانين مش لح يوقفني حدا ما نحنا ميتين من الجوع ومش لح تفرق” هذه الجملة التي بدأنا نسمعها بكثرة في كل المناطق اللبنانية ربما ستكون من عناوين ثورة الجياع القادمة لا محالة وبكل بساطة هذا ليس كلام مقالات أو جرايد كما يقال أيضاً بالعامية يمكن لأي شخص منا أن يقوم بجولة صغيرة على أي حي فقير موجود في لبنان من أقصى الشمال الى جنوبه سيسمع قصص ويرى مشاهد يقشعر لها الأبدان.
ربما البعض من قارئي هذا المقال يكونون من صلب الطبقة التي نتحدث عنها وربما البعض الآخر قد يكون من الناس التي تساعد من دون تصوير وإعلام ومن دون استعمال مبدأ “شوفوني أنا عم وزع مساعدات للفقراء” بالطبع نحن لسنا بصدد تقيم التصرفات أو مهاجمة الناس كل ما نريد ربما هو أن نكون صوت الفقير أو حتى ربما صلت الوصل بين الفقير والغني فلعل مقالنا هذا يحرك لو بنسبة صغيرة مشاعر شخص ويكون دافع له لمساعدة فقير يعرفه.
أخيراً، أي شخص واعٍ ويتحليل بسيط لما يجري على الساحة اللبنانية في جميع الأصعدة قد يعرف أنه عندما تنتهي فترة التعبئة سيدخل بلدنا العزيز بمرحلة جديدة من الثورة بدأت تتبلور عناوينها على امتداد جميع المناطق والطوائف معاً، ولعل الجديدن بالسياسة لا يعرفون أن الشعب اللبناني لا ينسى وأن القاعدة الكبيرة لأي ثورة في العالم هي أنه عندما يجوع الفقير لا أحد يمكن إيقافه بخطاب أو حصة غذائية من فُلان مبلغ نقدي من فُلان آخر فدعونا ننتظر ونرى ماذا سيحصل في قادم الأيام من أحداث.
المصدر: خاص من موقعنا International Scopes