يعيش عالمنا الحالي الكثير والكثير من التطور على أنواعه، وإذا أردنا أن نسأل أنفسنا ما هو التطور الأكثر تأثيراً في حياتنا وعالمنا الذي نعيش فالجواب سيكون حتماً التطور العلمي والتكنولوجي. بحيث ان كل شيء حولنا في هذا الزمن هو يدور في فلك التكنولوجيا والتطور المستمر في أغلب ما يمكن أن نراه في حياتنا اليومية، لا بل أكثر من ذلك حتى أصبح التطور التكنولوجي ظاهراً وواضحاً وضوح الشمس في أي شيء نريد القيام به كالذهاب للعمل، رؤية حالة الطقس اليوم، حالة الطرقات وغيرها من الأشياء التي تعودنا على استعمالها يومياً بدون كللٍ أو ملل. فما هي الأوجه الإيجابية لإنخراط التكنولوجيا في حياتنا اليومية؟ وهل من تأثيرات سلبية لهذا الإنخراط والتطور الكبير طابع عيشنا اليومي ؟ وما هي الحلول المقترحة للحفاظ على الجانب الإيجابي والحد من الجانب السلبي لهذا التطور ؟
طبعاً وقبل كل شيء علينا جميعاً أن نقر ونعترف أن للتطور التكنولوجي الكبير الذي نعيشه دورٌ كبير في تحويل حياتنا من حياةٍ متعبة تجتاحها المسافات البعيدة والطرق المعقدة والصعبة الى حياةٍ سهلةٍ سريعةٍ يمكن لأي شخص كان أن يجاريها تكنولوجياً مع القليل من الصبر والتعلّم والمثابرة، وفي ظل كل هذا التطور المرموق الذي نعيشه نرى أن أوجه التطور التكنولوجي هي كثيرة بل تكاد لا تعد ولا تحصى وأولها يظهر متجلياً في التطور التكنولوجي الكبير في مجال تبادل المعلومات والإنترنت حول العالم، فمثلاً عزيزي القارئ أنت الآن يمكنك أن تستعمل الإنترنت للبحث عن أي معلومة تريدها كبيرة كانت أو حتى صغيرة وستجد كل ما تحتاجه بنسبة خمس وتسعون بالمئة كي لا نقول مئة بالمئة، ومن الأوجه الأخرى أيضاً للتطور التكنولوجي هو مساهمة هذا التطور في المجال الصناعي بحيث أصبحت الكثير من المصانع المتطورة حول العالم تعتمد بشكل كبير على الآلات الحديثة والمتطورة في صناعاتها الكبيرة والكثيرة والمتعددة في مختلف المجالات، فضلاً عن ذلك فإن التطور التكنولوجي يظهر أيضاً في وسائل النقل المحلية وحول العالم وأكبر مثالٍ لنا هو أن أي شخص يريد السفر من قارة الى قارة أخرى والتنقل بين بلدان العالم شتىّ أصبح قادر على ذلك وبأسرع وقت بسبب التطور التكنوجي في هذا المجال الرائع.
بعد كل ذلك نحن لا يسعنا إلا أن ننبهر مما نرى ونسمع عن إيجابيات إنخراط التكنولوجيا في حيات الإنسان اليومية، لكن لكل شيء موجود في هذه الحياة وجه سلبي وآخرٌ ايجابي وبموضوعنا الحالي فإن للتطور التكنولوجي أوجه سلبية كثيرة وإذا أردنا أن نذكر منها فالعالم لا ينسى ما عاشه من تدميرٍ وحروبٍ بسبب التطور المتعاقب والكبير في الأسلحة وبالإخص منها أسلحة الدمار الشامل، ومن الأوجه السلبية للتطور التكنولوجي أيضاً هو أن الآلة في بعض الأحيان أخذت مكان الشخص الذي يعمل لا بل يفني عمره في عمله حتى وقد تم ذلك في كثيرٍ من المجالات وذلك نظراً لمجارات الآلات ربما للدقة والسرعة وقلة الأخطاء المطلوبين في أي عمل صناعي كان، وعلاوةً على ذلك فقد استخدم الكثير من الأشخاص هذا التطور في العديد من المناحي السلبية كاستعمال المتطفلين أو ما يعرف “بالهاكر اللا أخلاقي” للتطور الحاصل في عالم الإنترنت التكنولوجي، واستخدام ذلك لسرقة أو تدمير آلاف من البيانات والمعلومات الشخصية لآلاف بل لملايين الأشخاص حول العالم.
بعد تناول الأوجه الإيجابية والأوجه السلبية للتطور التنكولوجي الذي نعيشه في عالمنا الحالي، بالتأكيد قد يخطر في بالنا سؤال تعددت أجوبته وربما هو محض جدلٍ كبير له بدايةٍ ولكن لا نهاية له أو أن نهايته في الوقت الحالي بعيدةٌ جداً عن الواقع، وهذا السؤال بكل بساطة ألا وهو “ماذا يمكن أن تكون الطرق أو الحلول التي يجب إنسان القرن الحالي أن يتبعها حتى نحافظ على الأوجه الإيجابية للتطور التكنولوجي وتطوريها الى الأفضل دائماً لتطغى ربما على الأوجه السلبية أو تحد من استعمالها؟”. ربما أول جواب قد يلوح في الأفق هو أننا غير قادرين على ذلك في الفترة الحالية، ولكن بالقليل من التروي والتفكير بهدوء سنرى أن الحلول كثيرة ومتعددة وهي تكمن في ترسيخ التكامل بين الإنسان والآلة من ناحية القطاع الصناعي مثلاً، أي بدل أن تقوم الآلة في جميع الأمور المطلوبة أثناء تصنيع أي شيء، يجب وضع دور مهم جداً وفاعل للشخص العامل ذو الخبرة وبالتالي يتأمن التكامل بين الإنسان العامل والآلة للحصول على أفضل جودة وأحسن أدوات صناعية، ومن ناحية أخرى يمكننا الإستفادة من قدرات ما يسمى “بالهاكر الأخلاقي” لتنظيم أنظمة حماية المعلومات وبالتالي الحد من ما يقوم به المتطفلين أو الهاكر اللا أخلاقيين عبر الإنترنت، أما بالنسبة لأسلحة الدمار الشامل فيمكن لجيمع دول العالم إمضاء معاهدة تمنع استعمالها أو حتى تطويرها إلا في حالات قسوة جداً جداً وبالتالي ترسيخ السلام العالمي والإبتعاد عن العنف.
نهايةً، وبعد كل ما سبق التطور التكنولوجي هو من أساسات حياتنا الحالية التي نعيش، وهو كأي شيء آخر يملك أوجه إيجابية وأخرى سلبية، وعلى كل فرد منا أو حتى أي قوّة عالمية الحفاظ على هذا التطور التكنولوجي في أوجهه الإيجابية والسعي الى تطويرها دائماً، وذلك ربما يحد من المخاطر السلبية لهذا التطور التكنولوجي الذي يضفي برونقه على العالم. فهل سيفهم العالم أن عليه الحفاظ على نعمة التطور التكنولوجي الذي وصل إليه وأنه عليه السعي الى التطوير والتقدم المستمر في شتى وجميع المجالات أم أننا مقبولوت على مخاطر كبيرة لا تعد ولا تحصى من جراء الإستخدامات السيئة لهذا التطور التكنولوجي الكبير على أنواعه وفي كافة المجالات ؟!