في عصرنا الحالي أن يمكتلك الشخص عمل هو من أساسيات الحياة، وربما من أفضل ما يتمناه المرء حالياً هو أن يكون لديه عمل مرموق يُظهر إمكانياته وخبرته وعصارة سنين تعليمه التي كلفته الكثير من الوقت الثمين والمالي في آن معاً. من هذا المنطلق وفي ظل هذا التطور الكبير الذي نعيشه في شتّى المجالات والأصعدة بدأ يظهر لنا نوعٌ جديدٌ من إدارة الأعمال، وهذا النوع يعرف “”بالأعمال الحرة” أو “فري لانسر”” وقد يسميها البعض الأعمال المستقلة، وساعد في تنامي هذه الأعمال الوسائل الحديثة المتاحة وتحديداً عالم الإنترنت والتكنولوجيا. فما هي أهم ركائز الأعمال الحرة أو المستقلة؟ وكيف ساعدت تكنولوجيا المعلومات في تطوير هذه الأعمال المستقلة ومساعدتها على الإبداع وساهمت في استقطاب هذه الأعمال أعين رجال الأعمال ورؤوس الأموال الكبيرة ؟
بدايةً وبإختصار شديد فكرة العمل الحر بدء تنتشر بكثرة كبيرة لأسباب عدة أولها مثلاً في عالمنا العربي يتخرج آلاف الطلاب الجامعيين بإختصاصات ممتازة وبتفوق لكن للأسف الجديد لا يجدون تلك الوظيفة التي تليق بهم والتي يحلمون بها أو ربما لا يجدون وظيفة نهائية نظراً لكثرة الطلبات من الأشخاص على نفس الوظيفة بسبب غياب التنظيم، لذلك يصبح الشخص أمام خيارين: الخيار الأول هو أن يعمل في مجالٍ غير مجاله وبوظيفةٍ لا تطلب أدنا ما وصل إليه من ثقافة أو علم، أما الخيار الآخر فهو أن يبدأ بعمله الخاص الحر المستقل وأن يخوض مغامرةٍ جديدةٍ ربما تتطور فيما بعد لتصبح من أقوى الأفكار العالمية وبالتالي تستقطب رجال الأعمال الكبار نظراً لأهميتها، أما إذا أردنا ذكر سبب آخر للإتجاه نحو الأعمال المستقلة فهو أن الشخص الذي يعمل ربما يريد أن يقوم بشيء خاص لنفسه يكون هو المدير والمقرر الأول والأخير في كل قراراته فيبدأ بفكرته المستقلة رويداً رويداً حتى تحقيقها. إذاً أصبح لدينا الآن فكرة أولية عن تعريفٍ آخر للعمل الحر أو المستقل وهو أنه عمل مبني على فكرة فردية أو جماعية كانت يقوم الشخص بإنشائها ويبنيها بنفسه من أولها حتى آخرها بمساعدة أشخاص مقربين أو جمعيات داعمة لهكذا أفكار وأعمال.
بعد التعرف أو أخذ المزيد من المعلومات عن ما هيّة العمل الحر أو العمل المستقل وكيف تتكون أن تظهر فكرته عن الأشخاص يمكننا الآن التكلم عن أهم مرتكزاته والتي هي كالتالي: أولاً يجب على كل شخص قبل البدء بأي عمل مستقل أن ينتقي فكرته بكل عناية وعليه أن يختار فكرة جديدة وفريدة من نوعها أو يمكن اختيار فكرة موجودة مسبقة ولكن يجب اقتراحها بطريقة جديدة كلياً مع تطوريها وخلق شيءٍ جديد فيها غير موجود في سابقاتها، ثانياً يجب على الشخص أو الأشخاص أن ينتقوا فكرة هم بارعين فيها أي أنها تنشأ من محض حبهم لشيءٍ معين ربما أو من محض إختصاصهم أي وبإختصار إختيار فكرة من رحم ما يحب ويعطي الشخص وبالتالي سيعطيها كل طاقته لتنجح وتستمر، ثالثاً ومن الركائز المهمة أيضاً في نجاح أي فكرة لعمل مستقل هو أن يختار منشأ الفكرة نوعية الأشخاص الذين سيكونون مساعدين أو ربما شركاء في إنشاء العمل مع التشديد أن يكون هناك تقارب فكري ورؤية واحدة لمستقبل الفكرة والأهم من هذا كله وجودة التكاتف والتعاون وروح الفريق، وهنا يمكننا تقديم نصيحة مهمة أن نسبة نجاح العمل الحر أو المستقل تكون أقوى وذات فعالية أكثر إذا كان هناك عمل جماعي من فريق وليس من أشخاص فرديين أي على مبدأ عدة أفكار حول نفس مبدأ الفكرة الأساسية المراد إنشائها هي أفضل من تفكير واحد محدود التطلع والرؤية ربما فيما بعد.
أما الآن وبعد التكلم بتمعن عن الفكرتين السابقيتن حول ما هيّة العمل المستقل أو الحر وأهم ركائزه الأساسية، سنتطرق في هذا المقطع عن الدور الكبير الذي لعبه التطور التكنولوجي وتكنولوجيا الإنترنت والمعلومات تحديداً في المساهمة بنجاج آلاف الأفكار والتي قد نجد أن بعضها اليوم أصبح من صلب حياتنا اليومية وشهرته ونجاحه فاق كل التوقعات، ولكي نوصل الفكرة بكل إحترافية واختصار نحن يسعنا القول أن وسائل التواصل الإجتماعي على أنواعها تعد حالياً من أقوى الأدوات والأساليب التي يمكن لصاحبي الأفكار المستقلة استعمالها كطريق حجرٍ أساس لهم فمثلاً عندما ينتهي رائد العمل المستقل أو الحر من عمله سيقوم حتماً بإنشاء وجود لفكرته على جميع وسائل التواصل الإجتماعي التي تتيح له هذه الخاصيّة في البداية بطريقة مجانية لذلك هو بالتأكيد سيقوم بالإستعانة بهذه الوسائل الرائعة لإيصال فكرته لآلاف من الناس وبالتالي يضع قدميه عند أولى خطوات النجاح، وطبعاً المثال الحي الذي يعزز فكرتنا التي نتكلم بها أو أنه يمكننا أن نرى آلاف الصفحات التجارية الإلكترونية على موقع فيس بوك وغيره من وسائل التواصل الإجتماعي الأخرى وكل هذه الصفحات يكون أساسها عمل حر أو مستقل بالإضافة الى أنها يوجد الكثير والكثير من المواقع التي تكون هي صلة الوصل بين صاحب العمل المستقل والشركات أو الأفراد الذين يطلبون هذه الأعمال. وبهذا نكون قد أظهرنا الدور الكبير التي تلعبه وسائل التواصل الإجتماعي وتكنولوجيا الإنترنت في تنامي وإظهار إبداعات الأعمال المستقلة أو الحرة، وسنتحدث أخيراً عن أكبر دورٍ قل تلعبه هذه الأدوات عبر مثال حي بسيط هو كالتالي: كما نعرف جميعاً وسائل التواصل الإجتماعي يستعملها جميع الناس ابتداءً من الأشخاص العاديين وانتهاءً عند التجار ورجال الأعمال الكبار وأصحاب رؤوس الأموال حول العالم وهنا يظهر بيت قصيد مثالنا أي أنه إذا أحسن رائد أو صاحب العمل الحر تقديم نفسه لزبائنه بشكل ممتاز على هذه الوسائل قد يستقطب أعين رجال أعمال كثر يحبون مساعدة الأعمال الحرة ودعمها ومن يدري ربما هم بدأو فكرتهم بنفس الطريقة وبالتالي تكون قد انتقلت بفكرة الى المرحلة الجديدة من التطوير لتصبح فكرة عالمياً مدعومة من هكذا أشخاص الذي يملكون رأس المال.
نهاية، ما يُعرف بالأعمال الحرة، ريادة الأعمال، أو الأعمال المستقلة بإختصار هي حالياً تلاقي رواجاً كبيراً في مجتمعاتنا في ظل كل هذا التطور الحاصل في عالمنا، وليكون لديك عمل مستقل ناجح عليك التطبيق أو الإلتزام بأهم الركائز المعروفة للعمل المستقل كالإبداع في إختيار فكرتك بناءً على شيءٍ تحب القيام به أو تطوير فكرة موجودة مسبقاً بحيث تصبح أفضل وأفضل وطبعاً من أهم الركائز التي تحدثنا عنها هي إختيار أشخاص يكونون شركائك شرط أن يكون المستوى الفكري بينك وبينهم متقارب جداً وأيضاً لديهم نفس إلهامك وحبك ومثابرتك لنجاح فكرتك أو مشروعك وبالتالي هذا يساعد كثيراً على نجاحه فضلاً عن الإستفادة من شيء مهم جدا يمكنك الإعتماد عليه في بدايتك التسويقية لفكرتك أو عملك الرائد وهو تكنولوجيا المعلومات والإنترنت وخصوصاً وسائل التواصل الإجتماعي على أنواعها وذلك لأنها يمكن أن تكون بالنسبة لك كمفتاح ذهبي قد يسلط عليك أعين المستثمرين ورجال الأعمال ورؤوس الأموال الكبيرة الذين قد يساعدونك في عمل نقلةٍ نوعيةٍ لفكرتك وتطويرها لتصل الى أبعد حدود النجاح. فهل سيدرك رائدي الأعمال أو أصحاب المهن المستقلة كيفية الإستفادة من الإنترنت والتطور التكنولوجي المستمر في مجال المعلومات لإنجاح وتطوير مشاريعهم أكثر فأكثر أم أننا ذاهبون لنرى أعمال مُكرّرة بعيدةً كل البعد عن الإبداع والتطور وعن أي مستويات خلق أو تطوير فكرة أو مشروع جديد ؟