بدأ بركان كورونا الذي تنْدفع حِمَمُه على امتداد الكرة الأرضية يضغط بقوة على الواقع اللبناني الذي بات عالقاً برمّته في شِباك كوفيد – 19 والتحديات المتناسلة التي يطرحها والتي تتشابك مع أزماتٍ قائمة.
وفيما كانت راداراتُ الكوكبِ ترصد اجتياح إعصار كورونا العالم دولةً تلو دولة بحيث تتساقط الأنظمةُ الصحية لعددٍ كبير منها على طريقة تأثير الدومينو، سجّل الفيروس المستجد، أول اختراق لصفوف الجيش اللبناني الذي أعلن «إصابة ضابط من فوج الحدود البري الثاني بالفيروس، قبل أن يتأكد إصابة رتيب في سرية حرس رئاسة الحكومة.
وبدت حصيلةُ الإصاباتِ في 24 ساعة، والتي بلغتْ 16 ارتفعت معها الحالات منذ 21 شباط إلى 479، بينها 43 حالة شفاء، التطورَ الأكثر مثاراً للارتياح- رغم تسجيل حالتيْ وفاة جديدتين (الإجمالي 14)، في موازاة حبْس أنفاسٍ يزداد حيال محطات وملفاتٍ داهمة تفرّعت من الخطر الأم الذي يشكّله الفيروس، ويبدو لبنان، الذي يرزح تحت ضائقة مالية واقتصادية، متْروكاً من الخارج في مواجهته لانشغال الدول كلٌ بمصيبته.
وإذ تتّجه الحكومة إلى تثبيت الخطة التي أقرّتْها الثلاثاء، لإعادةِ مَن يرغب من المُنْتَشرين إلى لبنان، فإن هذا الملف بدأ يثير مَخاوفَ من أي مقاربةٍ له لا تأخذ في الحسبان إمكان تَحوُّله لغماً يُسْقِط كل السيناريوهات التي عُمل عليها من السلطات المعنية من ضمن عمليات محاكاةٍ للـ worst-case scenario بما يسمح بتوزيع موجات الإصابات وتالياً استيعابها ضمن النظام الصحي المحدود القدرات فلا ينهار تحت وطأة إغراقه دفعة واحدة.
5
مساعده