الأسباب غير المعلنة لبقاء إسرائيل في التلال الخمس

الأسباب غير المعلنة لبقاء إسرائيل في التلال الخمس

هل الحروب الأرضية أهداف استراتيجية أم مجرد تصفية حسابات؟

يؤكد الخبراء المختصون في الاستراتيجيات الحربية أن الحروب على الأرض تحمل أهدافًا متعددة، وليست فقط بهدف تدمير العدو أو احتلال الأرض. فعادةً ما يكون الاحتلال جزءًا من خطة استراتيجية أكبر تهدف إلى خلق واقع جغرافي سياسي جديد. هذا الواقع، بدوره، يضغط على الدول لفرض الجلوس على طاولة المفاوضات، حيث يمكن إبرام اتفاقات سياسية تؤدي إلى حلول ترضي الأطراف المتنازعة.

في هذا السياق، تعتبر إسرائيل أن بقاءها في التلال الخمس (الحمامص، حولا، مارون الراس، العويضة، والعزية) يعود إلى أهداف عسكرية واضحة. حيث تشير إلى ضرورة التزام لبنان بالقرار الدولي 1701 بشكل كامل. ورغم ذلك، لا تقتصر أهداف إسرائيل على ذلك فقط، بل تسعى أيضًا إلى ضمان أمن سكان الشمال اللبناني، وتسجيل نقاط عسكرية استراتيجية تضمن أمنها في المستقبل.

الأهداف غير المعلنة لبقاء إسرائيل على التلال الخمس

تتمركز القوات الإسرائيلية في هذه النقاط الجنوبية لأهداف استراتيجية تتجاوز مجرد الحماية العسكرية. إذ تهدف هذه المواقع إلى منع أي محاولات من قبل “حزب الله” أو أي جماعات أخرى لإعادة تمركز قواتهم في المنطقة. وبذلك، توفر هذه النقاط لإسرائيل القدرة على فرض الهيمنة العسكرية على المنطقة، مما يعزز من قوة السيطرة على جيرانها، وخاصة على “حزب الله”، الذي يعاني من تراجع ملحوظ في قدراته العسكرية والمادية.

إلا أن بقاء إسرائيل في هذه التلال لا يخلو من المخاطر. فبخلاف الانتقادات المتزايدة من المجتمع الدولي الذي يشدد على أن إسرائيل تخترق قرارًا دوليًا تعهدت فيه بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية، هناك أيضًا احتمال لعودة النشاط العسكري الفردي من قبل عناصر “حزب الله”. هذا النشاط يشمل العمليات الاستشهادية الفردية التي كان الحزب ينفذها سابقًا قبل حرب تموز، وهي عمليات غير مرتبطة بتوجيهات من الخارج أو إيران، بل تندرج ضمن أجندة عقائدية شخصية لأفراد الحزب.

مخاطر العودة إلى المواجهات العسكرية

من الناحية العسكرية، تحذر بعض المصادر من أن تمركز القوات الإسرائيلية في التلال الخمس قد يعيد لبنان إلى دائرة العنف. فوجود إسرائيل في هذه المواقع قد يؤدي إلى تصعيد جديد، ويشجع “حزب الله” على العودة إلى العمل العسكري، حتى وإن كانت قدراته العسكرية قد تراجعت بشكل كبير. وفي حال استمر النشاط الفردي لمقاومي الحزب، فإن ذلك سيفتح الباب أمام تحركات جديدة قد تؤدي إلى مواجهات واسعة.

إسرائيل والتفاوض مع لبنان: هل هو جزء من استراتيجية أوسع؟

بقاء إسرائيل في التلال الخمس قد يكون جزءًا من خطة أكبر تهدف إلى جر لبنان إلى تفاهمات سياسية جديدة. فإسرائيل تسعى إلى الضغط على الدولة اللبنانية للجلوس على طاولة المفاوضات، حيث يمكنها فرض شروطها الأمنية والسياسية. بمعنى آخر، إن وجود إسرائيل في هذه النقاط قد يكون محاولة لتهيئة الأجواء السياسية من أجل التوصل إلى اتفاقات جديدة تضمن لأسرائيل حماية مستدامة لحدودها.

تأثير استمرار الأعمال العسكرية على الاتفاقات الدولية

وجود إسرائيل في التلال الخمس قد يؤدي إلى انتهاك الاتفاقات الدولية بشكل متزايد، مما سيعطي “حزب الله” مبررًا للمطالبة بإعادة التسلح والتمسك بسلاحه. ورغم صعوبة تحقيق هذا الأمر في الظروف الحالية، إلا أن الحزب قد يسعى للاستفادة من أي تغييرات سياسية في الخارج ليتسلل إلى الساحة العسكرية من جديد. وهذا يعتمد بشكل كبير على الوضع السياسي الداخلي في لبنان، والأحداث الخارجية التي قد تشهدها المنطقة.

حزب الله وحشده الشعبي: هل يعوض النقص العسكري؟

مع تدمير قدرات “حزب الله” العسكرية والاقتصادية، وبالنظر إلى تراجع الدعم المالي من إيران، يواجه الحزب تحديات كبيرة. ومع ذلك، يعتمد “حزب الله” في الوقت الحالي على عاملين أساسيين: الحشد الشعبي والتحشيد، إذ يراهن الحزب على قدرتها في تعبئة الأنصار والأنصار من الخارج، خاصة من إيران والعراق، الذين يواصلون تقديم الدعم المعنوي والمادي للحزب في ظل الظروف الحالية.

ماذا ينتظر “حزب الله” بعد التشييع؟

مع اقتراب يوم التشييع الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، في 23 شباط، من المتوقع أن يشهد لبنان حالة من الاستنفار الشعبي، مع قدوم آلاف الزوار من إيران والعراق والحلفاء لتقديم الدعم. هذه الحشود تمثل تجديدًا لالتزام الحزب بقدراته على الحشد، مما يمكن أن يشكل قوة جديدة لجهوده المستقبلية في مواجهة التحديات العسكرية والاقتصادية التي يواجهها.

The Unspoken Reasons Behind Israel's Continued Presence in the South

Why does Israel remain in the southern hills?

Military experts assert that wars on the ground serve multiple purposes. They are not merely about destroying the enemy or occupying land. More often, the occupation of land aims to create a new geopolitical reality, which pressures nations into negotiations. The goal is to push parties toward the negotiation table to agree on deals.

Israel justifies its continued presence in the five southern hills (Al-Hammas, Houla, Maroun al-Ras, Al-Awida, and Al-Azzah) primarily for military objectives. The official stance is that Israel’s forces are waiting for Lebanon to fully adhere to UN Resolution 1701, an agreement that promises a complete Israeli withdrawal. However, this strategic positioning serves a deeper purpose. Israel also seeks to ensure the safety of the northern regions and guarantee the security of its population through military deployment in these strategic points. These locations, which can be seen as “keys” to military dominance, give Israel a clear advantage over its enemies by preventing any attempts to re-establish enemy positions in the region.

The Unspoken Military Strategy: Why Are These Points Crucial for Israel?

The real question arises: what are Israel's longer-term objectives? Why does a nation with full air superiority continue to control these hills? What are these points so vital for Israel? The military explanation points to Israel’s interest in preventing Hezbollah from returning to the area and ensuring that the group does not regain its position, thus maintaining a strategic advantage. These areas grant Israel military dominance, creating a reality that prevents Hezbollah from rebuilding its forces in the southern region.

However, the risks of maintaining this position are clear. Israel faces international criticism for violating its commitment to withdraw completely from Lebanon as stipulated in international agreements. Furthermore, such actions may provoke individual resistance operations from Hezbollah, similar to the ones executed before the 2006 July war.

The Hidden Agenda: Israel's Larger Strategy in Lebanon

Israel’s continued presence in the five southern hills is not merely tactical. It could be part of a broader strategy to push Lebanon into negotiations. By maintaining control over strategic points, Israel may be attempting to create pressure on Lebanon to sit down at the negotiation table. This is a calculated effort to secure its borders and ensure ongoing security. Israel's objective seems clear: push Lebanon to agree to new understandings that would guarantee the country’s long-term peace and stability.

The Risk of Violating International Agreements: What Comes Next?

Israel’s continued presence in these areas could result in violating international agreements, which in turn could open the door for Hezbollah to call for rearming and resuming its military activities. While Hezbollah faces significant limitations in its military and financial capacities, it is still trying to regain ground in this ongoing struggle.

Hezbollah’s Resurgence: What Lies Ahead for the Party?

Hezbollah, facing the destruction of its military and financial infrastructure, has been forced to rely on two major resources: mass mobilization and external support. Despite diminishing financial backing, especially from Iran, Hezbollah has managed to continue garnering support from allies, particularly from Iran and Iraq. These external alliances remain crucial for Hezbollah’s future military operations.

The Role of the Upcoming Funeral: Hezbollah's Strategy and Mobilization

The planned funeral of Hezbollah's former secretary general, Hassan Nasrallah, on February 23, is expected to see massive mobilization efforts. Thousands of supporters from Iran, Iraq, and other allies will likely attend, reinforcing the party’s ability to rally large crowds and garner moral and material support for its continued efforts.

Translated by international scopes team

المصدر: مرلين وهبة – الجمهورية