لهذه الاسباب لن يتراجع سعر صرف الدولار قريبا
بعد الفترة الصعبة التي عاشها لبنان ومروره بأسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه الحديث، ها هو اليوم يحاول بقدر المستطاع أن يلملم جراحه محاولًا النهوض من جديد. فهل ستسترجع العملة اللبنانية قيمتها؟ وما صحة استقرار الدولار على الـ50 ألف ل.ل. في المستقبل القريب؟
وفي السياق، يؤكد احد الخبراء الاقتصاديين لجريدة الدّيار، “أنّ موضوع استقرار سعر الدّولار على الـ50 ألف ل.ل. ليس بإشاعة ولا حقيقة ثابتة ولا حتّى خبر. فموضوع سعر الليرة والدولار يرتبطان بسيناريو سيأخذ البلد إلى مرحلةٍ جديدةٍ ومقبلةٍ. وهذا السيناريو يتضمّن عدّة مراحل يجب أن تتحقّق لكي يتحسّن سعر صرف الليرة. ومنها:
أولًا: يجب أن تتحوّل الهدنة إلى سلمٍ دائمٍ في لبنان.
ثانيًا: يجب أن يحصل الإنتظام السياسي، يعني أن يتم إنتخاب رئيس للحمهورية وأن تتشكّل حكومة ونصبح في بلدٍ ذات وضع طبيعي.
ثالثًا: يجب أن يكون لبنان قد عاد إلى الحكم العربي والخليجي وإعادة الإستثمارات والحركة السياحية فيه.
ورابعًا: ينبغي على لبنان أن يكون قد بدأ أو استأنف عملية التنقيب عن الغاز والنفط بحيث أنّها ستعطي نتائج أفضل للمناخ الجديد.
وكل هذه الأجواء، إذا هذا السيناريو تحقق، من الممكن أن يصبح هنالك سياسة نقدية مواكبة لهذه التطورات. وضمن هذه السياسة النقدية من الممكن أن نشاهد خفضا تدريجيا لسعر الدولار أو رفعا تدريجيا لسعر صرف الليرة والكلام عن الـ50 ألف ل.ل. هو كلام بعيد المدى. وإذا سيصبح الدولار50 ألف بعمل إرادي من السياسة النقدية هذا لن يحصل قبل 3 سنوات إلى الأمام، وقد لا ينخفض بهذا المقدار، على اعتبار أنّ تحديد الخطة الشاملة للإنقاذ سوف يتمّ ضمنها تحديد الوظيفة الاقتصادية الجديدة للبنان.
وحسب هذه الوظيفة الاقتصادية، تُعتمد سياسة نقدية تتمادى مع هذه الوظيفة. يعني على سبيل المثال، إذا كانت الوظيفة تُركّز على التصدير، من مصلحة لبنان أن تكون عملته سعرها منخفض. وإذا كانت هذه الوظيفة الاقتصادية تسترد إلى الخدمات والسياحة والقطاعات الأخرى، من الممكن أن تكون العملة قوية وبالتالي حسب الوظيفة الاقتصادية سيتم تحديد سعر صرف الليرة”.
ويؤكد الخبير أنّه “عندما يتمّ خفض أو رفع سعر عملة ما، من البديهي أن تتأثر كلّ القطاعات وكل مفاصل الحياة لسعر العملة الجديدة. وبالتالي الموضوع ليس مطروحًا من زاوية تداعيات خفض سعر الدولار على سبيل المثال على المصارف فقط. بل هذه التداعيات ستكون على كلّ مفاصل الحياة الأخرى، منها الاقتصادية والإجتماعية. ولكن هذه التداعيات قد تكون ايجابية، انطلاقًا من وضع البلد كيف سيكون خلال هذه السنوات، وثانيًا من خلال الوظيفة الاقتصادية للبلد. وطبعًا في حال كان هنالك قدرة بالتماهي مع الوضع الاقتصادي والنمو على خفض سعر الدولار، هذا الأمر سيحسّن من القدرة الشرائية لكل اللبنانيين ويرفع مستوى الدخل الفردي وبالتالي هذا أمر ايجابي شرط أن يتمّ بدراسة تسمح للاقتصاد بهذا الخفض”.
سببان لارتفاع الطلب على الليرة
هناك أمران ساهما في زيادة الطلب على الليرة، على حدّ تعبير الخبير . “الأمر الأول يتعلّق بالكتلة النقدية بالليرة وهي كتلة صغيرة تم تصغيرها من قبل مصرف لبنان لمنع المضاربة بالدولار والليرة في سوق الصرف. والتحكم بسوق الصرف وتأمين استقرار سعر الصرف وهذا الأمر نجح مع مصرف لبنان. ومن هنا اعتبر صندوق النقد الدولي أنّ هذه السياسة هي سياسة جيدة ومناسبة في هذا الظرف تحديدًا. (قبل العودة الى الاقتصاد الطبيعي).
وساهمت في استقرار سوق الصرف وبالتالي استقرت الحركة الاقتصادية لأنّه كما نعرف أنّ اضطرابات سوق الصرف تعكس على اضطرابات بكافّة الحركة الاقتصادية ولها تداعيات سلبية. وبالتالي هذا الأمر تأمن. وبدأ الطلب على الليرة يزداد لأنّ هذه الكتلة لا تكفي تقريبًا الحركة الاقتصادية الموجودة. هنالك حاجة للطلب على الليرة.
وبالمقابل الكلام على أنّ سعر صرف الليرة ممكن أن يرتفع وأنّ الدولار يمكن أن ينخفض في المستقبل شجّع البعض على بيع الدولارات وشراء الليرة ووضعها وتخزينها في المنزل على أمل أن يتحسن سعرها وتحقق أرباحا.
كما شجّع البعض أن يتوجه إلى المصرف ويطالب بسحب وديعته أو جزء منها بالليرة على سعر 15 ألف ل.ل بانتظار تحقيق أرباح. وبالواقع لأنّنا نشهد شحًا بالليرة ولأنّ الفوائد بين المصارف ببعضها وصلت إلى الـ100 والـ120% وكانت مرتفعة جدًا بسبب الحاجة إلى الليرة اعتبرت المصارف أنّ لها مصلحة اليوم بتشجيع الليرة مقابل فوائد مرتفعة قد تصل إلى 40% سنويًا. وهذا الأمر ساهم أيضًا بارتفاع الطلب على الليرة على اعتبار أنّه بدل من تخزين الليرة بانتظار تغيير سعر صرفها، أصبح البعض يشتري الليرة من المصرف والاستفادة من الفوائد.
بالاضافة إلى الاستفادة من سعر الصرف، إذا تحسّن. وهذا يدلّ على أمرين: اللبنانيون متفائلون بالمرحلة المقبلة أولا، وثانيا، يدل على انهم لو لم يستعيدوا أموالهم، لكنهم متعاونون سريعًا للعودة الى المصارف عندما تتوفر الظروف.
Why the Dollar Exchange Rate in Lebanon Won't Drop Soon
Beirut, Lebanon – After enduring one of the worst economic crises in its modern history, Lebanon is now attempting to recover. However, many wonder whether the Lebanese pound will regain its value and if the dollar exchange rate will stabilize at 50,000 L.L. in the near future.
Financial Recovery Scenario
According to an economic expert quoted by “Al-Diyar” newspaper, stabilizing the dollar at 50,000 L.L. is a long-term speculation, contingent on achieving a comprehensive scenario that includes:
- Transforming the truce into lasting peace: Ensuring long-term security and political stability.
- Political regularity: Electing a president, forming a government, and returning the country to a politically stable state.
- Restoring Arab and Gulf relations: Strengthening investments and tourism through regional ties.
- Gas and oil exploration: Resuming energy-related activities to bolster the economy.
Achieving this scenario could pave the way for a supportive monetary policy, potentially leading to a gradual reduction in the dollar's value or an increase in the pound's value. However, this process is unlikely to begin before three years.
Economic Function and Currency Value
The currency's value depends on the “economic function” adopted by the state. For example, if Lebanon focuses on exports, a weaker currency would enhance competitiveness. Conversely, if it prioritizes tourism and services, a stronger currency would be more suitable.
Impact of Lowering the Dollar Rate
Reducing the dollar rate will affect all economic and social sectors. If implemented through a well-studied plan, it could improve citizens’ purchasing power and raise individual incomes.
Reasons for Increased Demand for the Lebanese Pound
The expert identified two main factors driving demand for the Lebanese pound:
- Reducing the money supply in pounds: The Central Bank of Lebanon reduced the pound's money supply to prevent speculation, which stabilized the exchange market. This policy has been praised by the IMF as appropriate for the current conditions.
- Expectations of a lower dollar rate: This encouraged some to sell dollars and buy pounds, either to store them at home or to benefit from high-interest rates offered by banks, reaching up to 40% annually.
Optimism About the Future
This behavior reflects Lebanese optimism about the anticipated economic recovery and their readiness to cooperate with banks once favorable conditions emerge.
Translated by international scopes team
المصدر: مارينا عندس – الديار