اشتباكات الحدود اللبنانية-السورية: دلالات خطيرة ومستقبل العلاقات بين البلدين
بينما تتوالى التفاصيل حول الاشتباكات المسلحة التي وقعت بين الجيش اللبناني ومجموعة مسلحة في بلدة معربون الحدودية مع سوريا، يظل المشهد ضبابيًا ومفتوحًا على احتمالات خطيرة. وجاءت هذه التطورات بالتزامن مع قرار الإدارة السورية منع دخول اللبنانيين إلى أراضيها إلا بموجب إقامة، وهو إجراء غير مسبوق يعكس توترًا في العلاقة بين البلدين.
سيناريوهات الاشتباكات: تهريب أم خطر أمني كبير؟
يطرح العميد الركن المتقاعد نضال زهوي، رئيس قسم الاستراتيجية في مركز الدراسات الانتروستراتيجية، في حديث مع “ليبانون ديبايت”، احتمالين رئيسيين لما جرى في معربون. الأول هو أن الاشتباكات وقعت بين الجيش اللبناني ومهربي بضائع، وهو سيناريو شائع بالنظر إلى تاريخ المنطقة المعروفة بعمليات التهريب.
أما السيناريو الثاني، والذي يراه زهوي أكثر خطورة، فهو أن المواجهة حدثت مع عناصر من هيئة تحرير الشام، مما يحمل دلالات خطيرة جدًا، خاصة أن هذا يشير إلى اعتداء مباشر على الأراضي اللبنانية.
الأهمية الجغرافية لمعربون ودورها في التوترات
تقع بلدة معربون في منطقة حدودية حساسة تعتبر أشبه بـ”خليج لبناني داخل الأراضي السورية”. السكان هناك مرتبطون اقتصاديًا واجتماعيًا بسوريا أكثر من لبنان، ما يجعل البلدة نقطة تماس حيوية ومعقدة بين البلدين. الطريق التي تربط معربون ببريتال، والتي استُحدثت عام 2005، كانت مسرحًا لنشاط التهريب على جانبي الحدود، ما يفسر احتمالية وقوع الاشتباكات مع مهربين.
هيئة تحرير الشام والخطر الجيوسياسي
إذا ثبت تورط هيئة تحرير الشام في الاشتباكات، فإن ذلك يعني تصعيدًا خطيرًا، خاصة في ظل قرار سوريا الأخير بمنع دخول اللبنانيين إلا بموجب إقامة. ويرى زهوي أن إغلاق الجيش اللبناني لمعبر معربون قد أثار حفيظة الهيئة التي تسعى لفتح هذا المعبر لضمان وصولها إلى منطقة البقاع. الهجوم على الجيش اللبناني، وفق هذا السيناريو، يعد مؤشرًا مقلقًا لعلاقات مستقبلية متوترة بين لبنان وسوريا.
لبنان أمام الحصار: الأبعاد الاقتصادية والجيوسياسية
يشير العميد زهوي إلى أن لبنان أصبح محاصرًا من جميع الجهات الحدودية. الحدود البحرية التي يصعب السيطرة عليها، والحدود البرية التي شهدت إغلاقًا عمليًا مع سوريا، كل ذلك يهدد حركة الاستيراد والتصدير ويزيد من عزلة لبنان الاقتصادية.
المخطط التركي وتأثيره على الاقتصاد السوري واللبناني
يكشف زهوي عن مخطط تركي للسيطرة على الاقتصاد السوري ومنع تصدير المنتجات السورية عبر لبنان. تركيا، التي تمكنت من تدمير جزء كبير من الصناعات السورية لصالح صناعاتها الوطنية، تسعى الآن لربط الاقتصاد السوري بمرافئها ومعابرها، ما يمنع قيام أي شراكة اقتصادية بين سوريا ولبنان.
وأشار إلى أن تركيا تسعى لضمان تفوقها الاقتصادي في المنطقة من خلال إبقاء الاقتصاد السوري يدور في فلكها. فتح معبر نصيب مع الأردن يأتي ضمن هذا الإطار، حيث ساهم في خفض أسعار السلع المستوردة إلى سوريا بشكل كبير، ما يعزز السيطرة التركية على حركة التجارة السورية.
التنافس الاقتصادي بين سوريا وتركيا
يتوقع زهوي أنه في حال تعافي الاقتصاد السوري، فإن الصناعات السورية، خصوصًا القطنية منها، ستنافس بقوة نظيرتها التركية كما كان الحال في الماضي. تركيا، التي عملت على تقويض هذه الصناعات لصالح منتجاتها الوطنية، تسعى بكل السبل لمنع عودة الاقتصاد السوري إلى المنافسة.
Border Clashes Between Lebanon and Syria: Alarming Implications and Future Relations
The full details surrounding the recent clashes between the Lebanese army and armed groups in the border town of Maaraboun remain unclear. However, the situation has taken a significant turn with Syria’s decision to restrict Lebanese citizens from entering its territory unless they hold valid residency permits. This unprecedented move raises questions about the future of relations between the two countries.
Clash Scenarios: Smuggling or a Major Security Threat?
Retired Brigadier General Nidal Zahoui, head of strategy at the Center for Interstrategic Studies, outlined two possible scenarios for the clashes in Maaraboun. The first involves routine skirmishes with smugglers, a common occurrence given the region's history with cross-border smuggling activities.
The second, more alarming scenario, suggests that the Lebanese army engaged with members of Hay’at Tahrir al-Sham (HTS), indicating a direct and dangerous assault on Lebanese sovereignty.
Geographical Significance of Maaraboun
Maaraboun is a unique Lebanese enclave within Syrian territory. Its residents, primarily Sunni Muslims, are more economically and socially connected to Syria than Lebanon, making the area a hotspot for geopolitical tensions. The road linking Maaraboun to Brital, established in 2005, has facilitated smuggling activities, which might explain the clashes.
HTS Involvement and Geopolitical Ramifications
If HTS was indeed involved, this represents a major escalation. Syria’s recent decision to restrict Lebanese entry further complicates the issue. Zahoui suggests that HTS may have attacked the Lebanese army to reopen the Maaraboun crossing, aiming to expand its reach into the Bekaa region.
Lebanon Under Siege: Economic and Geopolitical Challenges
Lebanon is increasingly isolated, with limited control over its maritime borders and now facing practical closure of its land borders with Syria. This isolation threatens Lebanon’s import and export activities, compounding its economic crisis.
Turkey's Role in the Syrian-Lebanese Economic Struggle
Zahoui highlighted Turkey’s strategy to dominate the Syrian economy and block Syrian exports through Lebanon. By undermining Syrian industries and channeling trade through Turkish ports, Turkey aims to cement its economic influence over Syria and prevent any economic resurgence that could challenge its dominance.
The reopening of the Nassib crossing with Jordan underscores this agenda, enabling cheaper imports into Syria and furthering Turkey’s control over Syrian trade routes.
Syrian-Turkish Economic Rivalry
Should Syria’s economy recover, its industries—particularly cotton textiles—could once again rival Turkish products. Turkey’s long-term strategy appears focused on preventing such a resurgence by ensuring Syria remains economically dependent on Turkish trade routes and markets.
Translated by international scopes team
المصدر: ليبانون ديبايت