إذا كان مشهد النزوج من الجنوب قد أثلج قلب العدو الإسرائيلي وظن للحظة أن النصر قريب، فإنه سيستيقظ قريباً من هذا الوهم لأن النزوح المؤقت لا يعني ترك الأرض، وهذا لسان حال كل نازح، فيما حمل الكثير من مستوطني الشمال جواز سفرهم الثاني وغادروا تل أبيب.
بهذا التصور يبدأ الكاتب والمحلل السياسي غسان ريفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”، ويذكر بأن العدو الإسرائيلي قبل بدء عدوانه الواسع هذا ارتكب جريمة حرب تمثّلت بمجزرتَي البيجر والأجهزة اللاسلكية، معولاً على هاتين المجزرتين في ضرب بنية المقاومة وفي إحباط بيئتها وفي التخفيف من جبهة الإسناد وصولا الى عزلها عن غزة”.
ويرى أنه “عندما وجدت إسرائيل في اليوم التالي أن بيئة المقاومة إزدادت قوة ومناعة، وكانت حاضرة، وقامت المقاومة في اليوم التالي بـ 16 عملية ضد العدو الإسرائيلي وتأكيد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن جبهة الإسناد مستمرة ولا عودة لمستوطني الشمال إلا بوقف العدوان على غزة، شعرت إسرائيل بالفشل لا سيّما أن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو لم يحقق أي شيئ في غزة، رفع شعار عودة المستوطنين إلى المنطقة الشمالية في فلسطين المحتلة والقيام بتوسيع هذا العدوان، أولا من أجل الدخول إلى جبهة جديدة تؤكد إستمرار هذه الحرب، ثانيا: يحاول إستمالة الشارع الإسرائيلي الذي كان ولا يزال غاضبا عليه لأنه تناسى ملف الأسرى لدى حماس”.
وهدف نتنياهو كما يؤكد ريفي هو الضغط أكثر فأكثر على لبنان وعلى المقاومة لفك الإرتباط بين جبهة الاسناد وجبهة غزة، واستهل العدوان حيث بدأ بمجزرة في الضاحية الجنوبية إغتالت عدد من كوادر قوة الرضوان وعلى ارأسها الشهيد ابراهيم عقيل، لكنها إرتكبت مجزرة ذهب ضحيتها 50 شهيدا من الأطفال والنساء والمدنيين، وبالتالي قصفت مبنى سكني وارتكبت جريمة حرب جديدة.
ويضيف: اليوم هناك حالة من الجنون لدى إسرائيل من عدم تمكن نتنياهو من تسجيل أي نقطة لذلك الأهداف التي وضعتها كانت نتيجتها صفر، في حين أن المقاومة لا تزال تحافظ على رباطة الجأش وتحتفظ بالحكمة والوعي وتقوم بضرب الأهداف العسكرية وتلحق إصابات كبيرة جدا بالعدو، بينما هو يقوم بإستهداف المدنيين كما يحصل الآن وهناك المئات بين شهيد وجريح، في حين أن المقاومة تتمسّك بضرب الأهداف العسكرية وهي الأكثر إيلاما بالنسبة لنتنياهو شخصيا الذي لا مشكلة لديه بالتضحية بالمدنيين كما ضحى بالأسرى المتواجدين لدى حماس كما أن المقاومة لا تريد إعطاء ذريعة إضافية لكي يستهدف المدنيين.
ويتابع، إذا نحن أمام حرب حقيقية بدأها نتنياهو وهذه الحرب لا أهداف لها ولا افق لها ولن يستطيع نتنياهو تحقيق أي هدف وخصوصا إعادة المستوطنين الى الشمال، ويعتبر أن هذا الشعار “غبي” بكل المقاييس لأنه عندما كانت هذه الجبهة تقتصر على قواعد إشتباك معينة فكانت المستوطنات خالية، فكيف اليوم والحرب تتوسع ورد المقاومة يتوسع أكثر فأكثر، لذلك يدعو نتنياهو ليعطي النازحين من شمال فلسطين المحتلة إقامة دائمة حيث هم وأن يستقبل المزيد من النازحين أيضا من المناطق التي يمكن أن تستهدفها المقاومة.
ويرجّح أن يكون نتنياهو يرسم اليوم من خلال ما يفعله معادلة جديدة وهي عودة أبناء الجنوب اللبناني مقابل عودة مستوطني منطقة الشمال، ولكن اللبنانيين ما إن الطائرات الحربية الإسرائيلية سيعودون فهم أبناء الأرض ومتمسكين بالقضية ولديهم العقيدة والثبات والإيمان بأرضهم وهم يريدون العودة إليها على عكس المستوطنين الذين لو بقي مقاوما واحدا في الجنوب يهدد إسرائيل لن يتمكنو من الرجوع فهم ليسوا أبناء الارض بل محتلين وليس لديهم من يحتضنهم.
ويلفت ريفي، إلى أن مستوطني الشمال الذين يحمل معظمهم جوازي سفر لن يبقوا في إسرائيل وبالتالي فإن مقابل النزوح في الجنوب هناك هجرة من المستوطنين إلى خارج إسرائيل فلن يعود هؤلاء إلى الشمال كما يشتهي نتنياهو، وموجة الهجرة هذه بدأت مع طوفان الاقصى وستستمر.
**Israeli Madness Has a Clear Goal… The North for the South!**
Amid Israel’s ongoing aggression against Gaza and Lebanon, the enemy seeks illusory gains, mistakenly believing that the displacement of residents from southern Lebanon signals an impending victory. However, as political analyst Ghassan Rifi explained in an interview with *Lebanon Debate*, this displacement is temporary and does not imply that the land will be abandoned, as the displaced are determined to return once the aggression ends.
In contrast, many settlers from northern occupied Palestine have packed their bags and left Tel Aviv, reflecting the panic and fear that Israel is experiencing. Rifi notes that, prior to the start of this wide-scale aggression, Israel committed war crimes such as the massacres at Bejjar and the radio device attacks, aiming to undermine the resistance’s structure and isolate it from Gaza. Yet, despite these massacres, the resistance responded fiercely, reinforcing its strength and unity.
Rifi points out that Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu is using the aggression on Lebanon as a tool to pressure the resistance, hoping to sever the connection between the support front in Lebanon and the Gaza front. However, he has failed to achieve any meaningful success, prompting him to expand the aggression to new fronts in northern occupied Palestine.
Netanyahu’s slogan of “the return of settlers to the north” is described by Rifi as “foolish,” as settlements were empty even during less intense conflicts. With the resistance’s response expanding, the exodus from northern occupied Palestine will continue, and the settlers will not return unless the aggression fully ceases.
Rifi suggests that Netanyahu is attempting to establish a new equation, in which the return of Lebanese southerners is linked to the return of northern settlers. However, the Lebanese people are steadfast in their attachment to their land and are determined to return once the aggression ends, unlike the settlers who, as occupiers, lack any deep connection to the land.
The mass migration of northern settlers, many of whom hold dual citizenship, has already begun and will likely continue as long as the conflict escalates. According to Rifi, while the displaced in southern Lebanon are eager to return, the settlers are fleeing Israel and may not come back to the north as Netanyahu hopes.
translated by international scopes team