يتوقف عدد كبير من السياسيين في ضفتي الموالاة والمعارضة في لبنان، وحتى على المستوى الإقليمي في هذه المرحلة، عند التطور الإيجابي المضطرد في الموقف الإيراني تجاه الولايات المتحدة الأميركية وتحديداً منذ وصول الإصلاحيين إلى رئاسة الجمهورية الإيرانية ممثلين برئيس الجمهورية مسعود بزشكيان، الذي قال أمس من على منبر الجمعية العمومية للأمم المتحدة “إن إيران مستعدة لوضع السلاح جانباً إذا فعلت إسرائيل الشيء نفسه”، متهماً إسرائيل باغتيال رئيس حركة “حماس” اسماعيل هنية في طهران “لجرنا إلى حرب إقليمية، لكننا مارسنا أقصى درجات ضبط النفس ولدينا القدرة الكافية لضرب إسرائيل وردنا سيكون في وقته المناسب وبالطريقة المناسبة”، ومؤكداً استعداد طهران “للحوار المباشر” مع الولايات المتحدة الأميركية شرط أن تلتزم بتعهداتها.
وفيما أكد بزشكيان “الإستعداد للعمل على خفض التوترات في المنطقة” مشيراً إلى أن إسرائيل “لا تريد ذلك وتُصعّد الحرب وتُوسّعها”، لاقاه البيت الأبيض بموقف يؤكد أن “خطر التصعيد في لبنان حقيقي وما زلنا نعتقد أن الحل الدبلوماسي ممكن”، وأن واشنطن “تحاول العمل من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي”، معتبراً أنه ” من مصلحة الجميع حل الصراع على طول الخط الأزرق بشكل دبلوماسي”.
ويقول المصدر المعني إن هذا التلاقي الدبلوماسي في الموقف حول الفصل الحالي من النزاع بين إسرائيل والحزب، كان مهّد له المرشد الأعلى الإيراني السيد علي خامنئي، عندما نطق بـ”فتوى سياسية” شرعية أجاز فيها التراجع التكتيكي في المعارك أو في المفاوضات مع الأعداء أو الخصوم، كذلك أجاز التفاوض مع العدو. وقد ذهب بعض المعارضين إلى التشكيك بنوايا إيران في ظل الحرب القائمة في غزة ولبنان، وبأنها ربما ساومت على حلفائها لتحقيق مصالحها الخاصة؟
يؤكد مصدر في “جبهة حلفاء إيران”، أنها لا يمكن أن تتخلى عن حلفائها وأن ما تقوم به من حوار مباشر أو غير مباشر مع الولايات المتحدة الأميركية يأخذ في الإعتبار مصالحها ومصالحهم ومستقبل المنطقة ودورها ودور “محور المقاومة” فيه، ولا يمكن أن تساوم عليه.
ويجزم المصدر أن في الأفق تفاهماً أميركياً ـ إيرانياً سيحصل قبل الإنتخابات الأميركية الرئاسية المقررة في 5 تشرين الثاني المقبل بحيث يصبّ في مصلحة المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، حيث أن القيادة الإيرانية تحبّذ بقوة وصولها إلى الرئاسة الأميركية متغلّبة على المرشح الجمهوري دونالد ترامب، الذي تعارض طهران وصوله بشدة لأسباب كثيرة لعلّ أقلها قراره باغتيال قائد فيلق القدس في “الحرس الثوري الإيراني” قاسم سليماني قبل سنوات في مطار بغداد. علماً أن هناك من يقول في هذا الإطار إن إيران تختار في الإنتخابات الأميركية بين السيئ والأسوأ، فالسيئ بالنسبة إليها هو هاريس أمّا الأسوأ فهو ترامب، لكن مع فارق أن الإيرانيين يميلون إلى هاريس، إنما ينطلق من أن الديمقراطيين هم الذين وقعوا الإتفاق النووي مع إيران عام 2015 أيام الرئيس باراك أوباما وأن الفريق العامل مع هاريس الآن هو الذي هندس برئاسة الرئيس جو بايدن ( يوم كان نائب الرئيس الأميركي) الإتفاق النووي وأبرز أعضاء هذا الفريق هو فيليب مورغان، الذي يقود حملتها الإنتخابية الآن، سيّما أن المدير الفعلي لها هو الرئيس أوباما الذي فضّل هاريس على زوجته ميشيل، التي طرحها البعض كمرشحة بديلة لبايدن عندما سحب ترشيحه الرئاسي.
ويعتقد المصدر أن التفاهم الأميركي ـ الإيراني المنتظر إذا حصل، فإنه سينعكس إيجاباً على مجمل الأوضاع في المنطقة أوعلى الأقل قد يهدىء الجبهات المشتعلة إلى حين انتهاء الإنتخابات الأميركية أو بعد دخول الرئيس الجديد البيت الأبيض في 20 كانون الثاني. وفي رأي المصدر أن عدم تحول الحرب الدائرة حالياً حرباً شاملة هو أبرز المؤشرات على التفاهم الإيراني ـ الأميركي المنتظر وإلى الحديث الأميركي عن الحل الدبلوماسي والإستعداد الإيراني للمساهمة في العمل للتهدئة.
المصدر: ليبانون ديبايت
### Has Tehran Bargained on Its Allies with Washington?
Many politicians, both in Lebanon and on the regional level, are observing a positive shift in Iran's stance toward the United States, especially since the reformists took power, represented by Iranian President Masoud Bazshkian. In his recent address to the United Nations General Assembly, Bazshkian expressed Iran's readiness to “put down arms” if Israel does the same, accusing Israel of assassinating Hamas leader Ismail Haniyeh to drag Iran into a regional war, but stating that Iran has exercised maximum restraint despite its capability to retaliate.
On the other hand, the White House noted that the risk of escalation in Lebanon remains real and emphasized that the U.S. is seeking a diplomatic solution to the conflict between Israel and Hezbollah, stressing the importance of peaceful resolutions along the Blue Line.
Some analysts believe that the groundwork for a U.S.-Iranian understanding in this phase of the conflict began when Iranian Supreme Leader Ali Khamenei issued a “political fatwa” allowing tactical retreats in battles or negotiations with adversaries, thereby opening the door to direct talks with the U.S. However, some opposition voices question Iran’s intentions, wondering if it might be bargaining on its allies to serve its own interests.
Despite these doubts, a source from the “Alliance of Iran's Allies” assures that Tehran will not abandon its allies and that any dialogue with the U.S. takes into account their interests as well as the region's future. The source also hints at a potential U.S.-Iranian understanding before the upcoming U.S. presidential elections, which could favor Democratic candidate Kamala Harris. The Iranian leadership strongly supports her bid over Republican candidate Donald Trump, whom Iran opposes for several reasons, including the assassination of Qasem Soleimani, commander of the Quds Force, by Trump's orders in Baghdad.
If this understanding materializes, the source believes it will positively impact the overall situation in the region, at least by calming down active fronts until the U.S. elections are concluded or after the new president is sworn in in January. The fact that the current conflict has not escalated into a full-scale war is seen as one of the key indicators of the anticipated U.S.-Iranian agreement, alongside ongoing American discussions about a diplomatic solution and Iran's willingness to contribute to de-escalation efforts.