بدا إجتماع اللجنة الخماسية أمس في قصر الصنوبر في بيروت، خارج سياق الاحداث، خصوصاً مع زيادة حدة التوتر في الصراع الدائر على أرض الجنوب بين “حزب الله” و”إسرائيل”، علماً ان إهتمام الدول الخمس قد تراجع مع إندلاع الحرب في غزّة، لأن لا مجال للتوصل إلى حلول في الملف الرئاسي في ظل إنشغال قادتها بالتطورات الحربية القائمة في الشرق الأوسط.
يجري ذلك، وسط تعطّش إسرائيل إلى الدم والدفع بالإيحاء بأن الهجوم الكبير على لبنان صار ناجزاً، حيث نية رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بإدراج لبنان ضمن أهداف الحرب المقرّة رسمياً من جهة توسيع العملية العسكرية في الشمال لم تعد خفية على أحد.
في هذا الوقت اشارت وسائل إعلامية عدّة الى زيارة مرتقبة للمستشار الرئاسي آموس هوكشتاين إلى تل أبيب نهار الإثنين ومن المتوقع أنّ يعرج إلى لبنان، لتسليم رسالة أميركية توصي بالامتناع عن أي عمل عسكري في لبنان، إلا أن معلومات وكالة “أخبار اليوم” تؤكد أنّ لا مواعيد لهوكشتاين لدى الرئاستين الثانية والثالثة لغاية اللحظة.
إلى ذلك، تتزايد مؤشرات دخول جبهة الجنوب منعطفاً جديداً، إزاء التصعيد الخطير الذي بلغته، المصحوب بتهديدات يومية من مسؤولين إسرائيليين بضرورة شن حرب شاملة على لبنان لفرض ترتيبات أمنية، وتترافق مع إعلان وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت أنه “سيتم نقل مركز ثقلنا إلى الجبهة الشمالية مع لبنان مع اقتراب إكمال المهام العسكرية في غزة، ولدينا مهمة في الشمال لم تُنفذ بعد، وهي تغيير الوضع الأمني وإعادة السكان إلى منازلهم”، بدوره أعلن العضو السابق في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، مساء اليوم السبت، أنّه “حان الوقت لممارسة القوة ضد حزب الله، مضيفاً، حكومة نتنياهو المشلولة تواصل إهمال سكان الشمال”، وقال رئيس أركان الجيش الاسرائيلي هرتسي هاليفي، إثر تقييم مع أعضاء منتدى هيئة الأركان العامة إن الجيش يستعد بقوة على الساحة الشمالية، وعلى أهبة الاستعداد ولديه خطط عملياتية جاهزة ومستعد لأداء كل مهمة سيكلف بها.
في غضون ذلك، تتجه الأنظار إلى الولايات المتحدة الأميركية والانتخابات الرئاسية المرتقبة في أقل من شهرين، فيما المنطقة تبدو عالقة في حلقة مقامرة، اذ يحاول الجميع كسب الوقت، على الرغم من أن شهرين لا يمثلان شيئاً في سباق الرئاسة الأميركية، لكنهما يشكلان اذا جاز التعبير الحد الفاصل بين الموت والحياة بالنسبة لغزة ولجنوب لبنان.
المصدر: شادي هيلانة – اخبار اليوم