تعيش المنطقة حالة ترقب للرد الإيراني المتوقع على إسرائيل، بعد اغتيالها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، ما مثّل ضربة إسرائيلية مباشرة لإيران، إلا أن موعد الرد غير معلوم، ويجعل المنطقة بحالة تأهب إلى حين يأتي موعده.
الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أكد أن اغتيال هنية كان “خطأً كبيراً ارتكبته إسرائيل، ولن يمر دون رد”، لكن لماذا يتأخر الرد الإيراني في كل مرة؟
ففي ليلة 14 نيسان شنّت إيران هجمات صاروخية على إسرائيل، رداً على استهدافها القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من الشهر ذاته، أي بعد 13 يوماً من الهجوم الإسرائيلي، لتطلق طهران على ردها اسم “عملية الوعد الصادق”.
واغتيل هنية في 31 تموز 2024، ليمر على استشهاده منذ نشر هذا التقرير 7 أيام، مع تكرار التأكيدات الإيرانية بأنها سترد على العملية، وبأن الرد سيكون “صارماً ورادعاً ومفاجئاً”.
يُعدّ تناول السيناريوهات المتوقعة للرد الإيراني على إسرائيل، عاملاً هاماً لفهم توقيت الرد الإيراني، بالنظر إلى طبيعة الرد وحجمه، والظروف المحيطة فيه.
لذلك، فإن إيران أمام تحدٍ كبير، يجعل من الرد لا يقبل أن يكون باهتاً أو محدوداً، يجعلها ذلك بحاجة إلى أن تكون سيناريوهات الرد ترقى لمستوى الاختراق الكبير الذي حصل بعملية اغتيال هنية، وفق ما أكده المحللون والخبراء الذين تحدثوا لـ”عربي بوست” عن سيناريوهات الرد المتوقعة.
وتالياً سيناريوهات الرد الإيراني:
الرد بالمثل عبر استهداف قيادات سياسية، داخل إسرائيل أو خارجها، وهذا يحتاج إلى تخطيط كبير، ويتسبب بتأخر الضربة الإيرانية.
إطلاق صواريخ إلى العمق الإسرائيلي بشكل فاعل هذه المرة، على عكس ما حصل في نيسان 2024.
الرد من خلال محور المقاومة، لا سيما في لبنان من خلال حزب الله.
استهداف منشآت دبلوماسية إسرائيلية خارجية كما في أذربيجان أو بلدان أخرى، إذ سبق أن اتهمت طهران الاحتلال بمحاولة استهداف سفارتها في باكو 2023، وسبق أن استهدف مبنى قنصلياً لإيران في سوريا.
اجتياح بري في شمال إسرائيل، وتحديداً في هضبة الجولان، وإشعال جبهة هناك.
يمثل السيناريو الأول المذكور، رداً جدياً ومؤثراً يتناسب مع ما جرى من مساس سيادة إيران واغتيال ضيفها هنية على أرضها، الذي مثّل اختراقاً أمنياً كبيراً في المنطقة.
الخبير العسكري العقيد الركن حاتم الفلاحي، رأى في حديثه لـ”عربي بوست”، أن هذا السيناريو يمثل “الرد الأفضل بالنسبة لإيران، على اعتبار أنها بالتالي ردت بناء على ما قامت به إسرائيل في إيران”.
عن السيناريو الثاني، فإن التجهيز لإطلاق رشقات صاروخية، يصطدم مع إمكانية إسقاط الصواريخ من القواعد العسكرية الأجنبية والعربية المحيطة في إسرائيل كما حصل في نيسان 2024، الأمر الذي يستدعي التغلب على هذا التحدي.
واعتبر الفلاحي أنه في حال تكرار ما حصل في الرد الإيراني السابق، “ستكون هناك استهانة كبيرة جداً بقدرات إيران، وقدرتها أمام التهديدات الإسرائيلية”.
أما عن الخيار الثالث، فهي تقع ضمن مصطلح “وحدة الساحات”، بشن هجوم واسع على إسرائيل مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، وفصائل المقاومة في الضفة الغربية، وفصائل مسلحة في كل من العراق وسوريا.
يرتبط ذلك بجاهزية كل فصيل من فصائل محور المقاومة هذه، واستعداداته العسكرية، والظروف السياسية في الدولة التي ينشط فيها، وهذا يمثل تحدياً لإيران ويبطئ من سرعة ردها.
تعليقاً على هذا السيناريو، قال الفلاحي إنه خيار قائم وبقوة، بأن ترد إيران عن طريق وكلائها وحلفائها في المنطقة، خصوصاً أن الجميع الآن مستهدف من إسرائيل.
كما أن السيناريو الرابع، من شأنه أن يضرّ بعلاقات إيران مع الدول التي تتواجد بها المنشآت الدبلوماسية الإسرائيلية.
أما السيناريو الخامس، على الرغم من أنه مطروح، إلا أن الخبراء رأوا فيه خياراً مستبعداً، لأنه يؤدي إلى حرب مفتوحة بين حزب الله وإسرائيل.
الخبير العسكري واللواء المتقاعد، مأمون أبو نوار، قال لـ”عربي بوست”، إن “الرد يحتاج إلى تخطيط، فهو ليس بالأمر السهل، فالقضية ليست مرتبطة فقط بالرد بشكل متناسب أم لا، بل بإمكانية اندلاع حرب إقليمية”.
ورجّح أن الرد هذه المرة سيكون مختلفاً عن ضربة “الوعد الصادق”، من حيث كمية الصواريخ، واختيار الأهداف، ليشمل ضربة قوية ليست بالسهلة، وفق تقديره.
وقال إنه “من الممكن أن يكون الرد من خلال كل الجبهات، معاً أو على فترات متقاربة، ولذلك إيجابيات وسلبيات، لأن المنظومات الدفاعية الجوية قدراتها مختلفة عند التصدي للصواريخ الباليستية، مقارنة بالمسيرات التي عادة ما تصل إلى أهدافها، لكن الاحتلال في الوقت ذاته غير محمي من سقوط الصواريخ ذات الدقة العالية”.
لذلك، فإن تحضير الصواريخ لمثل هكذا ضربة تتحدى الأنظمة الدفاعية، يأخذ وقتاً، ليكون الرد مؤثراً ومتناسباً، بشكل لا يوسع الحرب، أو يصعّد القتال في المنطقة ككل.
يؤثر في السيناريوهات السابقة عوامل سياسية وعسكرية، تنخرط تحت مسميين اثنين درجت إيران على استخدامهما بما يتعلق بالهجمات الإسرائيلية والأميركية، هما “الصبر الاستراتيجي” و”الردع المباشر”.
يثير ما حصل من اختراق إسرائيلي كبير لأمن إيران باغتيال هنية في طهران، تساؤلات عن، هل تتمسك طهران بسياسة “الصبر الاستراتيجي” برد مدروس أم تعمد إلى نهجها الجديد الذي أطلقت عليه “الردع المباشر”.
“الصبر الاستراتيجي” سياسة إيرانية في التعامل مع الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل بما يتعلق بالهجمات ضد مصالحها والعناصر الموالية لها خارج إيران، بتأجيل الرد عليها حتى الوقت والمكان المناسبين.
“الردع المباشر”، الرد على إسرائيل بعمليات عسكرية سريعة وواضحة على مستويات مختلفة، ولكن ليس بالضرورة عمليات مباشرة في إسرائيل، تمثل ردعاً لإسرائيل أمنياً وعسكرياً.
وتهدف السياستين، إلى تآكل تدريجي في مفهوم الردع الإسرائيلي بمعناه الاستراتيجي والإقليمي، وإلى تراكم تدريجي للردع الإيراني الاستراتيجي.
إلا أن اغتيال إسماعيل هنية في بالعاصمة طهران والقيادي فؤاد شُكر في معقل حزب الله بالضاحية الجنوبية في بيروت، مثّل ضربة لسياسة الصبر الاستراتيجي، ولصالح ترميم الردع الإسرائيلي، بحسب أبو نوار.
وراهنت سياسة “الصبر الاستراتيجي” لإيران على أن هدف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من التصعيد مع إيران خلق فرصة لاستعادة الردع الاستراتيجي التي فقدها مع طوفان الأقصى، ومع آخر رد إيراني.
ليؤكد نتنياهو التفوق العسكري والأمني والاقتصادي والسياسي، وإنهاء وجود خطر وجودي على إسرائيل، من خلال استعادة الردع الاستراتيجي لديها، وهو الأمر الذي لا تريده طهران، ويدفعها نحو “الردع المباشر”.
لذلك، فإن رد إيران يحتاج إلى:
أن لا تؤثر طبيعة الرد على قدرتها في الحفاظ على الردع المباشر، واستمرار توجيه ضربات متتابعة.
أن لا يتجه الرد بإيران إلى حرب مفتوحة مع إسرائيل.
أن يؤكد محور المقاومة في كل من سوريا والعراق واليمن ولبنان، تهديده للمصالح الإسرائيلية، وأنه بمثابة حزام ناري حول إسرائيل.
أن يتناسب الرد مع مستوى الاختراق الإسرائيلي باغتيال هنية في العاصمة الإيرانية طهران.
اختيار أهداف حيوية ذات دلالات مؤلمة بالنسبة للداخل الإسرائيلي.
أن يكون الرد محدداً بسقف معين، وهدف واضح.
كما أن للتأخر في الرد إيجابيات تتمثل في:
جعل الاحتلال بحالة تأهب مستمر خوفاً من الرد وتوقيته وإرهاقه بذلك.
التأمين على الشخصيات المهمة في إيران، فقد مثّل اغتيال هنية رسالة بأن لا أحد آمن في طهران.
ضمان أن لا يتم استهداف مصالح حيوية إيرانية بعد تنفيذ الرد الإيراني، والعمل على تقليل أي خسائر متوقعة بهذا الصدد.
حلفاء المحور.. دورهم وتأثرهم
يُعدّ إشراك حلفاء إيران في المنطقة، في مقدمتهم حزب الله اللبناني، في الرد الإيراني على إسرائيل، أمراً تَدخُل فيه اعتبارات عسكرية وسياسية بالنسبة لطهران وحزب الله.
اللواء مأمون أبو نوار، رأى أن “حزب الله لوحده إذا بدأ بضرب إسرائيل، فإن ذلك يذهب بالأمور إلى عملية دمار شامل مؤكد، متبادل بين الطرفين، بالتالي فإن الدمار سيلحق بهما”.
كما أن التجهيزات العسكرية لحزب الله بشأن حرب مع إسرائيل، تحتاج وقتاً، لتتأكد من فعالية الهجمات وتحقيقها أهدافها، وهذا يحتاج إلى أن تتأكد طهران أولاً من جاهزية حزب الله إلى جميع السيناريوهات مع الاحتلال، بالإضافة إلى الاعتبارات السياسية في لبنان الذي ترفض فيه القوى السياسية الانجرار نحو حرب مفتوحة مع الاحتلال.
لكن ما يعزز وجود دور هام لحزب الله في الرد الإيراني، ما وقع في لبنان من اغتيال القيادي في الحزب فؤاد شكر، وقبله اغتيال العديد من قادته منذ طوفان الأقصى 7 تشرين الأول 2023، الأمر الذي يستدعي رداً منه.
لذلك يرتبط دور حزب الله في الرد بعوامل عدة:
مدى جهوزية حزب الله عسكرياً للرد.
إعادة الاعتبار له، بعد الاغتيالات الأخيرة لقادته.
فرض قواعد اشتباك جديدة مع الاحتلال.
احتمالية توسع الحرب إلى لبنان بين حزب الله وإسرائيل.
إمكانية استخدام الأراضي السورية في الحرب، التي تحتوي على مستودعات أسلحة لحزب الله والحرس الثوري.
إمكانية تعاون النظام السوري مع حزب الله وإيران، لا سيما بما يتعلق بتفعليه منظومات الدفاع الصاروخية لديه، لحماية عناصر وأسلحة الحزب.
أفاد مسؤول أمني إيراني مقرّب من القيادة العليا في طهران لـ”عربي بوست”، في تقرير سابق، بأن “طهران لا تريد المواجهة المباشرة مع إسرائيل، وأن القادة الإيرانيين ليس لديهم رغبة في دخول حرب إقليمية واسعة النطاق”.
أضاف أنه “رغم عدم وجود هذه الرغبة، إلا أن عدم الرد على إسرائيل سيخلق خطراً كبيراً على إيران، لأنه سيمنح تل أبيب الوقت والمساحة لتفكيك محور المقاومة، لذلك فإن قادة الحرس الثوري قلقون من أن الاستفزازات الإسرائيلية واغتيالها لقادتهم، مجرد مقدمة لحملة كبيرة ضد حزب الله في لبنان”.
يرى المسؤول الأمني الإيراني أيضاً أنه “إذا نجحت تل أبيب في تحقيق هدفها، فسيكون هذا تغييراً كبيراً في الديناميكيات الأمنية والسياسية الإقليمية، بطريقة تجعل من الصعب على طهران ومحور المقاومة البقاء صامدين على المدى الطويل، الأمر الذي يدفع نحو الرد الإيراني المباشر ومن خلال محور المقاومة”.
الأردن الحليف مع الغرب، يواجه مهمة صعبة أمام الرد الإيراني المرتقب، في ظل دعوات محلية لقطع العلاقات مع إسرائيل، والتوقف عن حمايتها، بعد إسقاطه صواريخ إيرانية كانت تستهدف إسرائيل في نيسان 2024.
وكان للأردن دورٌ رئيسٌ حينها في اعتراض أول هجوم مباشر تشنه إيران على إسرائيل، ويمثل ذلك تحدياً لفعالية الرد الإيراني باستخدام صواريخ باليستية تستهدف الاحتلال.
أشارت صحيفة الغارديان من جانبها، إلى أن الأردن يتخوف كذلك من أن يتعرض لهجوم من إيران، إذا ساعد مجدداً في الدفاع عن إسرائيل.
وأكدت عمّان بأنها لن تسمح بأن يصبح الأردن ساحة معركة لصراعات أخرى، كما أنها أعطت الإذن للبحرية الفرنسية بنشر الرادارات تحسباً للرد الإيراني.
وتشهد المملكة الأردنية أيضاً مظاهرات دعماً لغزة والمقاومة، وأكثر من نصف سكانها من أصل فلسطيني، وفقا للغارديان.
يمثّل كذلك الموقف الأميركي تحدياً آخر أمام طهران، إذ أكدت الولايات المتحدة أنها ستدافع عن إسرائيل في حالة وقوع هجوم إيراني، ونقلت سفناً حربية وطائرات مقاتلة إلى المنطقة لحماية الاحتلال.
وقال مصدر دبلوماسي إيراني مطلع لـ”عربي بوست”، مفضلاً عدم ذكر اسمه: “طهران أبلغت واشنطن عبر وسطاء عُمانيين، أنه ليس لديها أي نية في خرق الهدنة مع أميركا، أو استهداف القوات الأميركية في سوريا والعراق”.
أضاف أيضاً أن إيران “طلبت من واشنطن مواصلة المفاوضات الأمنية بينهما، التي بدأت بعد 7 تشرين الأول، وتم تعليقها في الفترة الأخيرة، من أجل تجنب أي تصعيد في المنطقة، وما تزال طهران تتمسك بهذه المفاوضات، لا سيما مع القيادة الجديدة”.
من جهته، أوضح أبو نوار أن “الأميركيين يقومون بمعايرة الرادارات لديهم مع الرادارات الغربية في المنطقة، لعمليات الإنذار المبكر من الصواريخ الإيرانية كما حصل في عملية الوعد الصادق، ويقومون بعمل تحالف مع الغرب تحسباً لتوسع الحرب بين إيران وإسرائيل.
وقال: “لكن أعتقد أن سبب التأخر في الرد الإيراني، حرص إيران والغرب وأميركا، على عدم تمدد الحرب، وهذا أمر تضعه طهران بالحسبان، بما يتعلق بردها على إسرائيل”.
الأمر ذاته وافقه الفلاحي، وأكد أنه “إذا كانت الأهداف الإيرانية مهمة وحيوية في إسرائيل، فأعتقد أننا نشير نحو توسعة الصراع، خصوصاً أن ضربات اليوم التي وجهها حزب الله على شمال الأراضي المحتلة، كانت ضربات مؤثرة بشكل كبير جداً”.
ورأى في الحشد الأميركي المتواجد في المنطقة، الهدف منه التعامل مع أي سيناريو، بما فيه الانتقال من الدفاع إلى الهجوم، خصوصاً إذا ما تجاوزت الضربات الإيرانية الحد المسموح به.
وقال: “لكن تقديري أن إيران وحزب الله وإسرائيل وأميركا، ليس أحد منها معني بتصعيد حرب إقليمية موسعة، لأنه إذا ما تناولنا المصالح الدقيقة لهذه الدول، فإنها تقتضي أن يكون هناك رد منضبط ومدروس، باتجاه أهداف ضمن نطاق جغرافي وأهداف محددة، بحيث لا تستدعي طبيعة الأهداف رداً إسرائيلياً بالمقابل”.
يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي عمل على تصعيد التوتر بالمنطقة عبر حملة الاغتيالات الأخيرة، التي طالت قيادات إيرانية ولبنانية وفلسطينية.
ويحظى الاحتلال بدعم تحالف دولي أمام إيران، يضم دولاً أبرزها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، التي سبق أن شاركت في صد الهجوم الانتقامي الإيراني السابق بالصواريخ والمسيرات في أبريل/نيسان 2024، وبمساعدة قواعد عسكرية في الأردن والعراق في التصدي لها.
المصدر: عربي بوست
**Scenarios to Avoid Regional War Escalation**
The region is on high alert, anticipating Iran's expected retaliation against Israel following the assassination of Hamas political leader Ismail Haniyeh in Tehran—a direct blow to Iran. The timing of Iran's response remains uncertain, keeping the region in a state of tension until the response materializes.
Iranian President Masoud Bazashkian stated that the assassination of Haniyeh was a “grave mistake by Israel that will not go unanswered.” However, why does Iran's retaliation often face delays?
On April 14th, Iran launched missile attacks on Israel in response to the Israeli strike on its consulate in Damascus on the 1st of the same month. This response came 13 days after the Israeli attack, which Iran dubbed “Operation True Promise.”
Haniyeh was assassinated on July 31, 2024, and seven days have passed since his martyrdom, with repeated Iranian assertions that the response will be “firm, deterrent, and surprising.”
Analyzing the possible scenarios for Iran's response to Israel is crucial for understanding the timing of the retaliation, considering the nature, scale, and surrounding circumstances.
Iran faces a significant challenge: the response cannot be lackluster or limited. It must rise to the level of the significant breach represented by Haniyeh's assassination, as confirmed by analysts and experts who discussed the expected scenarios with “Arabi Post.”
Here are the possible Iranian response scenarios:
1. **Reciprocal Response by Targeting Political Leaders**: This could occur inside or outside Israel, requiring substantial planning and causing delays in the Iranian strike.
2. **Launching Missiles into Israel's Depths**: This time, Iran may launch more effective strikes compared to the April 2024 attack.
3. **Retaliation through the Resistance Axis**: Especially in Lebanon via Hezbollah.
4. **Targeting Israeli Diplomatic Facilities Abroad**: For example, in Azerbaijan or other countries, as Tehran has previously accused Israel of attempting to target its embassy in Baku in 2023.
5. **Ground Invasion in Northern Israel**: Particularly in the Golan Heights, opening a front there.
The first scenario is seen as a serious and impactful response that aligns with the breach of Iran's sovereignty and the assassination of its guest, Haniyeh, on its soil. Military expert Colonel Hatim Al-Falahi mentioned that this scenario represents “the best response for Iran, as it would directly mirror what Israel did in Iran.”
Regarding the second scenario, preparing to launch missile salvos faces challenges due to the possibility of missiles being intercepted by surrounding foreign and Arab military bases, as occurred in April 2024. Overcoming this challenge is essential.
Al-Falahi noted that if Iran repeats what happened in its previous response, “there will be significant underestimation of Iran's capabilities in the face of Israeli threats.”
As for the third option, it falls under the term “unification of the fronts,” involving a broad attack on Israel, including Hezbollah in Lebanon, the Houthis in Yemen, and resistance factions in the West Bank, as well as armed factions in Iraq and Syria.
This depends on the readiness of each faction within the resistance axis, their military preparations, and the political circumstances in their respective countries, posing a challenge for Iran and slowing its response.
Commenting on this scenario, Al-Falahi said it is a strong option for Iran to respond through its proxies and allies in the region, especially since everyone is now targeted by Israel.
The fourth scenario could harm Iran's relations with the countries hosting the targeted Israeli diplomatic facilities.
The fifth scenario, though proposed, is considered unlikely by experts, as it would lead to an all-out war between Hezbollah and Israel.
Military expert and retired General Mamoun Abu Nuwar stated to “Arabi Post” that “the response requires careful planning, as it is not just about proportionality, but also about avoiding a regional war.”
He predicted that this time, the response would differ from the “True Promise” operation in terms of missile quantity and target selection, involving a strong strike that is not easy to counter.
He also mentioned that the response might come from all fronts, either simultaneously or in close succession. This has both pros and cons, as air defense systems have different capabilities when dealing with ballistic missiles compared to drones, which typically reach their targets. However, Israel is not fully protected against highly accurate missiles.
Therefore, preparing missiles for such a strike that challenges defense systems takes time, making the response impactful and proportionate, without escalating into a wider war or intensifying regional conflict.
The previous scenarios are influenced by political and military factors, categorized under two terms Iran often uses regarding Israeli and American attacks: “strategic patience” and “direct deterrence.”
The Israeli breach of Iran's security by assassinating Haniyeh in Tehran raises questions about whether Tehran will stick to its “strategic patience” policy with a calculated response or adopt its new approach of “direct deterrence.”
“Strategic patience” is an Iranian policy in dealing with U.S. and Israeli attacks on its interests and allies outside Iran, delaying retaliation until the appropriate time and place.
“Direct deterrence” involves quick and clear military responses to Israel on various levels, not necessarily directly within Israel, serving as a deterrent to Israel both security-wise and militarily.
Both policies aim to gradually erode the concept of Israeli strategic deterrence while building up Iran's strategic deterrence incrementally.
However, the assassination of Ismail Haniyeh in Tehran and the killing of Hezbollah commander Fuad Shukr in the southern suburb of Beirut represented a blow to the “strategic patience” policy, favoring the restoration of Israeli deterrence, according to Abu Nuwar.
Iran's “strategic patience” policy bets that Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu's escalation with Iran aims to create an opportunity to restore the strategic deterrence lost with the Al-Aqsa Flood operation and Iran's last response.
Netanyahu seeks to reaffirm Israel's military, security, economic, and political superiority and eliminate existential threats to Israel by restoring its strategic deterrence, something Tehran does not want, pushing it toward “direct deterrence.”
Thus, Iran's response needs to:
– Ensure that the nature of the response does not undermine its ability to maintain direct deterrence and continue delivering successive blows.
– Avoid leading to an all-out war with Israel.
– Confirm that the resistance axis in Syria, Iraq, Yemen, and Lebanon poses a threat to Israeli interests, forming a firebelt around Israel.
– Align the response with the level of Israeli breach represented by Haniyeh's assassination in Tehran.
– Choose vital targets that have significant implications for Israel domestically.
– Be specific with a clear objective, staying within certain limits.
The delay in response also has benefits, such as:
– Keeping Israel in a state of constant alert, exhausting it with the uncertainty of when and how Iran will retaliate.
– Ensuring the safety of key figures in Iran, as Haniyeh's assassination sent a message that no one is safe in Tehran.
– Minimizing any expected losses by avoiding retaliation that could provoke further Israeli attacks on vital Iranian interests.
**Allies of the Axis: Their Role and Impact**
Involving Iran's regional allies, particularly Hezbollah, in the response to Israel involves both military and political considerations for Tehran and Hezbollah.
General Mamoun Abu Nuwar stated that “if Hezbollah alone starts striking Israel, it will lead to mutual assured destruction between the two sides.”
He also noted that Hezbollah's military preparations for a war with Israel take time, ensuring the effectiveness of the attacks and achieving their objectives. This requires Tehran to first confirm Hezbollah's readiness for all scenarios with Israel, in addition to considering the political situation in Lebanon, where political forces are unwilling to be dragged into an open war with Israel.
However, Hezbollah's role in the response is bolstered by the assassination of its commander, Fuad Shukr, in Lebanon, following the assassination of several of its leaders since the Al-Aqsa Flood on October 7, 2023, necessitating a response.
Thus, Hezbollah's role in the response depends on several factors:
– The extent of Hezbollah's military readiness to retaliate.
– Reasserting its position after the recent assassinations of its leaders.
– Establishing new rules of engagement with Israel.
– The likelihood of the conflict escalating to a full-scale war between Hezbollah and Israel.
– The possibility of using Syrian territory, which hosts Hezbollah and IRGC weapons depots, in the conflict.
– The potential cooperation of the Syrian regime with Hezbollah and Iran, particularly in activating its missile defense systems to protect Hezbollah's forces and weapons.
An Iranian security official close to the top leadership in Tehran told “Arabi Post” in a previous report that “Tehran does not want a direct confrontation with Israel, and Iranian leaders have no desire to enter a large-scale regional war.”
He added that “despite this lack of desire, not responding to Israel would create a significant risk for Iran, as it would give Tel Aviv the time and space to dismantle the resistance axis. Therefore, IRGC leaders are concerned that Israel's provocations and the assassination of their leaders are just a prelude to a major campaign against Hezbollah in Lebanon.”
The Iranian security official also noted that “if Tel Aviv succeeds in achieving its goal, it would be a significant shift in regional security and political dynamics, making it difficult for Tehran and the resistance axis to remain resilient in the long term, which pushes toward direct Iranian retaliation through the resistance axis.”
Jordan, an ally of the West, faces a difficult task in light of the anticipated Iranian response, amid local calls to cut ties with Israel and stop protecting it, especially after it intercepted Iranian missiles targeting Israel in April 2024.
Jordan played a key role in intercepting the first direct Iranian attack on Israel, challenging the effectiveness of the Iranian response using ballistic missiles.
The Guardian pointed out that Jordan also fears being targeted by Iran if it assists in defending Israel again.
Amman has confirmed
translated by international scopes team