حرب الاغتيالات الانتقائية: الحزب يدفع ثمن شبكة اتصالاته؟!
اضغط هنا وقم بتحميل تطبيقنا الإلكتروني للوظائف والأخبار على مدار الساعة
يبدو من الواضح أن العدو الإسرائيلي ومنذ اندلاع الحرب على الجبهة الجنوبية في الثامن من شهر تشرين الأوَّل الماضي يتمكَّن من استهداف قيادات وعناصر من حزب الله بشكل انتقائي عبر طائراته المُسيَّرة
عدد من كبار قادة المقاومة تمَّ اغتيالهم جنوباً أو في طريق عودتهم من سوريا وكذلك مئات العناصر الحزبية، فكيف يتمّ ذلك وسط الإجراءات الأمنية المُشدَّدة التي يتخذها حزب الله؟.
في العام 2008 اندلعت اشتباكات مُسلَّحة غير متكافئة بين حزب الله وحلفائه من جهة وبين أنصار أحزاب من قوى الرابع عشر من آذار على خلفية قيام الحكومة التي كانت تقودها هذه القوى يومها بإصدار قرار بتفكيك شبكة اتصالات حزب الله.
برَّر الحزب يومها سيطرته على العاصمة بيروت واقتحامه لمناطق في جبل لبنان بأنَّ الحكومة تُريد كشف ظهره أمام العدو عبر تفكيك شبكة الاتصالات التي وفَّرت له تواصلاً بين وحداته بعيداً عن تنصت العدو الإسرائيلي، كان لحزب الله يومها ما أراد، وبقيت شبكة الاتصالات.
يقول الخبير الأمني العميد ناجي ملاعب في حديث لـ LebanonOn إنَّ اعتبار الحزب شبكة الاتصالات آمنة جداً خوَّلته إجراء كل المحادثات عبرها.
لم يضع الحزب في اعتباره إمكانية خرق الشبكة، إلَّا أنَّ العميد ملاعب أكَّد تمكّن العدو الإسرائيلي من الولوج بشكل أو بآخر لها واعتراضه لاتصالات مكَّنته من جمع داتا حول قيادات وعناصر في الحزب، الذي اكتشف هذا الخرق بشكل متأخر على حدّ قول العميد ملاعب.
الاكتشاف المتأخر للخرق يدفع الحزب ثمنه اليوم، فالعدو يستخدم في اغتيالاته الانتقائية لقيادات وعناصر الحزب ما جمعه مُسبقاً من خلال خرق هذه الشبكة.
تحليل الاتصالات الذي قام به العدو جاء مقروناً بمساعدة بريطانية في أكبر قاعدة تجسّس لها في قبرص، فهناك تستطيع أجهزة الاستخبارات تحديد ما يُعرف بالبصمة الحرارية ونظيرتها الصوتية، وكذلك استخدام كل التقنيات ومن ضمنها حسابات الأفراد أو أقرانهم من عناصر الحزب على مواقع التواصل الاجتماعي المُختلفة للتعرف على الوجوه، لتجتمع كل هذه الأمور وتوفّر معلومات هامة للعدو حول الشخصية المُستهدفة ليتمكَّن لاحقاً من اغتيالها عند أول فرصة سانحة له.
يُدرك حزب الله جيداً أنَّ الحرب الأمنية والاستخبارية مع العدو الإسرائيلي طويلة وليست بالسهلة، وهو وإِن نجح عبر رسائل الهدهد بجزأيها في شمال الأراضي المُحتلة والجولان العربي السوري المحتل من تمزيق “عيون إسرائيل”، فإنَّ المهمة ستكون أكبر وأعقد لناحية صم آذانها عن شبكة اتصالاته.
للانضمام الى قناتنا على الواتساب لنشر الأخبار والوظائف على مدار الساعة اضغط هناالمصدر: عزت ابو علي – LebanonOn