كتبت “ديانا البسط” مديرة تحرير موقع “profilenews”:
عندما يتعلق الأمر بتهديدات الاستقالة في حكومة الطوارئ الاسرائلية، فإنها تثير الكثير من الجدل والتساؤلات حول ما قد يحدث في حال تم تنفيذها فعلاً، وبالأخص في حالة بنيامين غانتس، رئيس حزب “معسكر الدولة” وعضو مجلس الحرب الإسرائيلي المكون من ثلاثة أعضاء، فإن تهديده بالاستقالة من حكومة الطوارئ يثير توتراً إضافياً في الساحة السياسية الإسرائيلية، خاصة وأن هذه الحكومة تعتبر مصممة على التصدي لتحديات كبيرة في المنطقة، يذكر أن عضوي المجلس الحربي، غانتس وغادي آيزنكوت كانا هددا قبل نحو 3 أسابيع بالانسحاب منه ومنحا نتنياهو حتى الثامن من حزيران، من أجل إقرار خطط اليوم التالي للحرب في غزة، إذ يختلف الوزيران مع رئيس الحكومة حول السيطرة الإسرائيلية على القطاع حتى بعد انتهاء الحرب
وكان غانتس قد طالب في كلمة ألقاها حينها بوضع خطة منظمة لتحقيق ستة أهداف: عودة المختطفين،هزيمة حماس،نزع السلاح من القطاع،تحديد بديل لإدارة الحكم فيه، وعودة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم بحلول الأول من سبتمبر، فضلا عن اعتماد خطة الخدمة العسكرية في إسرائيل.
من هنا، ينبغي أن ننظر إلى الآثار السياسية إذا قام غانتس وحزبه بالاستقالة، فقد تواجه الحكومة الإسرائيلية أزمة سياسية جديدة، خاصةً مع تشتت الأصوات داخل التحالف الحاكم..وهنا تكمن الأزمة.
إن استقالة غانتس قد تؤدي إلى فراغ يعيق قدرة الحكومة التعامل مع التحديات الأمنية، سواء داخل “إسرائيل” أو في المنطقة المحيطة بها، وقد يزيد هذا الفراغ من حدة التوترات والصراعات القائمة.
يجب أيضاً أن ننظر إلى الآثار الاقتصادية المحتملة لهذه الخطوة. فعندما يكون هناك عدم استقرار سياسي، يمكن أن يؤثر ذلك سلباً على الثقة بالاقتصاد والاستثمار الذي بات اصلاً شبه معدوم في ظل الحرب القائمة، والذي بدأ يضر بالنمو الاقتصادي وتدهور الوضع المالي للكيان.
بشكل عام، يظهر أن استقالة غانتس من الحكومة الإسرائيلية قد تفتح باباً للعديد من التحديات والمخاطر، سواء على الصعيدين السياسي والأمني أو الاقتصادي. ومع ذلك، فإن الوضع لا يزال متغيراً، ومن الممكن أن تتطور الأحداث بطرق غير متوقعة.
فبحسب تصريحات هيئة البث الإسرائيلية: نتنياهو قد يعلن تفكيك مجلس الحرب والذي هو جزء من هيكلية الحكومة الإسرائيلية لتمكين اتخاذ القرارات السريعة والفعالة في حالات الطوارئ والأزمات الأمنية، فإذا نفذ غانتس تهديده بالاستقالة من حكومة الطوارئ، ويُفترض أن هذا الإجراء سيكون استجابة لتصاعد الأزمة السياسية والأمنية، والتي قد تنشأ تغييرات في تكوين الحكومة أو توجهاتها، وهذه الخطوة المحتملة قد تؤثر بشكل كبير على الجبهة الشمالية “لإسرائيل”، خاصةً في ظل التوترات المستمرة مع لبنان وسوريا وحزب الله. فإذا تراجعت قدرة الحكومة الاسرائيلية على التوجه واتخاذ القرارات الاستراتيجية بسرعة وفعالية، قد يزداد تعقيد التعامل مع أي تطور عسكري محتمل على الحدود الشمالية، وقد يؤدي الفراغ المحتمل إلى زيادة الصراعات في هذه المنطقة الحساسة.
اضغط هنا وقم بتحميل تطبيقنا الإلكتروني للوظائف والأخبار على مدار الساعةالمصدر: موقع profilenews – ديانا البسط