نشر موقع “واللا” الإسرائيليّ مقالاً جديداً لشمعون شابس، وهو المدير التنفيذيّ السابق لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين، ويقول فيه إنَّ إسرائيل خسرت منطقة الجليل المُحاذية للبنان وسط حربها مع “حزب الله”، موضحاً أن هذا الأمر حصل بالفعل بينما لا يمكن اعتبار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو هو المسؤول الوحيد عمّا جرى.
وقال شابس في مقالهِ الذي ترجمهُ “لبنان24” إنَّ “هناك حقيقة بسيطة يجب أن تُقال وهي أنَّ الحزام الأمني الإسرائيلي مع لبنان يمتدّ من منطقة عكا إلى عميعاد”، مشيراً إلى أن الأمر الأكثر مرارة ورعباً هو تهجير 80 ألف مُستوطنٍ من مناطق شمال إسرائيل وتشرُّدهم منذ عدّة أشهر.
ويُضيف: “في السابق كنت مُساعداً لوزير الدفاع إسحاق رابين، وكنتُ مسؤولاً عن الجانب المدني من الحدود اللبنانية، عندما اتُخذ القرار بإعادة تنظيم الحدود الشمالية وهي الخطوة التي تشمل الإنسحاب إلى خط الشريط الحدودي داخل لبنان وإنشاء وحدات عسكرية هناك وتعزيز جيش لبنان الجنوبي”.
يكشف شابس أنّ الكثير من القادة السياسيين في العالم كانوا يحثون رابين، حينما كان وزيراً للدفاع في إسرائيل خلال ثمانينات القرن الماضي، على الإنسحاب إلى الحدود الدولية بين لبنان وإسرائيل والتخلّي عن الشريط الأمني، لكنه كان يقول: “إذا قمنا بذلك، فإننا سوف نجلب الكارثة علينا. سيأتي شيعة لبنان ويجلسون على الأسوار وسيراقبون منازل ونوافذ منازل سكان مستوطنة المطلة وغيرها”.
ويتابع: “بالفعل، فإنَّ قرار رابين بإقامة الشريط الأمني كان له ثمن باهظٌ في بعض الأحيان، لكنهُ كان يعرف ما كان يفعله. لقد فهم معنى ذلك وتمسك بقراره بحماية سكان الشمال. لقد كان رابين مُعارضاً تماماً للإنسحابات الأحادية من دون ضمانات ومن دون أمن. لقد اقترح أن يُرسل الأميركيون والبريطانيون والفرنسيون والدول الغربية الأخرى قوة عسكرية حقيقية إلى المنطقة لسنوات عديدة، وبعد ذلك تنسحب إسرائيل فوراً إلى الخط الدولي. كان يقول إن الأمم المتحدة عاجزة ولا تستطيع حماية الحدود”.
ووصف شابس قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك بالهروب من لبنان عام 2000 بـ”القرار المؤسف”، مشيراً إلى أنَّ إسرائيل تخلّت عن جيش لبنان الجنوبي وضباطه وجنوده وعائلاتهم.
وختم: “لا بُدّ من العودة وإقامة الشريط الأمني الذي سيحمي حياة عشرات الآلاف من الإسرائيليين، وهؤلاء لن يعودوا إلى مناطقهم قبل حصول ذلك، فقوة حزب الله تعززت كثيراً وهذا الأمر أدى إلى أضرارٍ لا يُمكن إصلاحها بسهولة”.
المصدر: ترجمة لبنان 24