أشاد الرئيس الأسبق للحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، بمساعي وجهود دولة قطر خصوصا وأنها جامعة لكل اللبنانيين وتنفرد بانفتاحها على جميع القوى السياسية في لبنان. وبقدر ما يبدي جنبلاط قلقه من انعكاسات تطورات المنطقة على لبنان بقدر ما ينادي بالتوافق والحوار بين اللبنانيين للخروج من أزمة الفراغ في رئاسة الجمهورية.
واكد في حديث لـ”الشرق”، أن “التسوية الداخلية هي الأساس بين الأطراف اللبنانية، محذرا من بقاء لبنان بدون رئيس جمهورية”، داعيا إلى “التوافق بين اللبنانيين تحت شعار التعددية، رغم اختلاف البعض مع حزب الله، لأن لبنان في خطر”.
واستعجل جنبلاط الأحزاب اللبنانية “لبدء حوار وملء الفراغ في مؤسسات الدولة، لأن الحرب في غزة وجنوب لبنان تبدو طويلة وقد تستمر الى الانتخابات الامريكية مشككا بنوايا الأمريكيين وربما يكونون العنصر المعطل والمعرقل لكل شيء”.
وفي مقاربته للحرب في الجنوب رأى ان حزب الله جزء من منظومة إقليمية ترعاها إيران لكنه يدافع عن لبنان، مؤكدا ان الذين يملكون القوة والسلاح ليسوا جسما غريبا، إنهم يمثلون شريحة من اللبنانيين والدعم الإيراني لا ينزع الانتماء اللبناني عن حزب الله.
في المشهد الإقليمي، رسم جنبلاط صورة قاتمة حيث يتوقع أن تطول أزمة المنطقة لأن إسرائيل لن تعترف بالهوية الفلسطينية، متوقعا أن نشهد أكبر عملية تهجير للشعب الفلسطيني منذ عام 48.
واعتبر جنبلاط، ان “الدوحة تغيرت كثيرا وأصبحت أكثر نهضة وعمرانا وازدهارا وجمالا ونشاطا. آخر مرة زرت الدوحة كان عام 2008 عندما جمعتنا الدوحة في مؤتمر الحوار الوطني اللبناني”.
وتذكر جنبلاط، “أذكر عندما جمعتنا الحكومة القطرية في فندق الشيراتون آنذاك أيام الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أخبرونا في بداية المحادثات ان الدبلوماسية تعتمد أسلوبا مختلفا في التعامل مع الملف اللبناني حيث قام الأمير الوالد والشيخ حمد بن جاسم بإجراء اتصالات مباشرة وغير مباشرة. وأذكر أن الأمير الوالد استدعاني وسألني كيف ترى الحل من وجهة نظرك قلت له لكم جيران هم الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولنا جيران وهي سوريا ولكم علاقات مشتركة مع الجارين لعلكم تجدون حلا مشتركا معهم وتنقلون الحل الى لبنان وهذا ما حدث. وقد نجح اتفاق الدوحة ودام أكثر من عشر سنوات”.
واوضح، ان “الدوحة جامعة للبنانيين والتاريخ اثبت ذلك، ففي العام 2008 وبعد توتر شديد سياسي وعسكري نجحت الدوحة بجمع اللبنانيين بمؤتمر حوار وطني أثمر اتفاقا واستقرارا لعدة سنوات”.
واشار جنبلاط، الى ان “استعرضت مع سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تطورات الاوضاع على الساحة الفلسطينية والحرب على غزة والأوضاع المتفاقمة في الضفة الغربية وتصاعد الاعتداءات الاسرائيلية على جنوب لبنان، كما تطرقنا إلى مجريات الامور على الساحة اللبنانية وأزمة الفراغ الرئاسي وسبل الخروج من الأزمة التي يمر بها لبنان”.
واستطرد، “ولابد من الاعراب عن التقدير الكبير والثناء على الجهود والدور التي تقوم به قطر من خلال المبادرات المستمرّة لوقف إطلاق النار في غزة والوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية، كما اشيد بمساعي دولة قطر في اطار اللجنة الخماسية لمساعدة لبنان على تجاوز أزمته الرئاسية”.
وتابع جنبلاط، “وكنت التقيت معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وهو شخص ملم جدا بتفاصيل الملف اللبناني وتشعباته والتغيرات التي طرأت على العالم العربي منذ العام 2008. وباستثناء قطر ودول الخليج فقد تغير كل شيء للأسوأ على المستوى العربي. وقد تباحثنا بتطورات الأوضاع في لبنان وغزة والجهود المبذولة في هذا المجال”.
واضاف، “العلاقة بين قطر ولبنان جيدة وممتازة والدوحة تبذل ما بوسعها لمساعدة لبنان وانقاذه. ولكن على البعض في لبنان ان يخرج نفسه من القوقعة التي أسر نفسه بها وكأن التاريخ وقف عنده. علما أن الأمور تتطور بسرعة والمخاطر التي تحيط بلبنان كبيرة جدا لذلك انادي دائما بالتسوية الداخلية لمواجهة الاخطار المحدقة بلبنان”.
واعتبر، انه “لا يمكن أن يبقى لبنان في هذه الحالة التي أصبحت فيها كل المناصب الأساسية بالوكالة لا يمكن أن يبقى لبنان بدون رئيس جمهورية”، معتبراً انه “قبل ذلك بقينا أكثر من عامين بدون رئيس جمهورية، لكن لم يكن آنذاك حرب في غزة وحرب في الجنوب، المخاطر المحدقة الأكبر على غزة وعلى الجنوب وربما على بعض المناطق العربية”.
وقال: “نحن الآن في حرب، كل شيء ممكن وفق النوايا العدوانية الإسرائيلية. كل شيء ممكن”.
واعتبر جنبلاط،ان “الحد الأدنى للجاهزية تتطلب وجود توافق داخلي لبناني على الصمود. حتى لو كانت الآراء مختلفة في لبنان تحت شعار تعددية الآراء حتى لوكان هناك فريق من اللبنانيين يعادي حزب الله لكن في النهاية الوطن في خطر”.
واوضح، انه “لم تعد القضية في صالح لبنان او في غير صالحه. حزب الله موجود في لبنان وهو جزء من منظومة إقليمية ترعاها الجمهورية الإسلامية وهو يعتبر نفسه عن حق او غير حق جبهة الممانعة. هناك في لبنان من يرفض تسمية جبهة الممانعة ويقول لا نريد ان ندخل في هذه الحرب وانا أقول حزب الله موجود ويدافع عن لبنان حتى لو كان البعض يرفض هذه التسمية لكنه يدافع عنا”.
وعن صعوبة حل ازمة لبنان بمعزل عن قضية فلسطين، اعتبر جنبلاط، انه “كيف يمكن الفصل بين الازمتين والقضيتين! كيف نفصل لبنان عن المحيط ! المحيط المهيمن محيط الامر الواقع والذي جعلنا جزءا من المنظومة الإيرانية. فما هي الوسيلة للخروج وما هو السبيل لفصل الأزمة اللبنانية عن فلسطين. ليس لدي جواب”.
وقال جنبلاط: “الحياد الإيجابي ! يطرحون شعارات كبيرة في لبنان وينسون قراءة التاريخ. الحياد الإيجابي نظرية خرج بها اجتماع فندوم الذي جمع الكبار ناصر وسوكارنو ونهرو عام 1955 وهي ان يكونوا نقطة وسطية بين الشرق والغرب وقد دامت هذه النظرية بعض الوقت بسبب وجود توازن عالمي يقوم على الاتحاد السوفياتي وحلف الناتو. وهناك نظرية أخرى خرجت من لبنان وهي سويسرا حيث كان يطلق على لبنان سويسرا الشرق. لكن سويسرا في حقيقة الامر حتى وصلت الى الحياد كان هناك مؤتمر فيينا 1825 حيث توافق كل الذين كانوا الى جانب سويسرا بان يحيدوا سويسرا عن الصراع وهكذا كان. فلندخل على سبيل المثال بمؤتمر عربي خاص بلبنان فمن يقنع الجيران من سوريا إلى ايران الى العدو الإسرائيلي بتحييد لبنان عن الصراع. وهذا طبعا مستحيل”.
وتابع، “الجواب ببساطة عام 2008 بمساعدة قطر توصلنا الى حل. وبالتالي آجلا أم عاجلا ومهما كانت الظروف لابد من مساعدة خارجية”.
واردف جنبلاط، “لنبسط الأمور. احد أسباب الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 عندما وصلت إسرائيل الى بيروت كان الفلسطيني موجودا على الأرض اللبنانية وكان فريق من اللبنانيين يعتبر انهم يحاربون الغرباء ونحن كنا كأحزاب وطنية ويسارية مع الغرباء أي مع المقاومة الفلسطينية. وانتهى الاجتياح باتفاق الموفد الأمريكي فيليب حبيب بإخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان حيث خرج ياسر عرفات ومعه قادة منظمة التحرير بالسفينة من لبنان.. وبالتالي خرج الغرباء من لبنان كما يسميهم بعض اللبنانيين. اما اليوم فان الذين يمتلكون القوة والسلاح ليسوا غرباء. انهم لبنانيون بالرغم من ان دعمهم إيراني. حزب الله ليس جسما غريبا في لبنان. هذا هو النقاش الأساسي الذي يجب ان نتطرق اليه. حزب الله ليس بغريب. حزب الله يمثل شريحة من لبنان”.
واشار، الى انه “بصراحة، أزمة المنطقة طويلة جدا امام جسم معادٍ امام الصهيونية التي لم تعترف بتاريخها وادبياتها بالهوية الفلسطينية ولن تعترف. واذا كان احد لايزال ينادي بحل الدولتين. عمليا الدولة التي يراد اقامتها على 20 % من ارض فلسطين لم يبق منها شيء. المستوطنات تتواصل مع بعضها البعض هناك 800 الف مستوطن إسرائيلي في الضفة والقدس وربما سنرى محاولات لتهجير فلسطيني الضفة الى شرق الأردن والعالم العربي”.
واعتبر، انه “حل الدولتين انتهى. كان هذا الحل حلما لياسر عرفات لكنه عندما وقع على اتفاق أوسلو لم ينتبه ولم يناقش بشأن التسوية النهائية وبالتحديد حول المستوطنات وحول القدس”.
وقال جنبلاط: “سلام على أي أساس. على أساس إمكانية ما يسمى الدولة الثانية دولة فلسطين. لكني أرى انه ليس هناك إمكانية لقيام دولة فلسطينية بالمنظور الصهيوني وهذا هو الغرب كل الغرب لا يكترث لفلسطين ولا يريد فلسطين، الغرب يكتفي بخطوات خجولة جدا وتقديم مساعدات إنسانية من اجل الشعب الفلسطيني بغزة”.
وتابع حديثه بالقول: “غالب الأوقات هذا الأمر يعود بنا الى الانتخابات الرئاسية الثانية التي جرت بعد الرئيس بشارة الخوري كان هناك أجواء دولية للإتيان بكميل شمعون وكان والدي كمال جنبلاط آنذاك حليفا مع كميل شمعون واجتمعوا معه مجموعة نواب واسقطوا بشارة الخوري وهو بالمناسبة اول رئيس واخر رئيس جمهورية يوافق على الاستقالة في لبنان وجيء بكميل شمعون رئيسا للجمهورية. لكن هناك أيضا صراع خارجي في لبنان بين فرنسا وبريطانيا. بعد ثورة 58 كان قادة كبار أمثال كمال جنبلاط وصائب سلام ورشيد كرامي سليمان فرنجية كانوا في مواجهة حلف بغداد ثم كان هناك اتفاق دولي وتسوية بين عبد الناصر وامريكا وجيء بفؤاد شهاب رئيسا للجمهورية وعاش لبنان حتى هزيمة العرب عام 67 عصر استقرار. وهكذا كان لبنان دائما في محطاته دائما بحاجة الى سند عربي مصحوبا بسند دولي. اليوم السند العربي موجود الى حد ما عبر اللجنة الخماسية حيث تتمثل قطر والسعودية ومصر يبقى عضوان اجنبيان هما فرنسا وامريكا”.
وعن علامة استفهام على العاملين الأمريكي والفرنسي، رأى جنبلاط، ان “هناك علامة استفهام على العامل الأمريكي ولكن على الصعيد الفرنسي كنت قبل أيام في باريس والتقيت بالرئيس ماكرون الذي ابلغني انه يحاول ان يفصل الازمة اللبنانية والحرب في الجنوب والدمار في الجنوب والاف المهجرين من الجنوب يحاول ان يفصل بين هؤلاء وبين غزة. ويبقى السؤال موجها للأمريكيين. واشك بنوايا الأمريكيين وربما يكونون العنصر المعطل والمعرقل لكل شيء. كيف وهم يدعمون العدوان الإسرائيلي على غزة بكل شيء وأيضا على لبنان وعلى العالم العربي بأسره وذلك برفضهم مبدأ الدولة الفلسطينية”.
وفي ما يتعلق بوجود الدول الفاعلة في اللجنة الخماسية، اعتبر جنبلاط انها “غير كافية توجد دولة تحكم، تحاول ان تحكم العالم بالحروب من روسيا وصولا الى فلسطين. أنا لا أقترح أنا أبدي وجهة نظر. وأبدي رأيي”.
واستكمل، “ما وصلت إليه اللجنة الخماسية غير كاف لإحداث التوافق بين الفرقاء في لبنان وانا لا اقترح أنا فقط أعطي رأيي، إذ تحدثنا من باب الواقعية إضافة إيران إلى اللجنة يمكن أن يساعد الى الوصول لاتفاق وانتخاب رئيس جمهورية، لكن الحرب الضروس القائمة بالوساطة بين إيران وأمريكا وإسرائيل من ورائها تحول دون أن تقبل واشنطن بدخول طهران في اللجنة الخماسية التي قد تصبح سداسية”.
في سؤال له عما اذا “بوصفك من أهم الزعماء في لبنان الذين يستشرفون المستقبل، هل تلتقط أي إشارة إلى قرب موعد انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية؟، اجاب جنبلاط: “لا أستشرف هذا الموعد وأظن أن الحرب طويلة ومستمرة على الأقل ستدوم إلى مشارف انتخابات أمريكا وقد تتجاوز هذا الموعد. وإذا اتفقنا نحن الفرقاء اللبنانيين على أن الحرب طويلة، ولابد من حل مرحلي بانتخاب رئيس الجمهورية فهذا سيكون جيدا”، موضحاً انه “شخصيا أحاور الجميع وتيمور الذي يرأس الحزب يتكلم مع الجميع أيضا. والسؤال هو لماذا الغير لا يريد الحوار”.
ورأى جنبلاط ان “الحل بالحوار. وما من أحد يستطيع أن يملي رأيه على الآخر، التسوية الداخلية هي الأساس.. هذه قناعة لدى ربما عندي انا والرئيس نبيه بري.. بينما للأسف لا تتوفر هذه القناعة بأهمية الحوار الداخلي عند بقية الأطراف اللبنانية. بالنسبة لنا في أوج الحروب عامي 83 و84 كنا نتحاور مع الشيخ أمين الجميل ولكن البقية غير مقتنعين بالحوار”.
واضاف، “هناك شخصيات كثيرة توافقية وتستطيع أن تتحمل مسؤوليات رئاسة البلاد، لكن الخلافات الداخلية وغياب الحوار هو ما يصعب اختيار رئيس الجمهورية حيث يتم رفض الأسماء المقترحة من قبل الفرقاء في كل مرة لنعود إلى نقطة البداية، فاذا رشحت القوات اللبنانية شخصا يرفضه الوزير باسيل واذا رشح باسيل شخصا ترفضه القوات واذا رشح حزب الله شخصا ترفضه المعارضة. ولذلك فان جوهر مشكلة انتخابات رئاسة الجمهورية غياب القناعات بالحوار وبالتالي غياب الحوار”.
وتابع، “في المدى المنظور تعمل إسرائيل على التدمير المنهجي لكل المؤسسات والأبنية والمرافق والمستشفيات حتى تحويل غزة صحراء.. وسأقول وجهة نظر متشائمة لكنها واقعية من يظن أنه سيأتي لاحقا من يقوم بإعادة اعمار غزة مجددا فهو واهم ولا يستند على وقائع قد يبقى بعض من سكان غزة فهم الأكثر تمسكا في ارضهم رغم التضحيات لكن أغلبية أهل غزة يحشرون في زاوية ويفرضون عليهم الانتقال من منطقة الى منطقة وفي كل يوم نسمع انتقال 500 الف من أهل غزة من مكان إلى اخر من رفح الجنوبية إلى رفح الشمالية أو الى خارج غزة وكأنهم يحضرونهم نفسيا إلى التهجير الذي قد يكون التهجير الأكبر في تاريخ فلسطين بعد التهجير الأول في عام 1948”.
وحين قيل له “هناك من يلقي اللوم على المقاومة في هذه الحرب وفي هذا الدمار”، علّق جنبلاط: “أنا ضد هذا المنطق، كيف نلقي اللوم على من يريد الحرية والعيش الكريم والذي يعيش اليوم في غزة منذ أكثر من 55 عاما في قفص ويعيش تحت الاحتلال منذ76 عاما أي شعب تريده أن يبقى تحت الاحتلال هذه الفترة من الزمن مع التنكيل اليومي والقتل اليومي والحبس اليومي ومصادرة الأراضي اليومي، أي شعب يتحمل هذه المعاناة وفي نفس الوقت هناك تخلٍ دولي عن قضية فلسطين. موقفنا من عدالة القضية الفلسطينية ثابت ولا يتغير ننصر الشعب المظلوم الذي يريد حريته وأرضه”.
وعما اذا كان يخشى أيضا أن تنتقل الحرب بعد غزة إلى الضفة، اعتبر انه “طبعا وهذا قلته أيضا لأن الفكر الصهيوني لم يقم في أي لحظة من اللحظات التاريخية بالاعتراف بالهوية الفلسطينية، هوية الذين يملكون الأرض منذ آلاف السنين. نرى يوميا اجتياحا لغزة وقابلت مؤخرا هوكشتاين الذي يدير المحادثات في قضية جنوب لبنان وإسرائيل والمكلف بالمحادثات مع الرئيس بري وقال لي لن يكون هناك وقف إطلاق النار في غزة و لبنان وهناك اشارات بأن الحرب مستمرة وقد تطول وقد يأتي دورنا”.
وعما اذا سيكون لبنان الهدف القادم بعد غزة، اكد جنبلاط انه “كيف نستطيع أن نعلم مع الإدارة الأمريكية المتواطئة مع إسرائيل. ولا أعتقد انها تحسب حساب لبنان من بعيد هناك ربما البعض من اللوبي اللبناني له علاقات مع بعض من المستشارين الثانويين لبايدن، لكن معركة بايدن الحقيقية هي معركة هي كسب الأصوات وأي سياسي في أمريكا هو تحت سيطرة وقبضة الآلة الصهيونية المعروفة باسم ايباك. لكن رأينا أستاذ وليد تحركات في الساحة الأمريكية رافضة للحرب في غزة خاصة في الجامعات وفي منظمات المجتمع ألا يمكن أن تغير موقف الإدارة الأمريكية؟”.
واضاف، “الم تؤثر بعد هذه المظاهرات على أصحاب القرار في البيت الأبيض، في عام 1970 عندما انتهت الحرب الفيتنامية كان ذلك نتيجة للمظاهرات لكن نتيجة الخسائر الامريكية حيث وصل عدد الضحايا الأمريكيين إلى 60 ألف قتيل وهذا ما أثر على القرار الأمريكي”.
وتابع، “أين العالم العربي من هذا المسار؟ في مفهوم السياسة الواقعية ضمن الظروف الدولية الحالية مبادرة جنوب إفريقيا مفيدة لكن بالنهاية قرار المحكمة يساوي بين المحتل والجاني ومغتصب الأرض ومالكها. ولكن ضمن الظروف السياسية قرار المحكمة مقبول”.
واشار جنبلاط، الى انه “طرح اللقاء الديمقراطي برئاسة تيمور جنبلاط المبادرة التي تقضي بتصنيف اللاجئين بين اللاجئ الإنساني، اللاجئ السياسي، اللاجئ الاقتصادي، وبين المواطن السوري العادي الذي يسكن في ربوع لبنان. هناك اعداد كبيرة من اللاجئين قد تصل إلى مليون او أكثر وليس لدينا إحصاءات حيث توقف الإحصاء عام 2015 ونحن بحاجة الى معرفة الأرقام والمعطيات الصحيحة لإيجاد حلول لهذا الملف الراهن وإيجاد حلول والتنسيق مع مفوضية اللاجئين لتحسين ظروف إقامتهم والوصول لحلول إنسانية”.
وقال: “نعود إلى الخلافات الداخلية وعدم الاتفاق بين الفرقاء في لبنان على هذا الملف هناك من رفض منذ البداية إقامة مخيمات للنازحين وكنا أول من طرح قيام مخيمات في بداية الأزمة والحرب الأهلية السورية. هناك عمال سوريون يساهمون في اقتصاد لبنان وهناك لاجئون هربوا بعد دمار منازلهم وانا ضد ترحيل اللاجئين السوريين تعسفيا بل مع تحسين ظروفهم. ويستحيل ان يتم طرد النازحين تعسفيا وبشكل عشوائي”.
واضاف، “كان لدي محادثات مثمرة مع معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، تطرقنا الى دور قطر في الوساطة. وقطر دولة فاعلة في اللجنة الخماسية ولديها موقف داعم باستمرار للبنان وسنرى ما يمكنها القيام به لجهة توسيع دورها”.
واعتبر، ان “مبادرة قطر بدعم الجيش اللبناني ممتازة ونثمن هذا الدعم وقد طلبت خلال محادثاتي مع معالي رئيس الوزراء بتوسيع المساعدة القطرية إلى مؤسسات الأمن الداخلي التي تلعب دور جد إيجابيا في لبنان وان كان هناك بعض المشاكل ويهمنا دعم المؤسسات الأمنية من قوى امن وجهاز معلومات وأمن عام والمحافظة على استمراريتها واستقرارها”.
واعتبر جنبلاط، ان “قطر تقف على مسافة واحدة وتستطيع ان تتعامل وتتحاور مع جميع القوى بدون استثناء. وهذه ميزة تنفرد بها”.
واوضح، “وفقا لحسابات بعض الأفرقاء بلبنان مـنهم من يريدون انتظار نهاية الحرب في غزة كي يعودوا إلى بحث القضايا الداخلية لكن الحرب مستمرة وطويلة لذلك من الأفضل لهؤلاء دون ذكر الأسماء، أن نجتمع ونتحاور وأن نحل هذه المعضلة المهمة جدا التي تتمثل في انتخاب رئيس جمهورية من ثم تعود الدولة لتمسك بزمام أمرها، ونواجه مستقبلا بشكل موحد لما فيه فائدة البلاد”.
واعتبر، ان “هذا الوضع مستمر في لبنان للأسف لأن بلدنا يعاني من تجاذبات عربية وإقليمية ودولية كبيرة ومتداخلة بصفة معقدة. ولا يمكن أن تفصل لبنان عن هذا التأثير الإقليمي بسهولة نظرا لعدة أسباب، بالإضافة الى عدم رغبة الفرقاء اللبنانيين على الحوار لحل المشاكل القائمة”.
وحين قيل له”شهدت مواقفكم السياسية تغيرات كثيرة خلال العقود الماضية لكن بقي التزامكم بدعم القضية الفلسطينية الثابت الوحيد لماذا؟”، ختم جنبلاط: “ولماذا نغير هذا الثابت! قضية فلسطين قضية حق وعدالة وستبقى هذه القضية الثابت الدائم في سياستنا”.
للانضمام الى قناتنا على الواتساب لنشر الأخبار والوظائف على مدار الساعة اضغط هنا