تجدّد الكباش السياسي حول الملف الرئاسي… وأميركا تتمسّك بقائد الجيش!
بالرغم من عدم حصول أي تطورات سياسية جذرية بسبب الظروف الراهنة واشتعال جبهة الجنوب وهواجس اتساع رقعة المعركة وما سيستتبعها من تبدّل في التوازنات السياسية في الداخل اللبناني والمنطقة والذي بات أمراً لا بدّ منه، الا أن ذلك لم يمنع من عودة الحيوية الى بعض الملفات الداخلية اللبنانية.
بحسب مصادر سياسية مطّلعة، فإن الاشتباك السياسي اليوم يدور حول كيفية التعاطي مع استحقاق رئاسة الجمهورية خصوصاً وأن القوى المسيحية الأساسية كانت تعتقد أنها قادرة على إيصال قائد جديد للجيش من دون أي عقبات مع باقي القوى المسلمة، لكنها اصطدمت بالتطورات التي حكمت المشهد في السنوات الماضية.
ووفق المصادر فإنّ الفراغ في سدّة الرئاسة والخلاف المسيحي – المسيحي وتحديداً بين رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل والأحزاب المسيحية الاخرى كـ”القوات اللبنانية” أدّت إلى غياب أي إمكانية المسيحيين على فرض اسم قائد الجيش الذين توافقوا عليه في ما بينهم، الأمر الذي كان من المفروض أن يحرج ويلزم الخصوم السياسيين بالموافقة عليه.
وترى المصادر أن هذا الغياب المسيحي وضع الاستحقاق الرئاسي في دائرة الخطر مثلما حدث مع مناصب مسيحية أخرى كقيادة الجيش، أي أن الفراغ في هذا المنصب يعني أن الجيش بات بحاجة إلى القيام بخطوة ما، إما عبر تعيين قائد جديد أو تسليم القيادة لضابط من غير الطائفة المارونية في المرحلة المقبلة، وإن بالوكالة بعيداً عما إذا تمّ تعيين مجلس عسكري أم لا.
هذه التطورات يُضاف اليها رغبة اميركية واضحة بالتمديد لقائد الجيش جوزاف عون، لكن في الوقت نفسه يبدو أن ثمة ليونة ظهرت باتجاه تعيين قائد جيش جديد في حال كان الاسم يرضي الاميركيين الأمر الذي لا يريده “حزب الله” أو “الوطني الحر” ومجمل الحلفاء، لذلك فإن الكباش الحاصل اليوم هو كباش داخلي بحت في إطار الصراع على النفوذ في قيادة الجيش في لحظة سياسية حساسة في المنطقة وفي لحظة فراغ داخلية يسعى الجميع للاستفادة منها. وتبقى التساؤلات اليوم حول السيناريوهات المحتملة في حال وقوع الفراغ في قيادة الجيش في ظلّ الحرب، ويبقى الجواب رهناً بالاتصالات القائمة وبالنتائج التي ستسفر عنها في هذا الملف.
للانضمام الى مجموعتنا عبر الواتساب اضغط هتا