ما مصير الاتصالات في الجنوب؟
بعد نحو شهر على اندلاع العمليات العسكرية، تزامناً مع الإعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، تتركَّز رقعتها في جنوب لبنان في نطاق المساحة الجغرافية التي كانت تُسمّى قبل العام 2000، بالشريط الحدودي. لكن اشتداد وتيرة القصف وصولاً إلى استهداف بعض المدنيين، يزيد الضغط على وزارات الدولة وإداراتها لناحية القدرة على تنفيذ خطط الطوارىء التي وضعتها لضمان تأمين الخدمات في المناطق الحدودية، ويصعِّب المهمّة ذاتها على المؤسسات والشركات الخاصة، سيّما التي تشغِّل وتدير المرافق العامة وتؤمِّن خدماتها للمواطنين، كشركتيّ الخليوي تاتش وألفا.
تواجه الشركتان الاحتمالات المفتوحة لتوقُّف محطّاتهما عن العمل، سواء بسبب نفاد مادة المازوت المستعملة لتشغيل مولّدات الكهرباء، أو بسبب أعطال تقنية يصعب إصلاحها بسرعة، نتيجة عدم قدرة فرق الصيانة على الوصول إلى المحطّات، خوفاً من استهدافهم من قِبَل العدو الإسرائيلي. فكيف تتحايل الشركتان على الواقع لتأمين استمرار الخدمات؟.
لا تعاني المناطق الحدودية راهناً، من الانقطاع الكامل للاتصالات والإنترنت، ما يُبقي وضع الشبكة “مستقراً في الجنوب كما في كل المناطق”. ومع ذلك، فالخروقات تحصل، وهو ما سجّلته شركة ألفا، إذ أكّدت أنه “بين الفترة والأخرى، يتوقّف عمل بعض محطّات ألفا في المنطقة الحدودية الجنوبية، بفعل عدم القدرة على تزويدها بمادة المازوت نتيجة الأوضاع الحاصلة، ممّا يؤدّي إلى انقطاع الخدمة موقّتاً عن البلدات التي تتغذّى من هذه المحطّات”. وبالتوازي، واجهت في وقتٍ سابق، محطّتان تابعتان لشركة تاتش في منطقتيّ علما الشعب وكفرشوبا “مشكلة في التغذية الكهربائية بسبب خطورة الوصول إليهما”، وفق ما يؤكّده لـ”المدن”، مكتب الإعلام والعلاقات العامة في الشركة.
استقرار الشبكة ملموس في تلك المناطق، فالاتصالات مستمرة وخدمات الإنترنت ليست سيِّئة. فشركة تاتش، وتداركاً لاشتداد الأسوأ، أجرت “صيانة شاملة من باب الاحتراز لكل محطاتنا لاسيما تلك الواقعة في المناطق الحدودية منذ 7 تشرين الأول”. أما شركة ألفا، فتعمل “بالتعاون الوثيق مع الأجهزة المعنيّة، من أجل تأمين استمراريّة الخدمة”.
وتسعى الشركتان لحماية محطّاتهما ولتأمين استمرار خدماتهما. لكن التوجّه جنوباً غير آمن، ولا غنى عنه في الوقت نفسه، خصوصاً لتعبئة خزّانات المازوت. وإذا كانت المصادر في شركة ألفا، قد آثرَت عدم الإفصاح عن تفاصيل خطّتها التي تؤمِّن من خلالها رفد المحطات بما يلزم، مكتفية خلال حديث لـ”المدن” بما ورد سابقاً في بيان الشركة حول “التعاون الوثيق مع الأجهزة المعنية”، تقدِّم شركة تاتش معلوماتها بكل وضوح وشفافية. وتشير إلى أن الجيش اللبناني يقوم بتغطية فِرَق الشركة التي تذهب جنوباً. ويوضح المكتب أن الشركة لجأت للجيش “لملء المحطات في الجنوب بالمازوت، وذلك كإجراء احترازي”. علماً أن الاجراء الاحترازي شمل “إجراء الصيانة لكل المحطات، منذ 7 تشرين الأول، لاسيما تلك الواقعة في المناطق الحدودية”. كما أمَّنَ الجيش تغطية وصول المازوت إلى محطّتيّ علما الشعب وكفرشوبا “بسبب خطورة الوصول إليهما”.
تطمئن شركتا تاتش وألفا إلى أن خدماتهما تحت السيطرة. والتعاون مستمر بينهما وبين هيئة أوجيرو ووزارة الاتصالات. وتجدر الإشارة إلى أن أوجيرو لم تواجه حتى الآن توقّفاً في محاطاتها الجنوبية، فتؤكّد مصادر في الهيئة إلى أنه “جرى تعبئة المحطات بالمازوت بكميات كافية. لكن إذا طال أمد الحرب، فسنشهد بدء الانقطاع تباعاً”.
وفي حين تتكتّم ألفا عن اجراءاتها، تجد تاتش أنه من المفيد طمأنة الناس إلى أنها لا تكتفي بتعزيز وضع محطّاتها في المناطق الحدودية، بل “تقوم بتعزيز أداء شبكتها في المناطق الأكثر أماناً، والتي نزح إليها أهالي مناطق الجنوب الحدودية، مثل مدينة صور، وذلك لضمان أفضل جودة خدمة وجودة تجربة لهم نسبةً إلى التغيّر الذي تشهده حركة الاتصالات بسبب الوضع الحالي في الجنوب”.
للانضمام الى مجموعتنا عبر الواتساب اضغط هتا