إلى الخيار الثالث دُر.. إليكم موعد اللحظة المصيرية؟
يشارف الفراغ في سدّة الرئاسة الأولى ان يطبق عامه الأوّل من دون أي بوادر أو مؤشرات إيجابية تلوح في الأفق، وقد جاءت دعوة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى الذهاب الى خيار المرشح الثالث لتؤكّد أن الأفق الرئاسي مسدود طالما ما من فريق يمتلك أكثرية برلمانية تخوّله إيصال مرشّحه.
الجديد في الموقف الفرنسي ليس الدعوة الى الخيار الثالث إنما فرنسا التي كانت تغرّد خارج سرب مجموعة الخماسية عادت الى قاعدتها الدولية ولودريان ينطق هذه المرة باسم مجموعة الدول الخمس وهو عبّر عن استيائها وانزعاجها البالغ من مجريات الملف وقال ان المجموعة تتساءل عن جدوى استمرار تمويل لبنان.
عليه، يبدو ان لبنان مقبلٌ على مرحلة ضغوط دولية قاسية مع التلويح بعقوبات مادية على معرقلي إنجاز الاستحقاق الرئاسي.
يأتي ذلك في وقت كان الاجتماع الأخير للخماسية في نيويورك أوحى بوجود خلافات او تباين في الرأي بين الدول الخمس إزاء الملف اللبناني وخارطة الحلّ، فانتهى الاجتماع من دون التوصل الى أي اتفاق ولم يصدر أي بيان ختامي عنه.
وبانتظار نضوج التسوية الدولية، طويت في الداخل المبادرة الحوارية التي كان دعا اليها الرئيس نبيه بري تحت قبّة البرلمان وأقرنها بجلسات مفتوحة ومتتالية الى حين انتخاب رئيس للجمهورية، راميا الكرة في ملعب رافضي الحوار داعيا إياهم الى تقديم حلّ بديل وإلا اعتُبروا من المعطّلين للاستحقاق. فجاء الردّ سريعا من قبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي أعاد الكرة الى ملعب بري لجهة الدعوة الى جلسة بدورات متتالية واعتبار ان الحوار فشل في التوصل الى اتفاق.
تجاوب رئيس المجلس أم لم يتجاوب، فإن المسار الأقرب الى التنفيذ والذي يعمل على خطّه الموفد القطري يقوم على الخيار الثالث ويتمّ التداول بعدد من الأسماء يمكن القول انها تندرج بأغلبيتها في إطار التكهّنات على اعتبار انه عندما تحين اللحظة المصيرية لانتخاب الرئيس قد تحمل معها اسما جديداً من خارج المداولات، علما ان هذه اللحظة المنتظرة يُتوقع ألا تحين قبل نهاية العام 2023.