هذا ما ينتظر لودريان ومهمته “المستحيلة”
في محاولة جديدة لاستكمال مهمته المستحيلة، يعود الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان خلال 48 ساعة إلى بيروت، حاملاً معه خلاصاته من الرسائل التي وصلته من النواب اللبنانيين الذي وجه إليهم استمارةً بسؤالين محددين حول مواصفات رئيس الجمهورية العتيد والبرنامج الذي من المفترض أن يحمله.
وعلى الرغم من أن ما يحمله الموفد الفرنسي في جعبته ليس واضحاً لجهة طرحه القديم حول “طاولة العمل” واصطدامها بطاولة الحوار في المجلس النيابي، إلاّ أن لودريان يدرك سلفاً كما تدرك إدارته، أن ما من مؤشرات إيجابية تنتظره على الساحة السياسية، حيث تزدحم الدعوات إلى الحوار وتمتزج الحوارات الثنائية مع التقاطعات السياسية، وبالتالي، تراجعت موجة التفاؤل التي سبق وأن أعقبت توجه عدد من الكتل النيابية إلى المشاركة في الحوار الذي كان دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وبحسب مصادر سياسية واسعة الإطلاع، فإن مناخاً تصعيدياً سيكون في استقبال الموفد الفرنسي، في ضوء التراشق السياسي على أكثر من محور، حيث أنه وفي الوقت الذي كانت فيه قنوات التواصل المفتوحة بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”، تجدَّد التوتر بين رئيس التيار النائب جبران باسيل و”كتلة “التنمية والتحرير”.
فالسجال السياسي الحاد الذي اندلع بين الطرفين، قد كشف النقاب عن مراوحة في النقاش حول الإستحقاق الرئاسي، فيما يتواصل البحث في الورقة السياسية التي تبحثها اللجنة المشتركة بين الحزب والتيار، والإجتماعات مستمرة وستشهد تسارعاً في الوتيرة خلال الأسبوع المقبل.
وفي هذا المجال، تكشف المصادر المطلعة ل”ليبانون ديبايت”، عن أن رفع سقف الخطاب من قبل رئيس التيار ضد رئيس المجلس والهجوم على الحوار الذي دعا إليه، يدل بوضوح على وجود عقبات أمام الحوار “الرئاسي” الذي كان انطلق أخيراً بين التيار والحزب، وذلك لجهة وصول هذا الحوار إلى منعطفٍ دقيق، في ضوء الفصل بين النقاش حول اللامركزية الموسعة والصندوق الإئتماني، والذي قد يستغرق أشهراً، وما بين النقاش والتفاهم، وبالتالي، حسم الملف الرئاسي وتحديد خيار “التيار الوطني” الرئاسي.
وتقول هذه المصادر إن الرئيس بري، كان في أجواء هذا النقاش بفعل التواصل مع الحزب، علماً أن أكثر من علامة استفهام قد طُرحت في أوساط الثنائي الشيعي، بعد مشاركة نواب من تكتل “لبنان القوي” في اجتماع قوى المعارضة الأخير وبالتالي تكرار دعم مرشّح المعارضة واستمرار التقاطع حتى إشعارٍ آخر.