هل تنهي قطر دور “الأم الحنون” في لبنان!
لم تكن دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الحوارية خارجة عن اطار التنسيق الدائم بين رئيس المجلس من جهة والفرنسيين من جهة اخرى خصوصا ان بري حوّل، وخلال خطابه الأخير، المبادرة الفرنسية القائمة بشكل اساسي على الحوار من فكرة عامة الى مبادرة عملية محددة لها قواعدها.
لكن بعيدا عن عملية التنسيق وتبادل الادوار بين بري ممثلا “الثنائي الشيعي” و بين جان إيف لودريان ممثل الفرنسيين بشكل اساسي، يبدو ان الدور الفرنسي قد تراجع بشكل متسارع خلال الاسابيع الاخيرة على اعتبار ان هذه المبادرة الحوارية وبالرغم من الدعم الكبير الذي حصلت عليه من البطريركية المارونية قد لا يُكتب لها النجاح.
حتى اللحظة تصر القوى السياسية المعارضة على مقاطعة الحوار، وبالرغم من ان بعض النواب التغييريين والمستقلين أعلنوا انهم سيشاركون في الحوار وشجعوا مبادرة بري، الا ان القوى السياسية المعارضة لا تزال حتى اللحظة ملتزمة برفض اي حوار قبل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهذا يعني بأن الحوار سيكون مبتوراً وغير فعّال.
وتعتبر مصادر ديبلوماسية مطّلعة ان المتابعة الحالية من قبل “مجموعة الخمس” المهتمة بالشأن اللبناني تقوم على مواكبة تراجع الدور الفرنسي وفشل باريس في تحقيق خروقات جدية في الأزمة اللبنانية وتسعى الى تفعيل ودعم الدور القطري في المرحلة المقبلة. و ترى المصادر بأن المعوّل عليه في الأيام والأسابيع القليلة المقبلة،ليس الدور الفرنسي، انما الدور القطري في ظل حراك جدّي مرتبط بالساحة اللبنانية قد يترجم على عدّة مستويات خصوصًا ما يحكى عن مبعوث قطري سيزور لبنان وستكون له مساهمة في فهم الواقع اللبناني والخطوط الحمراء التي تضعها القوى السياسية بشكلٍ اساسي.
كذلك فإنّ القطريين يمكنهم لعب الدور الذي تلعبه فرنسا على اعتبار أن لديهم في المنطقة تأثيراً وقدرة على الحديث مع مختلف الدول مثل السعوديه وإيران والولايات المتحدة الاميركية وكذلك الامر في لبنان فهم يتحدثون مع مختلف الاطراف بل يتفوقون على الفرنسيين لجهة أن قوى المعارضة لا تزال تتعامل معهم بإيجابية بعكس ما يحصل مع باريس في الفترة الأخيرة.