كتبت لارا أبي رافع في موقع “mtv”:
بسحر ساحر استقرّ الدولار على حدود الـ90 ألف ليرة، حتى نسي اللبنانيّون سؤال “قدي الدولار” والتطبيقات كلّها. وبفعلة فاعل عاد ليتقلّب ويُلامس عتبة الـ100 ألف ليرة. في غضون ساعة واحدة فقط، طار الدولار، بارتفاع جنوني قارب الـ10 آلاف ليرة، وحطّ على عتبة قريبة ممّا كان عليه، ثمّ تقلّب فاستقرّ من جديد.
لعبة الدولار هذه ليست جديدة. وقد بدأت التحليلات حول سببها. فهل بدأ العدّ العكسي لنتائج مغادرة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة منصبه؟
يُشير الخبير الاقتصادي نديم السبع إلى أنّ هناك سيناريوهات عدّة لما حصل، فالبعض يعتبرها رسالة من الحاكم والبعض الآخر يفسّرها على أنّها بسبب الحديث عن توقّف العمل بمنصة صيرفة قبل بيان سلامة التوضيحي، وآخرون يعتبرون أنّ السبب اقتراب موعد مغادرة الأخير. ولكن، يقول السبع، لموقع mtv: “الحقيقة أنّ لا أحد يمكنه تفسير ما حصل من الارتفاع الكبير إلى التراجع الذي تلاه فالاستقرار”.
ويُتابع: “صحيح أنّ مصرف لبنان زاد طبع الليرة وهذا ما أدّى بالبعض إلى القول إنّ المركزي قام بشراء الدولار من السوق لتعويض خسائر صيرفة، ولكنها ليست المرّة الأوّلى التي يزيد فيها مصرف لبنان طباعة الليرة فلماذا ارتفع الدولار فقط خلال نهاية الأسبوع هذا؟! حتى عن احتمال أن تكون عمليّة مضاربة كبيرة، فلا أحد قادر على القيام بها غير المصرف المركزي، ولكن ما هدف الأخير في ذلك؟!”.
إذاً، لا يوجد أي تفسير علميّ لما حصل في غضون يوم واحد، ولا أحد يمكنه شرح هذه “الظاهرة”. فماذا ينتظرنا على الصعيد النقدي؟
لا شيء مضمون بعد ما حدث، ولكن “السيناريو الأكثر ترجيحاً هو الانتقال السلس، وبالتالي يستمرّ الدولار على حدود الـ90 ألف ليرة، إذا لم يتمّ توقيف العمل بـ”صيرفة” وفق السبع. إلا أنّه في بلد المفاجآت والتناقضات، يعلن نائب حاكم مصرف لبنان أنّ المركزي سيُلغي تدريجاً العمل بصيرفة بعد يومٍ على بيان سلامة باستمرار العمل بها.
وبما أنّنا في لبنان وقد يحصل ما لم نتخيّله بعد، سيبقى الدولار يتأرجح على وقع الأحداث “التدريجيّة” والمفاجئة!