جاء في موقع الـ”mtv”:
يعيشُ 80 في المئة من الشّعب اللبناني في جحيمٍ معيشيٍ لم يشهده أيّ جيلٍ مضى، ولكنّه قد يستمرُّ الى أجيالٍ كثيرة مُقبلة إذا بقي الحكّام أنفسهم يديرون سفينة الوطن ومن فيها الى المجهول. في المُقابل، يعيش اللاجئون السوريّون في عزِّ معيشي لم يشهدوه في وطنهم حتى في زمن السّلم!
على ضفّة ثالثة، تعيشُ منظَّمات المجتمع الدولي في حالة نكران مقصودة لما تمرّ به المجتمعات المُضيفة للاّجئين، وخصوصاً لبنان الذي يستوعب العدد الأكبر منهم في العالم قياساً الى عدد سكّانه. وبدلاً من أن تمدّ المنظّمات هذه المُجتمعات بالعون وتعمل على إعادة اللاّجئين الى أراضيهم، لا تزال تزرع في نفوسهم الرّعب من رحلة العودة، ما يجعل هؤلاء يتمسّكون بوضعهم كلاجئين أكثر خصوصاً في ظلّ حصولهم على 4 امتيازات تجعلهم مواطنين لُبنانيّين Class A… فما هي؟
الرعاية الصحيّة: يحظى المُسجّلون من اللاجئين السوريّين في لبنان على بطاقات صحيّة تخولهم الحصول على الطبابة المجانيّة في لبنان، في وقتٍ يعجز فيه اللبنانيّون عن زيارة عيادة الطبيب خوفاً من التعرفة. وليست فضيحة تأجير بعض اللاجئين السوريين لبطاقاتهم الصحية للبنانيّين فقراء سوى خير دليل على هذا الامتياز الكبير الذي يحظون به في بلدٍ مضيف لهم. بالاضافة الى ذلك، تتكفّل المنظّمات الدولية بتكاليف الولادات التي تحصل في صفوف اللاجئين، ما يشجّعهم على الاستمرار في الإنجاب.
البنى التحتيّة والخدمات: يستفيد اللاجئون السورّيون من البنى التحتيّة ومختلف الخدمات الأساسيّة في الدولة اللبنانية كالمياه والكهرباء والصرف الصحي والنقل والمساحات الزراعيّة المهملة مجاناً ويضغطون عليها خصوصاً في المناطق المنسيّة والمهملة على حساب اللبنانيّين الذين باتوا يعجزون عن دفع فواتيرهم الأساسيّة، ويتخلّون عن أمورٍ كثيرة كالإنترنت مثلاً بسبب وضعهم الصّعب.
التّعليم: يحظى النّازحون الأطفال في لبنان بحقّ التعليم كأولوية لهم، وتُخصّص هذه المنظمات مبالغ طائلة سنوياً لتأمين التعليم المجاني لهم مع برامج مكثّفة للتعويض عن التأخير الحاصل لدى بعض الأطفال، وذلك ضمن دوامين قبل وبعد الظهر في عدد كبير من المدارس الرسميّة، بالإضافة الى تأمين مختلف مستلزمات التعليم كالكتب والقرطاسيّة، في وقت يحرم آلاف الأطفال اللبنانيّين من هذا الحقّ، ويعجز أهاليهم حتى عن إرسالهم الى المدارس الرسميّة.
التبرُّعات والمُساعدات: يحصل اللاجئون السوريون على مُساعدات نقديّة شهرية من الأمم المتحدة تخوّلهم شراء ما يحتاجونه، مُقابل عمل عددٍ كبيرٍ منهم من الرجال والنساء والأطفال على حدٍّ سواء في البناء والزراعة وتنظيف المنازل وغيرها من المهن والأشغال، وبذلك يحصلون على أكثر من دخل واحد في الشهر ويؤمّنون حياة مُستقرّة، أضف الى ذلك مختلف المساعدات والتبرّعات التي تردهم من الجمعيّات المحلية، وتحديداً من اللبنانيّين أنفسهم.