“جنبلاط تموضع عملياً في المنطقة الوسطية حتى اقتراب لحظة التسوية، ولن يسير بمرشح حزب الله كما لن يكون في موقع الخصومة مع الجو المسيحي”
نفّذ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط انسحابه التكتيكي من خطوط الجبهات الأولى، معلناً تمسّكه بموقعه الوسطي بين طرفي الكباش الرئاسي، منسحباً من الحلف الداعم لترشيح النائب ميشال معوّض ومعارضاً لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ومن دون الانخراط بالمباحثات لتبني إسماً بديلاً لمعوّض من قبل فريق نواب المعارضة وبعض المستقلّين.
“قد نصوّت وقد لا نصوّت”، موقف جديد لجنبلاط يحمل في طيّاته تلويحاً صريحاً هذه المرة بالاقتراع بورقة بيضاء في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، ولكن بأي حالة قد يلجأ جنبلاط الى هذا الخيار؟
يبدو جنبلاط مستاء من الأجواء المحيطة بالاستحقاق الرئاسي، على ضفتي حلفائه كما خصومه، وهو جادّ باحتمال الذهاب الى جلسة الانتخاب من دون مرشح في حال استمرت مقاربة الملف بهذه الطريقة، وعلى قاعدة رئيس التحدي لأي فريق انتمى، وستكون الورقة البيضاء خياره في حال وصلنا الى جلسة انتخاب بمرشّحَي تحدٍّ.
فجنبلاط تموضع عملياً في المنطقة الوسطية حتى اقتراب لحظة التسوية، كما تفيد المعلومات، ولن يسير بمرشح حزب الله كما لن يكون في موقع الخصومة مع الجو المسيحي، رغم امتعاضه الواضح للمقاربة القائمة على قاعدة الرئيس المسيحي القوي، التي لا يستسيغها.
“مش محسوب عا حدا”… هكذا يمكن تلخيص موقف جنبلاط حالياً، بانتظار لحظة التسوية، ولكن في حينه هل يفعلها فعلاً ويقترع بورقة بيضاء؟