يكرر رئيس مجلس النواب نبيه بري منذ أشهر الموقف ذاته: العقدة امام انتخاب رئيس للجمهورية مسيحية الطابَع، والشغور مستمر لان المسيحيين غير متفقين على اسم رئيس. الخميس، نُقل عنه قوله: أنا متمسك بوجهة نظري بأن المشكلة بين الموارنة المختلفين على الرئيس. في 25 نيسان الذكرى الخمسين لوفاة الرئيس فؤاد شهاب. أسترجع ما قاله يوماً إنه عمل للموارنة ويجب أن تُعمل لهم مصلحتهم غصباً عنهم. سواء هناك مَن أيده أو لم يؤيده، لا رئيس في تاريخ لبنان عمل كفؤاد شهاب على إنشاء مؤسسات.
كما ان بري يقول الشيء ونقيضه بين ليلة وضحاها وفق ما ترى مصادر سياسية معارضة عبر”المركزية”. الخميس، اشار الى انه ليس متفائلا وقد نُقل عنه ان “لا مؤشرات إيجابية إلى الآن على الأقل تحمله على الاعتقاد بأن انتخاب رئيس للجمهورية وشيك وأن لا حماسة لديه لتوجيه دعوة إلى جلسة ثانية عشرة ما دام التوافق على الرئيس معدوماً”، معلنا ترقّبَه لاجوبة الرياض على الضمانات التي نقلتها اليها باريس من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية… اما الجمعة، فتراجَع عن هذا الموقف السلبي، وعاد ليُسوّق لأجواء ايجابية من المملكة تجاه نائب زغرتا سابقا. فقال “الموقف الخارجي مطمئن، وقد ابلغني الفرنسيون بالمباشر بأن اجواء المملكة العربية السعودية ايجابية باتجاه فرنجية، ولكن توتر الخطاب الداخلي والانقسام العمودي لا يبشر بالخير، فالوضع الداخلي لا يحتمل المزيد من الفراغ”…
تعليقا، تعتبر المصادر، ان “الأستاذ” يدرك جيدا ان العقدة الرئاسية ليست طائفية بل تكمن في مكان آخر. فالاكيد ان القوى المسيحية الكبرى لا تريد مَن يريده الثنائي الشيعي رئيسا للجمهورية اي فرنجية. ورغم ذلك، فإن عين التينة، والضاحية بطبيعة الحال، تصران عليه وترفضان التراجع عنه. ولو كان بري صريحا وصادقا في مراعاته الرغبة المسيحية رئاسيا، ولو كان يريدهم فعلا ان يتفقوا فتُحلّ الازمة الرئاسية، لكان بدأ بتسهيل طريق التوافق هذا، من خلال عدم تمسّكه بمَن لا يريده المسيحيون!
اما حديثه عن التشاؤم الخميس ومن ثم انتقالُه الى “التشاؤل” الجمعة، بالاضافة الى اصراره على إعطاء تفسيرات وأبعاد متناقضة للموقف السعودي… فليس الا دليل ارباك لدى الثنائي الشيعي عموما ولدى بري خصوصا. وكل هذا السلوك، الذي يُتوّج بإحجام رئيس المجلس عن توجيه اي دعوة الى جلسة انتخاب حتى الساعة، فتعتبر مؤشرا ثابتا وقويا الى كون مرشح 8 آذار ليس في افضل احواله، بل على العكس، تختم المصادر.
لارا يزبك – المركزية