ماذا سيسمع دوريل من الجميّل؟ يقول حنكش “رأينا واضح جداً، فنحن لن نقبل بأي مبادرة او تسوية تكون على حساب الشعب اللبناني.
تحجز باريس مكاناً دائماً للاستحقاق الرئاسي في يومياتها السياسية، وربما تنشغل دوائر الاليزيه بايجاد حل للأزمة اللبنانية أكثر بكثير من الجهد المبذول في بيروت، وان كانت تعمل أحياناً على الطريقة اللبنانية، كما في طرح المقايضة ما بين سليمان فرنجية رئيساً ونواف سلام رئيساً للحكومة.
يكثّف مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل لقاءاته، ويجتمع برئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل الثلاثاء المقبل، بعد أيام على زيارته الى السعودية والمعلومات عن لقاء مرتقب جديد للقاء الخماسي حول لبنان.
“هذا ليس اللقاء الأول مع باتريك دوريل، واجتماعات عدة حصلت في وقت سابق”، يوضح نائب الكتائب الياس حنكش عبر موقع mtv، انما الاجتماع يأتي في سياقه الطبيعي، فالفرنسيون يحاولون القيام بمبادرات وعلينا نحن أن نقول في الغرف المغلقة ومع الدبلوماسيين ومع جميع المعنيين بالملف اللبناني ما نقوله في العلن، وهذا ما قلناه للموفد القطري.
ولكن ماذا سيسمع دوريل من الجميّل؟ يقول حنكش “رأينا واضح جداً، فنحن لن نقبل بأي مبادرة او تسوية تكون على حساب الشعب اللبناني، والتمديد ستّ سنوات لمرشح من فريق الممانعة، وهذا الكلام سيسمعه دوريل، كما لا نقبل بمنطق المقايضة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، فلسنا في وارد تقسيم مغانم أو “سايكس بيكو” جديد. فنحن نريد انقاذاً مستداماً للبلد الذي يحتاج الى اصلاحات جديّة”.
فالكلام في الاليزيه سيكون واضحاً رفضاً لأي مقايضة أو مرشح من فريق الممانعة، ويؤكد حنكش قائلاً: “نريد رئيساً قادراً على طرح القضايا الاشكالية وأهمها السلاح خارج اطار الشرعية، قادراً على اتخاذ قرارات جريئة للانقاذ الاقتصادي في بلد يعاني من أسوأ انهيار يشهده في اخر مئة عام، قادراً على اعادة لبنان الى الخارطة الدبلوماسية والانفتاح مجدداً على أصدقائه التاريخيين وفي مقدمهم السعودية والخليج واعادة لبنان الى حضنه الطبيعي”، مضيفاً “الرئيس يجب أن يكون لديه برنامج وأن يكون جديراً بحمل هذا البرنامج وتطبيقه”.
وفي اشارة واضحة الى ترشيح فرنجية، يسأل: “كيف يمكن اقناع اللبنانيين بمرشح ينتمي منذ ٤٠ عاماً الى فريق بأنه مرشح توافقي؟ هذا الكلام سيسمعه الفرنسيون أيضاً”، مشدداً على أن “انقاذ البلد لا يكون بالاتيان برئيس من فريق وفرضه على الفريق الاخر، ولكن هذا لا يعني أن يكون رئيساً رمادياً وبلا طعم او لون وغير قادر على اتخاذ أي قرار”.
ولكن هل سيطرح الجميل أيّ جديد؟ يوضح حنكش “لدينا بدائل، ولكن الأسماء نضعها في صندوق الاقتراع، ونحن نتحدث عن مواصفات الرئيس، ونتواصل مع القوى المعارضة ولدينا قواسم مشتركة واضحة جداً. فميشال معوّض كان قاسماً مشتركاً واليوم قادرون أيضاً على اختيار اسم آخر يجمع المزيد من الأصوات ونبدأ بالعمل على هكذا مبادرة، ونحن لا نتعاطى مع الدول بموضوع الأسماء انما على أساس مواصفات وبرنامج وتوجّه للبلد.
فنحن بحاجة لهذه الدول وللصناديق المانحة كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، والأحد سنذهب ضمن وفد نيابي الى واشنطن للقاء صندوق النقد، وكل هذا الحراك لانقاذ البلد يجب ان نقوم به ولكن لا نسأل الدول عن رأيها بهذا الاسم او ذاك فهذا قرار لبناني لنواب أخذوا ثقة اللبنانيين من ٨ أشهر”.
وبوضوح أكثر يقول حنكش: “الفرنسيون يحاولون القيام بمبادرات، ولكن لا يمكننا الاستمرار بعقلية أن الاستقرار هو الأهم وممنوع الحديث عن حزب الله كي لا نهدد الاستقرار”، خاتماً: “شو عنا بعد نخسرو؟”.
اذاً، موعد باريسي جديد بتوقيت بيروت، فهل تقنع “الكتائب” الفرنسي بخيارات جديدة أو صرف النظر عن توجهاتها الأخيرة؟