حول الطقس اليوم – mtv
يبدو أن الطقسَ الممطر الذي لن يغادرنا قريبا، شكّلَ بارقة أملٍ للمزارعين في البقاع.
سينتيا سركيس | mtv
لن يأتيَ الربيعُ قريبا… والربيعُ هنا ينطبقُ على كل شيء في لبنان وخصوصًا على الطقس… فحالةُ طقسنا غريبة عجيبة، يأتيكَ نيسان بالثلوج والامطار والعواصف الرعدية حتى شعرتَ أن فصولَ السنة تخلت عنّا هي الأخرى وحبَسَتنا في فصلٍ واحدٍ ممطرٍ وبارد…
إلا أن الأب إيلي خنيصر المتخصّص بالأحوال الجوية وعلم المناخ يعتبر أن ما نشهدهُ مناخيّا طبيعيٌ جدا، ففي السنوات الخمس الأخيرة رافقتنا المنخفضات في نيسان وحتى في أيار، وعلى ما يبدو هذا ما سيحصل هذا العام أيضا.
وفي حديث لموقع mtv، لفت خنيصر إلى أن المنخفضَ الجوي الذي يسيطرُ على لبنان حاليّا سيشتدّ ويبلغُ ذروته الخميس مع أمطارٍ غزيرة وعواصف رعدية، وتتساقط الثلوج على 1600 متر، قبل أن تنحسر اعتبارا من المساء، ليتحسّن الطقس تدريجًا اعتبارا من الجمعة، فيكون الطقس مشمسًا وصافٍ حتى مطلع الأسبوع المقبل حينما سيتأثر لبنان بمنخفضٍ جويّ جديد يضربُ اليونان وتركيا.
في المقابل، يبدو أن الطقسَ الممطر الذي لن يغادرنا قريبا، شكّلَ بارقة أملٍ للمزارعين في البقاع، حيث أنهم سيستفيدون من مياه الامطار لريّ مزروعاتهم خصوصا من القمح والبطاطا ويوفّرون مخزونهم في الآبار الارتوازية أقلّه حتى آخر نيسان.
نسأل الأب خنيصر عمّا ينتظرنا في الصيف، فيوضح أن صيفنا يتأثرُ بالمنخفض الهندي الموسمي، فهو ينحرف في منتصف شهر ايار من جنوب الهند نحو شبه الجزيرة العربية ويستقر فوقها حتى منتصف تشرين الاول، ويتميز بضغطهِ المنخفض الذي كلّما زاد انخفاضاً فوق الصحاري الكبرى، يوزع رياحاً مدارية حارة نحو روسيا وشرق اوروبا وافريقيا والحوض الشرقي للبحر المتوسط، ويظهر نشاطه في مطلع حزيران وحينها يمكن تحديد ما اذا كان الصيف سيكون لاهباً او اعتيادياً.
إذا وبحسب خنيصر، كلما كان المنخفض الهندي متمركزا فوق شبه الجزيرة العربية سيقبعُ لبنان تحت حرارةٍ مدارية ساخنة، ورغم أنه لم يكن ناشطا العام الماضي إلا أن اللبنانيين شعروا بثقل الحرّ بسبب عدم توفّر الكهرباء لتشغيل المكيّفات، ويضيف: “حتى لو كان الصيفُ معتدلَ الحرارة إلا أن اللبنانيين سيكونون مخنوقين بسبب غياب الكهرباء واشتداد عبء الأزمة”.
فافرحوا إذًا بأيّام المطر هذه، حتى لو كنتم من محبّي الصيف… لأن لهيبَ الصيف لن يرحمنا، تماما كما فعلت وتفعل تلك الزمرة الوقحة التي تمنّنا بساعات كهرباء معدودة… والتي إن رحلت عنّا لبات ربيعُنا ساطعا في عزّ الشتاء.