إعتاد المسيحيون الاحتفال باعيادهم الدينية عبر اتباع تقاليد خاصة ففي عيد الميلاد يطبخون “الحبش” وBuche De Noel. وفي عيد الفصح يصنعون المعمول… لكن الغلاء الفاحش هذا العام غيّر كلّ المفاهيم، ففي السابق كانوا يتبعون المثل القائل بأن صناعته منزلياً هي الأوفر كلفةً إنما مع إرتفاع الأسعار الجنوني، وبالمقارنة بين أسعار المعمول في الاسواق والكلفة الحقيقيّة له عند صنعه منزلياً، تجد أن المحلات تلجأ حكماً الى نوع من “الغشّ” في استعمال المكوّنات مقارنة مع الأسعار التي يباع بها.
هل تعلمون أنه بات هناك “معمول vegan” أي معمول نباتي، هذه ليست “قصة” من نسج الخيال فعلاً بعض صانعي المعمول يستعملون السمن النباتي.
“كلفة المعمول الفستق 12$ للكيلو، مشكّل 11$، جوز 10$ وتمر 9$. هكذا هي الأسعار في المحلات، والتي تُعتبر رخيصة مقارنة بالكلفة، فبحسب الشيف عماد معراوي انه يوجد “غش” كبير في المعمول وفي الاصناف التي تستعمل لصناعته”.
ذهبنا نسأل محلات الحلويات الأفخم في لبنان عن الأسعار وكانت متقاربة وتتراوح بين 14 و20$ للكيلو المعمول الفستق، التمر من 10 الى 14$، الجوز 12 الى 16$. بنظر الشيف عماد هذه أسعار غريبة جداً وبخسة،والخوف من المكونات التي تستعمل، لافتا الى أننا “نستعمل طحين “الفرخة”، السميد، السمنة، ماء الزهر، ماء الورد، الجوز، التمر، الفستق الحلبي، السكر، الحليب لصناعة المعمول”، مشيرا الى أنه “إذا أردنا صنع كيلو واحد منزلياً فهو يكلف 20$ وما فوق فكيف يكون سعره 15$ مثلا في المحلات؟”.
“يمكن اللجوء الى الغش في نوعية السمنة مثلاً”. هذا ما يؤكده الشيف عماد، لافتا الى أنه “يصار الى استعمال النباتية منها بدلا من الحيوانية ذاتالسعر المرتفع أكثر”، معتبرا أن “المشكلة في المكونات المعمول التي تستعمل لصنعه أسعارها مرتفعة جداً”، شارحاً أنه يجب التركيز على نوعيّة التمر إذا كان ناعما جدا فهذا لا يجوز، كما لا يجب أن يكون بنّي اللون أو مطاطاً”، مضيفا: “الكيلو من التمر الجاف هو فوق 5$”.
ويضيف الشيف عماد: “كيلو الجوز الجيّد هو فوق 8$ والكاجو فوق 12$ ويصار الى خلط الكاجو مع الجوز في معمول الجوز”، مشيرا الى أن “زجاجة ماء الورد سعرها فوق 10$ ، إضافة الى إستعمال الغاز وغيره من الامور، وبالتالي حكماً كلفته كبيرة جدا”، متسائلا “إذا كنا نستعمل كل هذه المكونات وأسعارها “نار” فكيف يُباع كيلو معمول الفستق على سبيل المثال بـ17$ أو ما يقارب هذا السعر”؟.
في المحصّلة يحلّ العيد والدولار يحلّق ومعه تحلّق الأسعار بشكل صاروخي ودراماتيكي، ولكن الواضح أن محلات الحلويات لجأت الى “لعبة” ما في المكونات وذلك نظرا الى الأسعار المنتفخة، والا لكنا وجدنا أسعار المعمول تحلّق كما الدولار، وربما خفّيت المبيعات بعكس كل الكلام، فالصناعة المنزليّة تكلّف أكثر بهذه الحالة لكنها تبقى “الأطيب”.
المصدر : النشرة