لماذا يرتفع سعر صرف الدولار بهذا الشكل الجنوني؟ الجواب البديهي والتقليدي: الوضع السياسي وما يدور حوله من ازمات مستعصية والتخبط الحاصل على مستوى الحلول. وقد يتهم البعض المصارف ومصرف لبنان بالدفع نحو المزيد من تدهور الليرة، بدليل انه على الرغم من توقيف صرافين غير شرعيين الدولار ما زال يحلق. غير ان مصادر اقتصادية واسعة الاطلاع تتحدث عن اسباب اخرى، لا بد من التوقف عندها واخذها في الحسبان.
وتكشف، عبر وكالة “أخبار اليوم” عن عمليات تهريب الدولار الى سوريا التي لم تتوقف يوما، وقد ارتفعت نسبها تحت غطاء المساعدات التي ترسل الى الشعب السوري المنكوب جراء الزلزال الذي ضرب مناطق عدة من محافظة حلب، قائلة: تهريب العملة الصعبة “من فجّ وغميق”، اذ هناك من يتحجج بالمساعدات من اجل ارسال الدولارات بكميات كبيرة الى مناطق غير منكوبة وخير دليل تحسن الليرة السورية في الايام الاخيرة.
وردا على سؤال، تشير المصادر الى ان احتمال دور للمصارف كي تثبت اهمية وجودها قد يكون قائما، لكن لا بدّ من الاشارة الى انه مع اضراب المصارف انخفض التداول عبر منصة صيرفة الى ما دون العشرة ملايين دولار يوميا، في حين انه لامس ما قبل الاضراب سقف الـ 330 مليونا، وهذا ما يعني ان عدم وجود المصارف يلعب دورا سلبيا في هذا المجال.
ومن العوامل السياسية التي يجب اخذها بالاعتبار، تلفت المصادر الى وجود رغبة لدى جهات سياسية خارجية او حتى محلية لرفع الدولار الى نسب عالية جدا من اجل دفع الناس نحو الشارع وبالتالي خلق الفوضى، خصوصا في ظل السؤال الكبير حول مَن يحرك التطبيقات التي تحدد سعر صرف الدولار؟ وكيف تحدد السعر بعد توقيف عدد من الصرافين، وما هي المعطيات الاقتصادية والمالية التي تأخذ بها؟ وبالتالي هذا ما يدفع الى التساؤل ايضا هل هي تتحرك لاهداف سياسية معينة؟ في وقت لم يتحرك فيه اي من المراجع القضائية والامنية لتحديد من يقف خلفها؟ وتختم محذرة : هذا الامر ان صح فان الدولار سيصل الى الـ100 الف بسهولة.
المصدر : أخبار اليوم
