تلجأ الدول التي تصل في مرحلة ما الى التضخّم والى ما يشبه الانهيار الكامل في عملتها الوطنية، الى واحد من حلّين: شطب أصفار، أو خلق عملة جديدة رديفة. فهل حان وقت أي من هذين الخيارين في لبنان؟
في هذا الإطار، أكد الخبير الإقتصادي د.بلال علامة ان ” موضوع حذف الأصفار من العملة هو أمر دقيق جداً وعادة هناك عدة أسباب تدفع الحكومات او الدول الى إختصار الأصفار من عملتها، إما من خلال استبدال العملة او من خلال إعادة تقييم للعملة”.
وأشار الى ان ” الأهداف الأساسية التي يتم العمل عليها في هذا الموضوع هي أولاً استعادة الإئتمان الدولي بمفهوم العملة، ثانياً استعادة الثقة بالعملة للتبادل حتى تصبح صالحة للتبادلات، ثالثاً تعزيز قيمة الثروة الموجودة فيها، ورابعاً لتخفيف من إطار التداول بالعملات الأجنبية الى حين تسترجع العملة المحلية قوتها وقيمتها”.
ولفت علامة الى ان ” الدول تقوم بهذه العملية في كل مراحل عملية إعادة تقييم الواقعين الاقتصادي والمالي خاصة بعد حصول تضخم كبير جداً، فتلجأ الى إعادة تقييم العملة وإعطائها قيمة أقوى”.
وأضاف: “حصلت هذه العملية في عدة دول على مر التاريخ آخرها في فنزويلا عندما تم شطب ستة أصفار من العملة وأعيد تقييمها مرتيين الى ثلاث مرات، وهذه العملية تكررت في فنزويلا لثلاث مرات أو أكثر”.
وأشار علامة الى انه ” أول من بدأ في هذه العملية في العالم هي دولة البرازيل حيث استبدلت عملتها بعملة جديدة، طبعاً مع إلغاء الأصفار”.
وفي رد على سؤال عن إمكانية تنفيذ هذه العملية في لبنان، أكد علامة ان “هذه العملية خطورتها في لبنان انه اذا حصلت دون إصلاحات ودون عمليات هيكلية للإقتصاد وللتداول النقدي سنعود الى مسلسل الإنهيار والتضخم الذي سيضرب العملة الجديدة مهما شطب منها من أصفار، فما يحصل في لبنان حقيقة ليس نقص بقيمة الثروة الموجودة في العملة، إنّما عدم ثقة وفلتان إداري وسياسي ومالي يضرب كل شيء”.
ووفقاً لعلامة “إذ تمت هذه العملية دون إصلاحات جدرية وجدية في لبنان، سيعاود التضخم الإرتفاع وسنعاود اللجوء إلى طبع العملة خاصة ان لبنان يعاني من شح مصادر التمويل للدولة اللبنانية”.
المصدر : leb economy