جال وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم صباحًا في مكاتب وزارة العمل في دائرة جبل لبنان في جونية، وكان في استقباله رئيس الدائرة شربل خليفة، قائمقام كسروان ستريدا نبهان والموظفون.
وبعد تفقد المكاتب وسير العمل في الدائرة، قال بيرم: “انها زيارة مهمة نقوم بها الى مدينة جونية لما تشكله من رمزية، جلنا على دائرة العمل المرتبطة بتماس مع المواطنين واحتياجاتهم ومصالحهم, زرنا المكاتب ورأينا التنظيم المميز على الرغم من الظرف الصعب وفقدان الأمور اللوجستية التي تتسبب بشلل كبير”.
وتابع, “لكن الصعاب تظهر أفضل ما في الانسان وهو الانتماء الوطني وروح خدمة العالم والإحساس بالكرامة، وهذا أمر مطلوب، لأننا نمر بمرحلة لعلها من أصعب المراحل التي مر بها لبنان، لكننا تعودنا على أن وطننا لا يركع ولا يخضع ويقوم دائماً بإرادة كل ابنائه”.
ولفت بيرم الى أنّ “هذه الزيارة هي جزء من جولة قمت بها على كل دوائر وزارة العمل. بدأنا من زحلة وبعلبك وصيدا والنبطية واليوم جونية، وسنزور لاحقا طرابلس وعكار، فضلا عن الادارة المركزية في بيروت التي نتواجد فيها”.
وأضاف, “جئنا اليوم لنقول لكم اننا نشعر بالجوع الذي يعيشه الموظف وهو كوجع المواطن، ولعلها اكثر مرحلة يصل فيها الموظف الى مكان صعب جدا، هناك حال من القلق الوجودي اذ ان متطلبات الحياة بحدها الأدنى أصبحت صعبة، بالإضافة الى ظرف سياسي مزعج مليء بالنكد وعقلية خاسر- خاسر، ومن المؤسف ان يكون عندنا في لبنان ما اسميه “متلازمة التايتانك” حيث يتشاجرون على غرفتين في السفينة وهم غافلون عن جبل الثلج الذي ينتظرهم”.
وأردف, “نحن في مركب واحد، لقد جربنا عقلية الخاسر الخاسر، وللاسف ادمنّا عليها الى درجة انه لم يعد يهمني الخسارة شرط ان تخسر انت. هذا أمر مؤسف حقيقة، وهذه دعوة الى التفكير بعقلية رابح – رابح والتعاون، اذ أن لبنان لا يحكم من طرف واحد مهما كان قويا، أن لبنان قوي بجميع ابنائه”.
واستكمل, “إننا ندعو الى انتخاب رئيس للجمهورية يعيد انتظام الحياة ويمثل اللبنانيين وتطلعاتهم ويمثل خطة إنقاذية اقتصادية لهذا البلد لان شعبنا يستحق. لقد تعب المواطنون وأصيبوا بالإرهاق، وهم يفكرون بلقمة العيش والحليب. ما يحصل معيب، صحيح اننا في موقع المسؤولية انما هذا نبض الناس ووجعهم، الناس تريد انتظام حياتها وان تؤمن معيشتها”.
وتوجه بيرم الى الموظفين الحاضرين بالقول: “انتم من هؤلاء الذين يحافظون على سير عمل الدوائر وانتظامها في هذا الظرف الصعب، نشعر بوجعكم، ربما ليس لدينا أمور لوجستية نقدمها لكم فأنا ايضا أعاني مثلكم من حيث تأمين الكهرباء والمازوت والإيصالات، ونحن نحاول بالحد الادنى للامور تأمين الأمور اللوجستية كي نستطيع خدمة المواطنين لانها هدف كبير جدا”.
وأضاف, “نحن الى جانبكم أقله على المستوى المعنوي، ورسالتنا أن تعود الحياة السياسية الى الانتظام كي نتفرغ الى الأمور الاقتصادية والاجتماعية التي يجب ان نتعاون جميعا فيها”.
وتابع, “على المستوى الشخصي، قلت إنني جزء من الذين يتحملون المسؤولية، ولست ممن يتهربون منها لان اسهل الأمور في لبنان ان نرمي المسؤولية على غيرنا. ان جلسات انتخاب رئيس للجمهورية هي جلسات تكرر نفسها، وطالما هي كذلك باعتراف الجميع. الحل هو الحوار، ونحن ندعو الى الحوار، ونحن مستعدون لنكون أول من يلبي الدعوة”.
وأردف, “الحوار هو لانتخاب رئيس للجمهورية يعبر عن تطلعات اللبنانيين ويجمعهم. بعض الدول تكون على خلاف مع بعض القوى السياسية في لبنان وهي تقول نحن حريصون على ان نتكلم مع كل القوى السياسية في لبنان، لأنها تعترف بكل المكونات اللبنانية”.
وسأل, “أليس بطريق اولى على الرئيس العتيد ان يكون قابلا على التكلم مع جميع اللبنانيين ويعبر عن هواجسهم ولو بالحد الادنى ويكون لديه مشروع إنقاذي اقتصادي؟ هذا ما نطالب به”.
وقال: “على مستوى بعض الحلول الأخرى، هناك أشياء بحاجة الى عمل مشترك، اليوم هناك مشكلة أمام العمل المشترك أو الاستراتيجية المشتركة كوننا امام حكومة تصريف اعمال. ما يتبقى هو ما لا يدرك كله لا يترك جله، ويكون العمل حينها في الوزارة التي نعمل بها، على مستوى الوزارة التي نعمل فيها، تحاول وزارة العمل على قدر استطاعتها، فيما يتعلق بالقطاع بالعام، قمت بحماية حقوق الموظفين ونجحنا بمقدار”.
وأضاف, “على مستوى القطاع الخاص، هناك لجنة المؤشر التي كانت الاساس بالقيام ببعض التعديلات، ويوم الجمعة، هناك اجتماع للجنة وسيصبح أساس الراتب 4 مليون 500 الف ليرة، وبدل النقل سيزيد من 95 الف ليرة الى 125 الف ليرة، وبالتالي يصبح مجموع راتب الحد الادنى في القطاع الخاص سبعة ملايين ليرة”.
وسأل, “هل هي خطوة كافية؟ طبعا لا، انما خطوة الى الامام والاهمية بهذه الزيادة انه سيتم التصريح بها للضمان الاجتماعي مما يدخل كمية كبيرة من الواردات الامر الذي سيمكن الضمان من زيادة تعرفة مسألتي الطبابة والاستشفاء. هذا الامر لم يكن يخص في السابق، اذ اجتمعت لجنة المؤشر في سنة واحدة 13 مرة، ونلجأ الى الزيادات كل شهرين او ثلاثة”.
وتابع, “لأننا سنزيد قيمة بدل النقل في القطاع الخاص، سأحمل هذه المسالة وتكون ذريعة بيدي، كي أطالب تحت عنوان المساواة بين القطاعين العام والخاص، بزيادة النقل لموظفي القطاع العام أيضا من 95 الف ليرة الى 125 الف ليرة”.
ولفت الى أنّه “بهذه الطريقة نحاول التقدم قدما، فضلا عن مواجهة البطالة والمنافسة لليد العاملة الأجنبية التي تشكل ثقلا على لبنان. علينا ألا ننسى النزوح السوري، لان لبنان هو اكثر دولة تتحمل كلفة هذا النزوح الذي يشكل ثلث سكانه, علما أن المنظمات الدولية لا تقوم بدورها كما يجب ولا تدعم الدولة او البلديات كما يجب، هذا الامر يشكل منافسة خطيرة للشباب اللبناني”.
وتابع, “ما قمت به هو إصدار قرار يحصر 126 مهنة باللبنانيين كي افسح المجال امام العامل اللبناني الذي يعاني ليس فقط من البطالة وايضا العطالة لانه تم ضرب حافزه، والسبب ان نظامنا الاقتصادي قام على الريع، الريع يأتي من دون مجهود وتعب، يعني ذلك انه ليس هناك رقابة من قبل المواطن، لذلك المسؤول السياسي تفرد بالمال ووزعه على اتباعه وبالتالي نشأت الزبائنية في لبنان ولم تنشأ المواطنية”.
وقال: “حصرنا مهنًا باللبنانيين وأطلقنا مسارا من التدريب المهني المعجل مع كل الجمعيات لإعطاء المهارات لليد العاملة الشابة اللبنانية، ونحن نحاول خلق بعض المسائل التي تساعد في ايجاد فرص عمل للبنانيين”.
وأضاف, “طبعا هذا غير كاف، انما على مستوى عملي في الوزارة فإنني أحاول وأنا منفتح على كل انواع التعاون. أطلقت شعارًا هو فصل السياسة عن الادارة، وأدعو القوى السياسية في هذه المرحلة الحساسة الى فصل بين القضايا السياسية ولا تضع مصالح المواطنين مطية للنكد السياسي المتبادل والصراعات المتبادلة”.
واستكمل, “أقولها بكل جرأة، نحن لا نستغل وجع الناس في ما يتعلق بالامور السياسية بل نقدم قضاياهم وقد يسبب لنا ذلك مشاكل مع حلفاء واصدقاء لاننا نعتبر ان مسألة المواطنين يجب أن تكون أولوية، هذا ما يجب أن تكون عليه عقلية الحاكم, واستشهد بقول السيد المسيح أن سيد القوم هو الذي يخدم الناس”.