كشف الخبير النفطي ربيع ياغي لموقعنا Leb Economy عن “وجود مشكلة أساسية في لبنان تتمثّل بغياب ثقافة ترشيد إستهلاك البنزين والطاقة، ففي ظل إرتفاع أسعار المحروقات وحتى مع وصول سعر صفيحة البنزين إلى 700 و 800 ألف ليرة، لا يزال الإستهلاك اللبناني من البنزين شبه مستقر، ما يؤكد أن اللبنانيين سريعو التأقلم مع الأزمات “.
وأكد ياغي أن “لبنان كان يستهلك حوالي مليوني طن من البنزين 95 و 98 أوكتان ما قبل الأزمة أي ما قبل العام 2019″، لافتاً إلى أنه “بإحتساب بسيط، مع وجود مليوني سيارة تتحرك على الأراضي اللبنانية يكون إستهلاك السيارة الواحدة حوالي الطن الواحد من البنزين بمتوسط ما يعادل ال 50 صفيحة في السنة، وبحدود 4 صفيحات بنزين في الشهر”.
وأضاف ياغي أن ” إستهلاك مادة البنزين إنخفض ما بعد الأزمة ومع إنتشار فيروس كورونا، ووصل إلى أدنى المستويات أي أقل من مليون طن بالسنة بإحتساب المتوسط السنوي”.
ولفت ياغي إلى أن “إستيراد مادة البنزين للإستهلاك المحلي لم يتراجع فعلياً، فالجزء الأكبر من الإستيراد كان يخرج خارج الأراضي اللبنانية ويهرب إلى سوريا”.
وأضاف ياغي “حالياً إرتفعت أسعار البنزين عالمياً متأثرة بإرتفاع أسعار النفط، في المقابل يشهد لبنان تراجع بسعر صرف الليرة مقابل الدولار ما ادى إلى ارتفاع اسعار البنزين في لبنان إلى أرقام خيالية لدى المحطات، في ظل اعتماد تسعيرة شبه يومية تصدرها وزارة الطاقة بإعتمادها على الأسعار العالمية التي تنشرها الأوبك+ إضافة إلى الكلفة والأرباح…”.
وتابع أن “سعر صفيحة البنزين في لبنان اليوم هو بحدود 20 دولار، تزيد أو تنقص حوالي 5% حسب تحرك السوق العالمي”.
وإذ أشار ياغي إلى أنه “خلال فترة الدعم كان لدى لبنان أرخص صفيحة بنزين في العالم وكانت تساوي 7 و 8 دولار، وهذا بمثابة دعسة ناقصة”، تساءل: “لماذا جرى دعم البنزين خلال فترة كورونا والأزمة الإقتصادية؟”.
وشدد ياغي على أن “هذه السياسة كانت خاطئة وأثارها تراكمية والجميع يعرف الضرر التي سببته على صعيد إحتياطي العملة الصعبة في مصرف لبنان”.
وكشف ياغي عن أن “لبنان حالياً يستورد حوالي المليون ونصف طن من البنزين سنوياً، ليكون الإستهلاك المحلي لكل سيارة حوالي 40 صفيحة في العام”، مشيراً إلى أن “حركة السيارات لا زالت قائمة في حين تراجع التهريب بشكل كبير بعد رفع الدعم، وهذا ما خفّض الكميات المستوردة من مليوني طن سنوياً إلى حوالي 1500000 و 1600000 طن”.
المصدر : leb economy