حملت كارين وزوجها طفلتهما إبنة الـ5 أشهر ودارا بها من مُستشفى الى آخر بحثاً عن سرير تُعالَجُ فيه بعدما تفاقمت حالتها الى حدّ الصّعوبة في التنفّس. أقسامُ الأطفال “مفوّلة” في عددٍ كبيرٍ من المُستشفيات في مشهدٍ غريبٍ خصوصاً مع انتهاء جائحة “كورونا”. الصّورة مشابهة في عيادات أطباء الأطفال… فماذا يحصل؟
يعتبرُ طبيب الأطفال وحديثي الولادة ريمون مخايل أنّه من “الطّبيعي في موسم الخريف انتشار الفيروسات على أنواعها وخصوصاً الإنفلونزا، أضف الى أنّ فيروس “كورونا” لا يزال موجوداً، لهذا السبب نرى الكثير من الحالات لدى الأطفال، والجدير ذكره هو أنّ العوارض مشابهة لدى عدد كبير منهم كالسّعال، والحرارة المُرتفعة، والزكام، وغيرها، ولكنّ الـH1N1 هو الأكثر انتشاراً”، عازياً كثرة الحالات الى “ما عاشه هؤلاء الأطفال خلال فترة انتشار “كورونا”، إذ هناك جيلٌ لم يكوّن مناعة على الأمراض بسبب الحجر والخوف الزائد من قبل الأهالي”.
وتخوّف مخايل، في حديث مع موقع mtv، من أنّه “في حال الاستمرار بتسجيل المزيد من حالات الإنفلونزا بين الأطفال وخصوصاً الـH1N1 وغيرها من الفيروسات القوية على الجهاز المناعي لدى الطّفل، فإن الفرق الطبية المؤهّلة قد تفقد قدرة السيطرة على الحالات وتقديم العلاجات المناسبة للمصابين الصّغار”، داعياً الأهل الى “مُراقبة أطفالهم وعدم إرسالهم الى الحضانات والمدارس كما الامتناع عن زيارة كبار السنّ في حال وجود أيّ عوارض لديهم، واستشارة طبيب الأطفال المُختصّ للحدّ من انتشار العدوى”.
وفي الختام، يُشدّد مخايل على ضرورة “عدم إهمال تلقيح الأطفال، إذ خفّت نسبة الأطفال الملقّحين ضدّ مختلف أنواع الأمراض والفيروسات بسبب الأزمة الاقتصادية، في وقت نعتبرُ فيه أنّ اللقاح هو أمر أساسي لا يمكن الاستغناء عنه لأنه يؤمّن درع حماية للطّفل ولِمَن حوله”.