على عكس الأشهر السابقة حيث كان سعر صرف الدولار مقابل الليرة يشهد انخفاضاً مع نهاية كل شهر، يسجل الدولار نهاية تشرين الثاني ارتفاعاً اذ لامس مستوى 40800 ليرة لكل دولار في وقت يتم صرف رواتب الموظفين بالدولار على سعر منصة صيرفة. فما سبب هذا الإرتفاع غير المعتاد؟
في هذا الإطار، أكد الخبير في الأسواق المالية د. فادي غصن على انه “نشهد نهاية هذا الشهر اتجاه معاكساً لسعر صرف الدولار صعوداً، ما يؤكد ان المضاربين الذين كانوا موعودين بإنخفاض سعر صرف الدولار آخر الشهر قد باعوا ما بحوزتهم من دولارات ولم يعد هناك قوة بيع للدولار تؤدي إلى انخفاض سعر صرفه”.
وشدد على أن “أسباب ارتفاع سعر صرف الدولار لا تزال نفسها تلك التي أوصلته الى 40 الف ليرة، وتتمثل بعدم دخول العملات الأجنبية عبر الإستثمار المباشر الى لبنان في ظل غياب مؤشرات إيجابية تجذب الإستثمار وفي طليعتها غياب سعر صرف موحّد. إضافة الى ان آلية عمل منصة صيرفة تؤدي الى تفاقم الأزمة مع الوقت لأنه يتم بكل بساطة شراء الدولار من السوق السوداء بسعر صرف السوق السوداء ومن ثم يعاد ضخه عبر منصة صيرفة بسعر أدنى، وبالتالي يبقى الفارق بين سعري الصرف موجود في السوق والذي يقدّر بحوالي 10 آلاف ليرة، وهذا الفارق هو الذي يؤدي الى ارتفاع سعر صرف الدولار. علماً ان احتياطات مصرف لبنان ما زالت تتقلص”.
وأكد غصن ان “التعويل في الأيام القادمة يبقى على دخول العملات الأجنبية خلال موسم الأعياد من خلال المغتربين والسياح، وتجدر الإشارة إلى أنه فعلياً هذا قد لا يؤدي دولار الأعياد الى انخفاض سعر الصرف إذ لم نلحظ هذا الأمر بشكل كبير خلال فصل الصيف اذ ساهمت تعاميم مصرف لبنان في انخفاض سعر الصرف وليس الدولار السياحي”. وشدد غصن على ان “دور الدولار السياحي سيتمثل بلجم حدة ارتفاع سعر الصرف”.
المصدر : leb economy