خاص mtv
يذكّرنا الرئيس ميشال عون بعبارة يردّدها العامّة في لبنان هي “متل إجري”. والمقصود أنّ عون لا يهتمّ بشيء، بل يفعل ما يريد بغضّ النظر عن ردّة الفعل على قراراته أو خطواته. هو شخصيّة جدليّة الى أقصى الحدود.
حفل عهد عون بأحداثٍ كثيرة، غالبيّتها سلبيّة، إلا أنّ بعضها لا صلة مباشرة له به. ولكن، ما يحصل هذه الأيّام في القصر الجمهوري يدعو الى الاستغراب، كي لا نقول الاستهجان.
شهدنا في اليومين الماضيين، وقبلهما، “حفلة” توزيع أوسمة بالعشرات، غالبيّتها غير مبرّرة وكلّها لمقرّبين ومؤيّدين. ففي الجسم الإعلامي، مثلاً، أصحاب قلمٍ وموقفٍ وإبداع، لكنّ عون اختار المطبّلين… والمطبّلات.
وفي عالم السياسة، مثلاً، اختار يعقوب الصراف. ماذا أنجز الرجل؟ وهل فعل ما هو استثنائي؟ هل ساهم في تحسين حياة اللبنانيّين واللبنانيّات؟ أم ساهم في رفع الحرمان عن عكار؟
وفي عالم الدبلوماسيّة وجوه قدّمت للبنان الكثير، خصوصاً في أزمته في السنوات الأخيرة، لكنّ عون اختار السفير السوري علي عبد الكريم علي، الذي، هو نفسه، لا يعرف سبب تكريمه. هل المساهمة في الكشف عن مصير من اختفوا في معارك عون مع الجيش السوري الذي اقتلعه من بعبدا، أم لدورٍ في ملف عودة النازحين، أم لمساهماتٍ في قطاع التربية والاستشفاء عبر هباتٍ وخبرات؟
إنّ توزيع الأوسمة، على طريقة الأغنية الشعبيّة “وزّع شوكولاتة وطعمينا”، تعتبر من أكبر سقطات العهد الذي أمضاه عون كلّه من دون أن يخرج الا نادراً من قصره. لا زار مبدعاً ولا حلّ ضيفاً في بيت فنّان. لم يساهم، حتى، في حلّ مشاكل الناس الصغيرة، مثل النفايات وقد ارتفع في عهده أكثر من جبل أوساخ، من دون أن يمنع ذلك أنصاره من تسميته “جبل بعبدا”.
حتى الأوسمة، وهي عربون تقدير وتكريم، “تبهدلت” في هذا العهد. وسامٌ لسفير سوريا؟ رحم الله العسكريين الذين استشهدوا في ما سُمّي، كذباً، حرب التحرير…
ولكن، نعود الى ما بدأنا به هذه السطور: “متل إجري”.